بعد إتمام عملية الانفصال بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في إطار ما يسمى «بريكست» انقسمت وجهات النظر في الصحف البريطانية بين مرحبة ومتخوفة وأخرى تتطلع إلى ما بعد بريكست مثل صحيفة فايننشال تايمز التي رأت أن العمل الحقيقي الذي ينتظر الحكومة البريطانية في مفاوضاتها من أجل التوصل إلى اتفاق تجاري مع التكتل الأوروبي «بدأ الآن»، مشيرة إلى أن التحديات التي تواجه لندن ما بعد الانفصال هي معالجة التصدعات التي أحدثها الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي من جهة ووضع إطار جديد للعلاقات مع الاتحاد يحمي وحدة بريطانيا من جهة أخرى.
بدورها نشرت صحيفة التايمز على صفحتها الأولى تقريرا بعنوان «الوداع للاتحاد الأوروبي» اعتبرت فيه أن الصفحة طويت لتبدأ بريطانيا فصلاً جديداً من تاريخها مبينة أن أمام لندن كماً هائلاً من المفاوضات والتهديد والتنازلات لترسم مستقبل علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي.
في حين طرحت صحف بريطانية أخرى تساؤلات حول المرحلة المقبلة ما بعد بريكست حيث تساءلت صحيفة «آي» موجهة حديثها إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون «ماذا بعد»، مشيرة إلى أن السؤال الذي لم يطرحه الاستفتاء حول الانسحاب من الاتحاد الأوروبي وما عجز مهندسو الخروج في الإجابة عنه مدة ثلاثة أعوام ونصف العام هو «ما الذي سيحدث بعدها؟ هنا يبدأ العمل الشاق».
وشككت الصحيفة في المقال الافتتاحي الذي أعده أوليفر داف في المرحلة المقبلة التي ستشهدها بريطانيا متسائلاً عما إذا كانت عملية بريكست تعتبر «حلما تحقق أم لحظة حزن عميق»، مشيرا إلى أنه رغم النتائج الإيجابية المنتظرة والمتمثلة في استعادة السيطرة على شؤون بريطانيا إلا أن تفاؤل جونسون واعتباره عملية الانسحاب أنها بداية لن يحمل أي مصداقية إلا بعد أن يشرح للبريطانيين بالتفصيل خطته للخروج من الاتحاد الأوروبي.
من جانبها عبرت صحيفة الغارديان عن تفضيلها البقاء في الاتحاد الأوروبي ووصفت بريكست بأنه «أكبر رهان منذ جيل» وأن «خسارة بريطانيا وخروجها من التكتل الأوروبي خطأ مأساوي».
وحسب هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» فإن من بين أبرز الأمور التي ستتغير فعلاً أن الطلاق بين لندن وبروكسل أصبح واقعاً وفقدان الأعضاء البريطانيين في البرلمان الأوروبي مقاعدهم على أن تستمر لندن بالامتثال بقواعد الاتحاد في الفترة الانتقالية التي تبلغ مدتها 11 شهرا، وسيصبح بإمكان بريطانيا البدء بإجراء محادثات مع كل الدول حول وضع قواعد جديدة لبيع وشراء السلع والخدمات كما سيتغير لون جواز السفر البريطاني ليعود إلى اللون الأزرق الداكن وستطرح الحكومة البريطانية ثلاثة ملايين قطعة نقدية تذكارية من فئة الـ50 بنساً.