الخبر الرئيسي

مصادر لـ«الوطن»: مقتل الجنود الأتراك قرب سراقب يتحمل مسؤوليته الجانب التركي … الجيش يستعيد النيرب والترنبة ويقطع طريق حلب اللاذقية غرب سراقب

| حلب - خالد زنكلو

قطع الجيش العربي السوري لأول مرة طريق عام حلب اللاذقية، غرب مدينة سراقب، المعروف بـM4 في إطار سعيه للسيطرة على الطريق بموجب اتفاق «سوتشي» الروسي التركي الخاص بالمنطقة، وذلك بعد أن أحكم قبضته على بلدتي النيرب والترنبة، الواقعتين على ضفتي الطريق وعلى بعد كيلومترين فقط من مدينة سراقب من جهة الغرب.
وكشف مصدر ميداني في ريف إدلب الجنوبي لـ«الوطن»، عن شن الجيش السوري عملية عسكرية مباغتة من نقاط ارتكازه التي ثبتها في المناطق التي سيطر عليها شمال غرب سراقب، باتجاه بلدة الترنبة المتاخمة لها بمسافة كيلومترين من جهة الغرب، وعلى تخوم الطريق الدولي الذي يصل سراقب بمدينة أريحا، ويشكل جزءاً من أوتستراد حلب اللاذقية، قبل أن يجتاز الطريق إلى بلدة النيرب إلى الشمال الغربي في الضفة الأخرى، وليحكم سيطرته عليها بعد اشتباكات عنيفة مع «جبهة النصرة» والتنظيمات الإرهابية المرتبطة به.
وبين المصدر أن تكتيك الجيش الجديد بما يخص سراقب، تبدل من مواصلة التقدم نحوها من بلدات جوباس وزكار وسان من طرفها الجنوبي الغربي على طريق عام حماة حلب، إلى الالتفاف حولها من جهة الغرب للسيطرة على مقاطع من طريق عام حلب اللاذقية، والسير نحو الأول في طرف المدينة الشمالي لمحاصرتها، لاحقاً وحث الخطا للوصول إلى بلدة الزربة لملاقاة وحدات الجيش السوري المتقدمة من محور ريف حلب الجنوبي، ما يسرع بتحرير الطريق الدولي حماة حلب بشكل شبه كامل قبل السيطرة على سراقب.
وأضاف بأن استعادة الجيش السوري سيطرته على قسم من أوتستراد سراقب أريحا، يضمن له قطع إمدادات الثانية إلى الأولى لإطباق الحصار عليها، واستردادها إلى حضن شرعية الدولة السورية، كما يفصل جزءاً كبيراً من ريف إدلب الشرقي عن ريف المحافظة الغربي ويمهد لوضع موطأ قدم للجيش السوري على طريق عام حلب اللاذقية، الذي يعد هدفاً مشروعاً وفق «سوتشي»، ثم متابعة التقدم صوب أريحا فجسر الشغور، عند مدخل اللاذقية الشرقي بعد الانتهاء من تطهير أوتستراد حماة حلب، أو بالتوازي معه.
ولفت إلى أنه بات في مقدور الجيش التوغل في عمق محافظة إدلب، نحو بلدات سرمين وافس ومطار تفتناز شرقاً، أو منطف وقميناس ومعربليت غرباً عدا قطع الطريق الذي يربط سراقب بمدينة إدلب، وباقي مدن وبلدات ريفي المحافظة الشمالي والغربي، إلا أن الأولوية راهناً لفتح الطريقين الدوليين، اللذين يصلان حلب بكل من حماة واللاذقية، وتأمين هامش حماية لهما، ووضعهما في الخدمة أمام حركة الترانزيت والمرور.
وأشار المصدر الميداني إلى أن الجيش السوري واصل استهداف مواقع وتحركات الإرهابيين على طول طريق عام سراقب حلب، وفي داخل ومحيط مدينة سراقب، وألحق بهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، بعد ورود أنباء عن توجه مجموعات من «النصرة» و«الحزب الإسلامي التركستاني» إليها لقناعتهم بأن جيش الاحتلال التركي سيدافع عنهم وعن المدينة، بعد أن طوقها بنقاط مراقبة عسكرية من كل الجهات!
في الغضون، أكد متابعون لعملية الجيش السوري في إدلب لـ«الوطن»، أن ما حدث الليلة ما قبل الماضية من استهداف الجيش السوري للنقطة التركية قرب بلدة الترنبة غرب سراقب، وأدى لمقتل ٦ عناصر من جيش الاحتلال التركي، وجرح ٩ آخرين، حسب وزارة الدفاع التركية، خطأ غير مقصود يتحمل مسؤوليته الجانب التركي، الذي لم ينسق مع نظيره الروسي بهذا الشأن، وهو ما أشار إليه بيان الكرملين أمس.
وقال الخبراء: إن الجيش التركي عمد إلى إنشاء نقاط مراقبة حول سراقب، من دون مشاورة الضامن الروسي لـ«أستانا» و«سوتشي»، في معمل الأدوية شمال المدينة وقرب صوامع الحبوب جنوبها، وعند مفرق كفر عميم إلى الشرق منها، وباشر بناء نقطة جديدة قرب بلدة الترنبة إلى الغرب منها عند استهدافها بمدفعية الجيش السوري على أنها هدف معاد يعود للإرهابيين.
من جهة أخرى، واصل الجيش السوري استهدافه لمعاقل الإرهابيين في ريف حلب الغربي، حيث كثف سلاح الجو في الجيش غاراته على مواقع الإرهابيين في الزربة وايكاردا والمهندسين الأول، على طول أوتستراد سراقب حلب، وفي بلدات المنصورة وعينجارة والهوتة ودارة عزة في عمق الريف الغربي، وحقق إصابات مؤكدة في صفوفهم ودمر عتاداً عسكرياً لهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن