بعد هزيمة الاتحاد أمام الجزيرة في ختام ذهاب الدوري الممتاز … زلزال يضرب النادي وخلافات بين المدرب واللاعبين
| حلب – فارس نجيب آغا
كل شيء كان متوقعاً إلا أن يخرج الاتحاد مهزوماً من الجزيرة مع احترامنا وتقديرنا لأسود الشرقية، لكن نحن نتحدث هنا عن الإمكانيات والفوارق والعناصر البشرية التي تمنح بلا شك التفوق للاتحاد بكل المقاييس إلا أن كرة القدم أحياناً لا تعترف بهذا المنطق، وهو ما حدث تماماً في المرحلة الأخيرة من ذهاب الدوري الممتاز بكرة القدم يوم السبت فكان الزلزال الذي ضرب نادي الاتحاد وأقام الدنيا ولم يقعدها لفريق بدا بصورة شاحبة عابه الكثير من المشاكل التي رافقته على مدار البطولة في ظل خلافات نشبت ونزاعات تصدر مجموعتها بعض اللاعبين رفقة المدرب الذي لم يكن بعيداً عنها وكان له نصيب وحيز منها، لذلك بدا الأمر طبيعياً لمن يقرأ ما بين السطور ويعي ما يحدث داخلياً عندما تتصدر الفوضى وتغيب المحاسبة الجادة لتسدد الفاتورة من الجماهير التي اكتوت بنار الحسرة والألم على فريقها وهي تراه بهذا الشكل المعيب، كرة الاتحاد لم تكن تسير بالطريق الصحيح أبداً فمن شاهد الفريق على البساط الأخضر يعلم تماماً بأنه لن يكون مرشحاً لدخول المنافسة على اللقب بهذه الشاكلة، فالنتائج التي سجلت تشبه كثيراً ما حصده في الموسم الماضي مع مدرب وطني وربما أفضل من الآن وهو منطق الأرقام الذي نتحدث عنه فيما هذا الموسم دخلت شركة داعمة على الخط وبذخت الملايين كقيمة انتداب للاعبين مع مدرب براتب شهري يسيل له اللعاب، وكل ذلك لم يكن كافياً على الإطلاق لأن يلامس الاتحاد الصدارة فالعقلية التي تدار بها الأمور تبدو بعيدة عن الاحتراف بمجمل مسمياته وما زلنا في عصر الهواية وأعتقد أن اللوم يقع على الجميع بداية من المدرب ونهاية باللاعبين لأن الفريق هو عبارة عن منظومة عمل واحدة ولا يمكن تجزئتها أبداً وتحميل طرف على حساب آخر والكل في بوتقة واحدة يتحملون ما حدث.
زخم إعلامي
بداية الموسم شهد زخماً إعلامياً غير مسبوق بتاريخ النادي مع دخول الشركة الداعمة التي سعت لجلب لاعبين من الصف الأول لكن جزئية المدرب بقيت غائبة ولم يستطع الاتحاديون أن يرسوا على بر إلا بعد فترة لا بأس بها، حيث تم التعاقد مع المدرب التونسي قيس اليعقوبي واستبشرنا خيراً فالمنظومة بدت كاملة الأوصاف من دون أي شوائب يمكن الحديث عنها عبر لوحة ذات ألوان جميلة تلامس قوس قزح، فحضر المدرب خلال مشاركة الفريق لدورة تشرين الكروية واطلع على الواقع العام ثم بدأت رحلة التحضير وطالب بضرورة جلب مهاجمين وتمت الاستجابة لطلبه عبر التعاقد مع أنس بوطه وسامر السالم والأخير هو من أصر على انتدابه وعدم التخلي عنه، وبمجمل الأحوال ما طلبه اليعقوبي نفذ بحذافيره ولم يرد له أي طلب نهائياً عبر ورشة عمل لم تهدأ من الجوانب كلها.
شماعة وصراعات
بداية الدوري شهدت التعادل في حلب مع الوثبة ومن ثم الهزيمة أمام الساحل وتم إيجاد شماعة عالية الجودة عبر رميها على المدافع عبد الناصر حسن ومن بعدها لم يكن هناك وجود للاعب داخل تشكيلة الفريق بناء على طلب المدرب مع إبعاد المعد البدني خالد مشرف لأسباب غير مقنعة كان هو الآخر ضحية الهزيمة حيث احترمت إدارة النادي قرار المدرب وتركت حرية العمل له من دون أي تدخل مع إحالة ملفات الاثنين لمجلس الإدارة للنظر بوضعهما كما أشرنا من قبل المدرب الذي رفض وجود الحسن مع التكشف عن صراعات داخلية مبطنة بدأت تفوح روائحها في أرجاء النادي وبين الجماهير ومن ثم واصل الفريق رحلة المنافسة مع تقلبات بالنتائج وعدم ثبات بالمستوى الفني الذي لم يكن ليوحي أن الاتحاد سيدخل المنافسة بشكل جدي وهو شيء لامسه أهل الكار لفريق محير، وفي كل مباراة كانت الخبرات تنتظر الأفضل مع تفاقم المشاكل بصورة غريبة داخل الفريق وصراعات خرجت للعلن بين بعض اللاعبين والمدرب وصلت لحد غير مسموح به رياضياً وتراشق الكلمات فيما بينهم.
مزاجية ومصلحة
عملية اختيار التشكيل من مباراة لأخرى لم تكن ثابتة وشهدت تغييرات كثيرة وكانت تبنى على الحالة النفسية التي أثرت على المدرب ومزاجيته، فكيف لمدرب قاتل على جلب سامر السالم كمهاجم ومن ثم فضل ركنه على دكة الاحتياط وعدم إفساح المجال له ومطالبة مجلس إدارة النادي بفسخ عقده لحد يبدو أن الخلاف كان كبيراً، وهو شيء تكرر مع أكثر من لاعب عبر مطالبة المدرب بفسخ عقودهم نتيجة أي خلاف يحدث بما يعني أن العامل النفسي والعاطفة كانت مسيطرة بجزء كبير على العمل الميداني، ولم يكن هناك حيز لترجيح العقل ومصلحة الفريق فكل من تابع لقاء الاتحاد والوثبة أيقن أن عدم الزج بمحمد غباش كلاعب أساسي كان خطأ فادحاً ليجبر المدرب على إشراكه تحت وطأة النتيجة ليدخل الغباش بالشوط الثاني ويسجل لفريقه.
من يحاسب؟
لن ندافع عن لاعب ونضع المدرب الضحية بل هي منظومة عمل مشتركة والكل يدخل تحت بند المحاسبة والتقصير كما أن مجلس الإدارة يقع عليه جزء لا بأس به من حيث المتابعة الجادة التي لم تكن حاضرة كما يجب حول التقصير والاستهتار في بعض الأحيان وفرض عقوبات رادعة، ومن يعتبر نفسه أكبر من النادي فيجب عليه الرحيل غير مأسوف عليه لكن من يحاسب ومن صاحب القرار؟ هنا بيت القصيد فلا اللاعب حوسب ولا المدرب تمت مناقشته مع فراغ موجود لرجل صاحب شخصية قوية يوقف تلك المهازل ويجد حلاً للمشاكل المتراكمة التي كانت سبباً في ما آل إليه الوضع مع نهاية الذهاب وتأخر الاتحاد على سلم الترتيب وابتعاده عن المتصدر بفارق مريح ما يصعب الوضع أكثر وتصبح المنافسة على اللقب ليس بمتناول اليد.
مطالبة جماهيرية
الكثير من اللاعبين لم يحترم قيمة القميص الذي يرتديه ولم يحلل ما ناله من مبالغ كبيرة في ظل الخلافات مع المدرب الذي يطالب بفرض برنامج محدد لا ينفذه اللاعبون كما يقول وهم لا يملكون تلك العقلية وما بين الجانبين وغياب المحاسبة ضاع النادي وسمعته ومجلس الإدارة مطالب بعقوبات كبيرة جداً مع فسخ للعقود لأن البعض لا يغار على الشعار الذي يرتديه ولا يؤدي بمستوى الرواتب فأين الحساب والعقاب؟ ولماذا يتم الصبر على غير المؤهلين للعب ضمن الدوري الممتاز.
احترافية منقوصة
نؤكد أننا لسنا مع طرف ضد الآخر لكن كل ينظر للقضية من حيث ما يملكه من معلومات ربما الكثير تغيب عنه وهو الواقع بكل أمانة، وما نشره المدرب على منصات موقع التواصل بعد الهزيمة من الجزيرة بساعات على صفحة مساعده صابر بن جبرية فيه الكثير من الانجرار والخروج عن الاحتراف ولم نر مدرباً محلياً تعامل بهذه الشاكلة ونشر بهذه الطريقة معتبراً أن الفريق ليس من اختياره وهو لم يتحجج بذلك يوماً ونحن هنا معه، لكن من أجبره على قبول المهمة وهل مورس عليه ضغط بهذا الأمر قطعاً لا وهو من اختار العمل بإرادته أما أن تأتي اليوم وبعد أشهر لتخرج بهذا الكلام فهو مرفوض ويثير بلبلة أكثر ويصعد الأمور ويشعل فتيل النار الذي حدث فعلاً بين صفحات الجماهير، وبالمحصلة الكل يتحمل ولن نستثني اللاعبين فهم السبب الرئيسي فيما حدث.