عربي ودولي

عباس أكد رفضه القبول بأن تفرض أميركا شرعيتها … «التعاون الإسلامي»: «صفقة القرن» متحيّزة وتتبنى الرواية الإسرائيلية

| سانا - الميادين نت - روسيا اليوم - شينخوا

على خطا الجامعة العربية، والأغلبية العظمى من دول العالم رفضت منظمة التعاون الإسلامي في اجتماعها الاستثنائي الذي انعقد في مدينة جدة السعودية «خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب «للسلام في الشرق الأوسط»، معتبرة أنها «متحيّزة وتتبنى الرواية الإسرائيلية»، في وقت أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس عدم التراجع عن موقف القيادة الفلسطينية حتى يتراجع الأميركيون والإسرائيليون» عن صفقة القرن، قائلاً: «إمّا أن نأخذ حقوقنا كاملة حسب قرارات الشرعية الدولية، أو على «إسرائيل» أن تتحمّل مسؤولياتها كاملة كقوة احتلال».
فقد قالت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان عقب اجتماع طارئ لوزراء خارجيتها أمس الإثنين في مدينة جدة السعودية إنّها «ترفض الخطة الأميركية الإسرائيلية لأنها لا تلبي الحد الأدنى لتطلعات الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة»، مشدداً على أن «السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط كخيار إستراتيجي لن يتحققا إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه غير القابلة للتصرف بما في ذلك الحق في تقرير المصير والسيادة على المجال الجوي والبحري».
الأمين العام لـ«المنظمة» يوسف بن أحمد العثيمين، أكد دعم أي جهود دولية لحل القضية الفلسطينية وصولاً إلى سلام شامل، كما أكد دعم إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، والتمسك بالحلول المستندة إلى القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية.
وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي قال في افتتاح الاجتماع: إنّ الخطة «لا يمكن تسميتها خطة سلام لأن الفلسطينيين ليسوا جزءاً منها وهي تقضي على كل فرص السلام»، مطالباً المجتمع الدولي برفض «الصفقة» الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية وإنكار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مؤكداً أن إعلان الإدارة الأميركية «صفقة القرن» يشجع الاحتلال الإسرائيلي على التمادي بجرائمه بحق الفلسطينيين داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات جادة وفورية لإنهاء الاحتلال ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين على جرائمهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال المالكي: «الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن ثوابته الوطنية وحقوقه غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس».
وبعد أن منعت بلاده وفد إيران من المشاركة في المؤتمر، دعا وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أمس الإثنين، الدول الإسلامية إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
إلى ذلك أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس «الإثنين» الاستمرار في مقاطعة الإدارة الأميركية على كل المستويات بما فيها القناة الوحيدة الموجودة والمتعلقة بالتعاون الأمني.
وكالة «شينخوا» نقلت عن عباس قوله لدى مشاركته في اجتماع الحكومة الفلسطينية في مدينة رام الله: «إذا واصلت الإدارة الأميركية في خطتها فإننا سنستمر في مقاطعتها على كل المستويات، بما فيها القناة الوحيدة الموجودة وهي الأمنية التي يجب أن تقطع».
عباس قال: «سنوقف التنسيق الأمني، ولن نتراجع عن مواقفنا حتى يتراجع الأميركيون والإسرائيليون» عن مشروعهم «صفقة القرن»، ولن نقبل أن تفرض أميركا شرعيتها وتلغي كل المرجعيات الدولية»، مضيفا: «إمّا أن نأخذ حقوقنا كاملة حسب قرارات الشرعية الدولية، أو على «إسرائيل» أن تتحمّل مسؤولياتها كاملة كقوة احتلال».
ورداً على «كل من يعتقد أن صفقة القرن تشكل فرصة»، قال عباس: «ليس هناك إيجابية في صفقة القرن، لا يمكن لإنسان أن يقبل هذا المشروع لشعب تعداده 13 مليونا، ولا يوجد فيها فرصة حقيقية، أي فرصة هذه التي تعطينا 11% من أرضنا؟».
عباس أشار إلى أن الرؤية التي سيقدمها إلى مجلس الأمن الدولي في 11 من الشهر الجاري لن تختلف كثيراً عن تلك التي قدمها للجامعة العربية، موضحاً «سنرفض الخطة الأميركية ونطلب المفاوضات لأننا لسنا عدميين، ونقبل أي قرار يصدر من المجلس لحل القضية الفلسطينية».
إلى ذلك أكد المركز الوطني لحقوق الإنسان في الأردن أمس الإثنين أن «الصفقة» خلقت فاقدة للشرعية وأهدرت أحد أهم مبادئ حقوق الإنسان وهو حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.
وقال المركز في بيان صحفي نشرته وكالة «سانا»: «إن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره اعترفت به الأمم المتحدة في عشرات القرارات واعتبرت احترامه وتفعيله أساس السلام والاستقرار في الشرق الأوسط»، و«الصفقة تتجاهل مبادئ وقواعد القانون الدولي الإنساني».
وأضاف البيان» أن هذه الخطة ستبقى فاقدة للشرعية ولا يمكن قبولها ومن الطبيعي أن ترفضها الدول العربية وكل الدول المحبة للسلام والتي تؤمن بالعدالة وحقوق الإنسان، مشيراً إلى أن الإعلان الأمريكي حول القدس ونقل السفارة الأمريكية إليها يشكل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي العام وكذلك القانون الدولي الإنساني لكون الإعلان يمس المركز القانوني والمكانة الدينية للمدينة المقدسة ولإتباع الديانات التوحيدية الثلاث ناهيك عن أنه مجحف بالحقوق السياسية للشعب الفلسطيني أصحاب الأرض الشرعيين.
وفي ذات السياق أكد لقاء علمائي لبناني فلسطيني عقد أمس الاثنين في مدينة صيدا بمشاركة عدد من علماء الدين أن فلسطين وعاصمتها القدس أرض عربية ليست للبيع ولا للتجزئة أو التنازل وأن حق العودة أمر مقدس وسيكون إلى كل فلسطين وخاصة الأراضي المحتلة عام 1948، مؤكداً على أن الحل الوحيد هو دحر وطرد العدو الصهيوني من كل فلسطين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن