سورية

تجاهلت تسبب الإرهابيين بمعاناتهم واحتجازهم كدروع بشرية … «يونيسيف» تدعو لوقف فوري للقتال في إدلب لحماية الأطفال

| الوطن

من دون أن تأتي على ذكر أن التنظيمات الإرهابية المدعومة من قوى إقليمية وغربية هي من تتسبب بهذا العنف وبمعاناة المدنيين، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، إلى وقف فوري للقتال في شمال غرب البلاد، للسماح للأطفال والعائلات بالحصول على بعض الراحة من العنف، واستئناف تقديم الخدمات الأساسية وتوصيل المساعدة الإنسانية الضرورية.
واعتبرت المديرة التنفيذية لـ«اليونيسف» هنرييتا فور في تصريح مكتوب تلقت «الوطن» نسخة منه، أمس، أن ما سمته «الأزمة» في شمال غرب سورية، «تعيق جهود حماية الطفل بشكل غير مسبوق».
وبعد أن باءت بالفشل كل مساعي الدولة السورية لحل ملف منطقة خفض التصعيد شمال غرب البلاد عن طريق التسويات، وواصلت التنظيمات الإرهابية احتجاز المدنيين في محافظة إدلب والأرياف المحيطة بها لاتخاذهم كدروع بشرية، بدأ الجيش العربي السوري قبل نحو عشرة أيام عملية عسكرية برية واسعة لتطهير المنطقة من رجس الإرهاب وتحرير الأهالي من أيديهم.
وذكرت «اليونيسيف» أن تقديراتها تشير إلى أن «1.2 مليون طفل في حاجة ملحّة»، لافتة إلى أن «هنالك نقصاً شديداً في الغذاء والمياه والدواء»، وأشارت إلى أن هؤلاء الأطفال وعائلاتهم يلجؤون إلى المرافق العامّة والمدارس والمساجد والمباني غير المكتملة والمحالّ التجارية.
وفتحت الدولة السورية قبل بدء الجيش العربي السوري معركته في المنطقة ثلاثة معابر لخروج المدنيين من مناطق سيطرة الإرهابيين إلا أن هؤلاء الإرهابيين واصلوا احتجاز المدنيين ومنعوهم من الخروج.
وذكرت المنظمة الأممية في بيانها، أن «الكثير من هؤلاء الأطفال يعيشون الآن في العراء بما فيها الحدائق العامّة، تحت المطر الغزير وفي البرد القارس. كما أن وصولهم إلى أبسط الخدمات الرئيسية كالصحّة والمياه والصرف الصحيّ إما محدود وإما معدوم تماماً».
وأوضحت أنه «في إدلب، حيث ثلاثة أرباع السكان المتضررين هم من النساء والأطفال، نزح الكثير من العائلات بشكل مستمر وهم بحاجة ماسة لمخرج آمن من العنف».
وقالت: «يدفع الأطفال الثمن الأغلى نتيجة هذه الأزمة»، ولفتت إلى أنها بمساعدة من سمتهم «شركاءنا في الميدان» من دون أن تحدد من المقصود بهم، «تستمر المنظمة بتقديم المساعدات للعائلات المحتاجة بمن فيهم العائلات التي نزحت مؤخراً.
وأشارت إلى أن هذه المساعدات تتضمن رزم مستلزمات العناية والنظافة الشخصية والمياه النقية ولقاحات للأطفال ضدّ الأمراض بالإضافة إلى تقديم فحوصات وعلاجات سوء التغذية».
وقالت: «إن تقديم الخدمات المنقذة للحياة أمر بالغ الأهمية ويجب أن يستمر، لكنه لن ينهي معاناة الأطفال»، وأضافت: «يجب أن يتوقف العنف من أجل الأطفال».
وفي ختام بيانها دعت «اليونيسيف» جميع الأطراف إلى الوقف الفوري للقتال، للسماح للأطفال والعائلات بالحصول على بعض الراحة من العنف، واستئناف تقديم الخدمات الأساسية وتوصيل المساعدة الإنسانية الضرورية بلا عقبات إلى كل طفل محتاج.
وأعلنت الدولة السورية لأكثر من مرة وقف إطلاق النار من طرف واحد لحماية المدنيين والسماح لهم بالخروج من مناطق سيطرة الإرهابيين إلا أن التنظيمات الإرهابية لم تلتزم بتلك الهدن وواظبت على خرقها بالاعتداء على مقرات الجيش وعلى المناطق الآمنة بمحيط إدلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن