سورية

شددت على قلقها من استمرار نشاط الإرهابيين في إدلب … موسكو: القوات التركية تعرضت لنار الجيش السوري لأنها لم تخطرنا بتحركاتها

| وكالات

أكدت روسيا، أمس، أن قوات الاحتلال التركي تعرضت لنيران قوات الجيش العربي السوري في إدلب، لأنها لم تخطر موسكو بشأن تحركاتها هناك، مشددة على أنها لا تزال تشعر بالقلق إزاء استمرار نشاط الإرهابيين في المحافظة.
وفي نفس الوقت سعت روسيا إلى تهدئة الأجواء، عبر اتصال هاتفي جرى بين وزير الخارجية سيرغي لافروف ووزير خارجية النظام التركي مولود تشاويش أغلو، أكدا خلاله ضرورة الالتزام باتفاقية «سوتشي» والوقف الفوري لجميع أنواع الاستفزازات ضد قوات الجيش العربي السوري.
وأعلن المتحدث باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف، للصحفيين، في تصريح للصحفيين أمس، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لم يتحدث هاتفياً مع رئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان، بعد حادثة إدلب.
وقال بيسكوف بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية: «أولاً، الجيش الروسي والتركي على اتصال دائم، ثانياً، لم تكن هناك محادثات على مستوى القادة، ولكن لا شك في أنه إذا رأى الرؤساء أن ذلك ضرورياً، فمن الممكن الاتفاق عليها في أقرب وقت ممكن، وثالثاً، قدمت وزارة الدفاع الروسية بالفعل التفسيرات اللازمة فيما يتعلق بالوضع في إدلب».
وأشار بيسكوف إلى أن الكرملين لا يزال يشعر بالقلق إزاء استمرار نشاط الجماعات الإرهابية في إدلب.
وفي وقت سابق من يوم أمس، كشف المركز الروسي للمصالحة في سورية في بيان تفاصيل حول حيثيات القصف الذي تعرضت له قوات الاحتلال التركي في إدلب ليل الأحد- الإثنين.
وقال المركز في بيانه الذي نقله موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: «إن وحدات من القوات التركية قامت بتحركات داخل منطقة إدلب لخفض التصعيد في ليلة 2 إلى 3 شباط دون إخطار الجانب الروسي، وتعرضت لإطلاق نار من قوات الجيش العربي السوري استهدف الإرهابيين في المنطقة الواقعة غرب بلدة سراقب».
وأوضح البيان: إنه حسب المعلومات المتوفرة، «أصيب عدد من العسكريين الأتراك بجروح»، مضيفاً: إن القوات الروسية والقيادة التركية على تواصل مستمر عبر قنوات منع الصدامات، وتم اتخاذ إجراءات لنقل المصابين إلى الأراضي التركية.
وأشار البيان إلى أن الأجواء فوق منطقة إدلب لخفض التصعيد تراقبها القوات الجوية الفضائية الروسية باستمرار، وأن الطائرات الحربية التركية لم تخرق الحدود السورية، كما لم يتم تسجيل ضربات ضد مواقع القوات السورية.
في المقابل، زعم المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا عمر جيليك على «تويتر»، أن بلاده أبلغت روسيا بالتطورات في منطقة إدلب، نافياً تأكيد موسكو بأنها لم تُخطر بالتحركات قبل مقتل ستة جنود أتراك في قصف قوات الجيش.
وقال جيليك حسب وكالة «رويترز»: «القول إن روسيا لم يتم إبلاغها غير صحيح، تركيا تقدم معلومات منتظمة وفورية لروسيا، كما أنها أبلغتهم في هذه الواقعة الأخيرة، ليس صحيحاً القول أنه لم يتم تبادل المعلومات، تمت الاستعانة بالآليات القائمة كما هو الحال دائما».
وقبل ذلك بساعات، أعلنت وزارة دفاع النظام التركي، مقتل 4 جنود أتراك وإصابة 9 آخرين، بقصف لقوات الجيش العربي السوري في ريف إدلب، وزعمت أن قوات الجيش نفذت القصف رغم إخطارها بمواقع تمركز قوات الاحتلال التركي مسبقا، بحسب «روسيا اليوم».
من جانبها، نقلت وكالة «الأناضول» للأنباء عن وزارة دفاع النظام التركي قولها في بيانها: إن «القوات التركية ردت على الفور على مصادر النيران».
وأضافت: إن قوات الجيش أطلقت النار على قوات الاحتلال التركي المُرسلة إلى المنطقة من أجل ما زعمت أنه لمنع نشوب اشتباكات في إدلب، على الرغم من أن مواقعها كانت منسقة مسبقاً!.
وفي وقت لاحق، أعلنت هذه الوزارة في بيان آخر، ارتفاع عدد قتلى جنود الاحتلال التركي إلى 6 جنود بينهم «موظف مدني».
وبعد ذلك بساعات، ولتهدئة التصعيد بين قوات الجيش وقوات الاحتلال التركي، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان بحسب «روسيا اليوم» أن لافروف بحث مع نظيره التركي تشاويش أوغلو في اتصال هاتفي الوضع في إدلب.
وذكرت الوزارة أن الجانبين «بحثا بصورة شاملة سير التسوية السورية، مع التركيز على الوضع في منطقة إدلب لوقف التصعيد».
وأكد الطرفان على «ضرورة الالتزام الصارم بالاتفاقات الثنائية التي تم التوصل إليها خلال لقاء الرئيس (فلاديمير) بوتين و(رئيس النظام التركي رجب طيب) أردوغان في 17 سبتمبر (أيلول) 2018 في سوتشي».
وشدد الطرفان حسب بيان الخارجية الروسية على «أهمية إتمام فصل ما تسمى «المعارضة السورية المعتدلة» عن المسلحين الإرهابيين، والوقف الفوري لجميع أنواع الاستفزازات التي تستهدف المدنيين وقوات الجيش العربي السوري.
كما بحث الجانبان «الخطوات العملية اللاحقة التي ستتخذها الدول الضامنة لعملية أستانا لتطبيع الوضع على الأرض ورفد الجهود التي تبذلها اللجنة الدستورية السورية».
وأكد لافروف وتشاويش أوغلو موقف بلديهما القائم على عدم وجود أي بديل عن «الحل الشامل للأزمة السورية بالوسائل السياسية والدبلوماسية».
وكان تشاويش أوغلو، توعد في وقت سابق على «تويتر»، بأن «دماء الجنود الأتراك الذين قتلوا في إدلب لم ولن تذهب هباء»، حسب «روسيا اليوم».
جاءت تلك التطورات بعد أن ذكر أردوغان في مؤتمر صحفي عقده أمس في مطار أتاتورك بمدينة إسطنبول، قبيل توجهه إلى أوكرانيا، حسب وكالة «الأناضول»، أن قوات بلاده المحتلة تواصل الرد على هجوم قوات الجيش العربي السوري، داعياً الجانب الروسي إلى عدم وضع العراقيل أمام بلاده في الرد على قصف الجنود الأتراك في إدلب، ومشيراً إلى أن «الضباط الأتراك يتواصلون مع نظرائهم الروس بشكل مكثف ونواصل عملياتنا استناداً لذلك».
من جانبها أكدت وكالة «سانا» للأنباء، أن الرد التركي لم يسفر «عن أي إصابة أو ضرر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن