بين واشنطن والقاهرة.. المؤيدون لترامب يميلون حيث مال الهوى و«الجامعة» ترفض «الصفقة» … عباس: لن نقبل أي حل يجعل القدس عاصمة لإسرائيل.. ولا علاقات مع واشنطن
| سانا- روسيا اليوم - الميادين نت- رويترز
تواصلت ردود الأفعال المنددة بما يسمى صفقة القرن، لتحضر تلك «الصفقة العار» وحيدة في الاجتماع الطارئ للجامعة العربية في القاهرة، وليجدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبشكل علني التأكيد أنها مرفوضة جملة وتفصيلاً، إضافة إلى أي حل يقول بجعل القدس عاصمة لإسرائيل، وليؤكد أن الفلسطينيين هم حماتها والمسؤولون عنها، ليتناغم بذلك والبيان الختامي للاجتماع الذي أكد رفضه لـ«صفقة القرن»، وأن مبادرة السلام العربية هي الحد الأدنى المقبول عربياً لتحقيق السلام، فيما كان لافتاً موقف بعض الدول العربية التي شاركت بسفرائها في واشنطن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو التصفيق لحظة إعلان «الصفقة»، هي الأيادي ذاتها تصفق لقرارات الجامعة ممثلة بوزراء خارجيتها!
عباس خلال اجتماع أمس السبت قال: إن«القدس والقضية الفلسطينية ليستا للبيع ونرفض صفقة القرن بالمطلق، وأي حل يقول بجعل القدس عاصمة لإسرائيل».
وأكد أن السلطة الفلسطينية «أبلغت الأميركيين والإسرائيليين أن لا علاقة لنا معهم بما في ذلك في المجال الأمني»، مطالباً بتفعيل «آلية دولية للسلام مع رفض أن تكون «صفقة القرن» ضمن أي طرح، أو أن تكون واشنطن وسيطاً وحيداً في أي مفاوضات مع إسرائيل».
ولفت عباس إلى أن فلسطين ستواصل العمل مع المحكمة الجنائية الدولية وستتوجه إلى مجلس الأمن الدولي وكل المنظمات الدولية من أجل نصرة القضية العادلة للشعب الفلسطيني.
إلى ذلك رفض البيان الختامي للجامعة «صفقة القرن»، داعياً «المجتمع الدولي إلى التصدي لأي إجراءات تقوم بها إسرائيل على أرض الواقع».
وأكد الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط «عدم التعاطي مع خطة السلام الأميركية المجحّفة»، داعياً إلى «عدم التعاون مع الإدارة الأميركية في تنفيذها»، وفق ما جاء في البيان.
وأكد البيان في الوقت نفسه أن مبادرة السلام العربية هي الحد الأدنى المقبول عربياً لتحقيق السلام، حيث أكدت على حق دولة فلسطين بالسيادة على كافة أرضها المحتلة عام 1967.
وقال أبو الغيط في كلمة له: إن «توقيت طرح خطة السلام الأميركية يثير التساؤل»، مضيفاً: إن هناك ما يشير إلى أن إسرائيل تفهم خطة واشنطن بمعنى الهبة ومنح الضوء الأخضر لها»، مشيراً إلى أن «البديل الأمن مازال بأيدينا إن صحت النوايا».
وفي مواقف وتصريحات تشير إلى محاولة أصحابها ممن صفق لترامب في واشنطن على «الصفقة»، قال وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي: «لم نطلع بشكل كامل على الأفكار والطروحات التي وردت في خطة ترامب كأساس للتفاوض، وما عرض في الخطة ليس للموافقة الفورية، ولن يكون صالحاً لذلك»، لينسج على المنوال ذاته وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش الذي أشار إلى أن الخطة لا تمثل تصوراً نهائياً، لأن التصور النهائي يقوم على موافقة الطرفين.
السعودية وبعد تقدير جهود ترامب لـ«صفقة القرن»، تلعق كلامها في القاهرة، حيث قال وزير خارجيتها فيصل بن فرحان الـسعود: «نحن مع الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية (…) القضية الفلسطينية هي القضية الأولى في السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية»، بينما تمسّك وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد بن محمد آل ـخليفة بموقفه السابق قائلاً: «الخطة التي تقدم بها ترامب نقدرها ونعرب عن تطلعنا للنظر فيها ودراسة نقاطها والعمل على بدء مفاوضات مباشرة بين الطرفين».
إلى ذلك شدد وزير الخارجية المصري، سامح شكري على أن إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، يعد أحد المفاتيح الرئيسة لاستعادة السلام والاستقـرار في منطقة الشــرق الأوسط.
كما قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي: «السيادة على القدس فلسطينية والوصاية على مقدساتها هاشمية، ولا توطين ولا حل لقضية اللاجئين خارج إطار الشرعية الدولية».
وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم شدد على موقف العراق الثابت بدعم القضية الفلسطينية، وبدعم التوجهات والقرارات التي يتخذها الفلسطينيون.
وفي سياق متصل قال مصدر في حركة فتح لـ«روسيا اليوم»: إن التنسيق الأمني بين الفلسطينيين وإسرائيل في مناطق الضفة الغربية «أ ب ج» لن يتوقف.
وأكد المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه أن قطع العلاقات الأمنية مع إسرائيل يشمل ثلاثة بنود وهي: التنسيق المدني، والارتباط العسكري الفلسطيني، والعلاقات المخابراتية.
وفي سياق متصل جدد سفير روسيا الاتحادية في لبنان ألكسندر زاسبيكين تمسك بلاده بقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن حل القضية الفلسطينية مشدداً على عدم إمكانية تغيير هذه القرارات نتيجة ما تسمى «صفقة القرن»، في حين أكد رئيس المركز الروسي للتقنيات السياسية سيرغي ميخاييف في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» أن «الصفقة»، أُعدت لصالح»إسرائيل.
وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة تواصلت تظاهرات الغضب، حيث شهدت مدينة باقة الغربية الواقعة قرب طولكرم تظاهرة دعت إليها لجنة المتابعة العربية العليا واللجنة الشعبية في المدينة، احتجاجاً على «الصفقة».
وقال منصور دهامشة سكرتير عام الجبهة الشعبية وعضو قيادة لجنة المتابعة العليا للجمعية العربية: تقام التظاهرة رفضاً للمؤامرة على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وهذه إحدى التظاهرات التي خرجت في الداخل رفضاً لـ«صفقة القرن».
وبالتوازي، جرت مواجهات في منطقة العروب ومخيمها إلى الجنوب من بيت لحم بعد مسيرة للفلسطينيين.