فاقم توقيف السلطات الفرنسية للمتحدث باسم ميليشيا «جيش الإسلام» من الخلافات بين من يسمون أنفسهم «معارضات»، إذ اتهم الرئيس الأسبق لـ«الائتلاف» المعارض خالد خوجة، من سماها «منظمات حقوقية سورية» بالوشاية وتلفيق اتهامات للمسلحين التابعين للميليشيات المسلحة.
وكتب خوجة عبر «تويتر»، حسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: «الوشاية على مجدي نعمة «إسلام علوش» من نفس المجموعة التي وشت على الضباط المنشقين «الفارين» وبتهم لا تمت إليها بصلة ليست بطولة وإنما شكل آخر من أشكال الارتزاق على حساب «الثورة» المزعومة.
تجدر الإشارة إلى أن تلك المنظمات التي يصفها «الائتلاف» وغيره من «المعارضات» بأنها «حقوقية» هي عبارة عن جهات معارضة ممولة خارجيا وتنفذ أجندة الدول التي تدعمها.
وأعلن مصدر قضائي فرنسي الجمعة أن السلطات الفرنسية اعتقلت متزعماً في «جيش الإسلام» لارتكابه جرائم حرب وتعذيب وإخفاء قسري، في حين أكدت مواقع الكترونية معارضة أن المعتقل هو الناطق والقيادي السابق في «جيش الإسلام» المدعو مجدي طعمة والمعروف باسم إسلام علوش.
بدوره أفاد ما يسمى «المركز السوري للإعلام وحرية التعبير»، حسب المواقع بأن إسلام علوش، اتهم من وحدة جرائم الحرب التابعة لمحكمة باريس، بارتكاب جرائم حرب وتعذيب وإخفاء قسري، ضمن أول تحقيق يتم فتحه دولياً بحق «جيش الإسلام»، الذي سيطر لأكثر من خمس سنوات على أجزاء واسعة من غوطة دمشق الشرقية، قبل أن يقوم الجيش العربي السوري بتحريرها في نيسان 2018.
وأضح المركز، أنه «كان قد تقدم بشكوى ضد «جيش الإسلام» في 26 حزيران من عام 2019 على الجرائم التي ارتكبها في الأعوام بين 2013 و2018»، ولفت إلى أنهم «رافقوا نحو 20 ضحية وعائلاتهم، من بينهم شخصيات من مدينة دوما في بحثهم عن الحقيقة والعدالة القضائية».
في سياق متصل، أشارت مواقع إلكترونية معارضة أمس إلى أن اعتقال علوش في فرنسا قبل أيام، فتح الباب أمام احتمالات الكشف عن خيوط توصل للكشف عن مصير الناشطين الحقوقيين المختفين في الغوطة الشرقية منذ ست سنوات بمنطقة كانت خاضعة حينها لسيطرة «جيش الإسلام» المتهم من عدة منظمات حقوقية باختطاف رزان زيتونة ورفاقها.
ولفتت المواقع، إلى أنه إضافة لـ«شبكات ومؤسسات حقوقية سورية غير حكومية»، كان ما يسمى «تجمع ثوّار سورية» اتهم «جيش الإسلام» بالمسؤولية عن اختفاء زيتونة ورفاقها، باعتباره كان المسيطر على مدينة دوما وقت الاختطاف، وباعتبار أن التحقيق الذي وعدت قيادة الميليشيا حينها بإجرائه للكشف عن مصيرهم كان تحقيقاً شـكلياً وشابته العيوب الجسيمة وخاصّة لجهة التّكتم على مجريات التحقيق ونتائجه، وافتقاره للجديّة والموضوعية في ظل إجرائه دون تمثيل لجهة الادعاء وذوي المختطفين.
وعقبت ميليشيا «جيش الإسلام» في بيان لها على توقيف علوش من السلطات الفرنسية، محاولة تبييض صورة علوش من خلال الزعم أن الدعاوى التي رفعت ضده هي لـ«تشويه السمعة والإساءة لفصائل الثورة لتكوين أوراق ضغط عليها للقبول بالحلول التي تفرضها علينا الدول تحت سيف التصنيف الدولي».