الاحتفاء بميلاد بيتهوفن في دار الأوبرا … غزوان زركلي: بعد مرور مئتي عام نستذكر مقطوعاته الخالدة
| سارة سلامة
«الموسيقا أكثر إلهاماً من جميع الحِكم والفلسفة» هذا ما قاله بيتهوفن ربما اليوم أصبح حقيقة لا يمكن إهمالها، فبالموسيقا وحدها نستطيع بلوغ الخيال وتسلق المستقبل والعبور إلى الماضي والتغني بالروح، حيث نحرص منذ بدايتنا للإنصات إلى موسيقاه التي تعتَبرُ من أعظَم الموسيقا في جميعِ العصور وأكثرها تأثيراً، وله الفضلُ الأعظم في تطوير الموسيقا الكلاسيكيّة. وتَشمَلُ مُؤلّفاتُه تِسعَ سيمفونيّات وخَمسَ مقطوعاتٍ على البيانو وأخرى على الكمان، واثنتين وثلاثين سوناتا على البيانو وسِتّ عَشرة مقطوعةً رُباعيّة وتريّة؛ كما ألف أيضاً أعمالاً للصالونِ الأدبيّ وأخرى للجوقة وأغاني.
وتجري الاحتفالات بذكرى ميلاده الـ250 في ألمانيا والنمسا، وتتضمن حملة «BTHVN»، ومقرها بون، وهي المدينة التي شهدت ميلاد الملحن الراحل المولود في عام 1770 والذي توفي في عام 1827، مئات الحفلات الموسيقية والفعاليات.
وبمناسبة الذكرى 250 لميلاد لودفيغ فان بيتهوفن أقامت جمعية صدى بالتعاون مع مديرية المسارح والموسيقا في (دار الأسد للثقافة والفنون) احتفالية تخلد فيها موسيقاه بقيادة المايسترو غزوان الزركلي إضافة إلى الأوركسترا التي رافقته.
إرث وبصمة
وتحدث المايسترو غزوان الزركلي: «حرصنا على تقديم المقطوعات الأخيرة التي ألفها الموسيقي العالمي بيتهوفن، من خلال تقسيم الحفل إلى قسمين لنبدأ بالعزف منفرداً بمقطوعتي سوناتا للموسيقي من أصل 32 سوناتا وكانت الأعمال التي قدمت من المرحلة الثانية، أما في القسم الثاني فقدمنا مقطوعتين صغيرتين، ومن ثم أوركسترا للبيانو عزف رابع، ويتكون العدد الإجمالي للعازفين من 37 عازفاً».
وأضاف زركلي: «سعادتي اليوم كبيرة بتلك الأمسية التي لاقت إعجاباً كبيراً بين الجمهور، وما تركه الموسيقي من إرث وبصمة كبيرة في العالم العربي والعالمي إلى يومنا هذا، واليوم نحتفي بموسيقاه بعد مرور مئتي عام على رحيله لنتحدث باسمه ونحيي حفلات نستذكر مقطوعاته الخالدة».
ننشر الموسيقا
بينما بينت رئيسة جمعية صدى الدكتورة لبانة مشوح أن «العالم يحتفل هذا العام بالذكرى 250 لميلاد الموسيقار الكبير بيتهوفن، وقد آثرنا في جمعية صدى التي تهتم بنشر الموسيقا ورفع الذائقة الموسيقية والعناية بالموسيقيين ودعمهم، أن نحتفل بهذه المناسبة بحفل كبير مميز أحياه عازف البيانو الكبير غزوان الزركلي، ويقود فيه أعضاء من الفرقة الوطنية السيمفونية اختارهم وشكل معهم ما يسمى فرقة احتفالية بيتهوفن، وهم من خيرة الموسيقيين وأساتذة في المعهد العالي للموسيقا وأيضاً من الطلاب المتميزين في هذا المعهد».
وأضافت مشوح: إن «جمعية صدى تعنى بنشر الموسيقا ودعم الموسيقيين الشباب بدأت نشاطها هذا العام بإحياء حفل لميلاد موسيقي عظيم، بقيادة ومشاركة ٣٧ عازفاً، وتضمن البرنامج في جزئه الأول عزفاً منفرداً على البيانو مصنف ٩٠ مقام مي مينور/ مي ماجور. وسوناتا مصنف ١١٠ مقام لا بينوا/ ماجور، وفي جزئه الثاني عزف الزركلي «لحظات عابرة». ثم قدم مع الفرقة الموسيقية المونشرتو الرابع البيانو والأوركسترا فأبدع، ونقل الإبداع إلى الجمهور الذي صفق وقوفاً بحرارة لما لمسه من جمال وحرفية وبراعة في العزف».
وأوضحت مشوح أن «صدى جمعية حريصة على المشاركة في تقديم أعمال متميزة ولديها مشاريع موجهة إلى الأطفال، تنطلق اعتباراً من آذار المقبل، أمسيات استماع موسيقي شهرية تقدم بالتعاون مع المركز الثقافي العربي- أبو رمانة، وستكون أول جلسة استماع يوم الأحد ١٥ آذار، تحييها عازفة القانون المبدعة ديمة موازيني».