رياضة

جدال واستعجال..!

| مالك حمود

كانت ومازالت رياضتنا تدفع الثمن باهظاً لوسائل التواصل الاجتماعي التي لم يقتصر دورها أو استثمارها لمسألة التواصل وسرعتها، وإنما لإبداء الآراء بمختلف الألوان والصيغ، وهنا المصيبة.! فالمصيبة عندما يمنح المتحدث نفسه حرية الكلام دون قيود أو اعتبارات أو حتى أدبيات فأين النقد في المسألة؟!
كلنا نحب الوطن، وكلنا نعمل لإعلاء شأنه، ولا نظن بأن هناك من يريد إخفاقاً للمنتخب.
المصيبة أن الأغلبية وبدل أن تبحث في كيفية النهوض بالمنتخب السوري لكرة السلة، ذهبت للبحث عن كبش الفداء لتحميله المسؤولية والإخفاق في خسارته لمبارياته الأربع التي خاضها في بطولة دبي.
القصة إن المنتخب اختار المواجهات الدولية الصح ولكن في الظرف الخطأ، فالتحضير للتصفيات الآسيوية لن يكفي بالتدريبات في المعسكرات ما لم تتوفر المباريات الدولية القوية الكفيلة بتحقيق الانسجام بين اللاعبين وكشف الرؤية الفنية للمدرب على صعيد الأداء الفردي للاعبين، والصيغة الجماعية في أرض الملعب، والتوازن مابين الدورين الدفاعي والهجومي.
هذا الكلام في السابق كان يتوفر لمنتخبنا في المباريات الودية التي كان يلعبها سواء في لبنان أم في أي معسكر خارجي، لكن المشكلة اليوم أن المباريات التجريبية للمنتخب أخذت الصفة الرسمية والتنافسية، وزاد من الصعوبة التسليط الإعلامي الكبير على هذه البطولة حتى ظن البعض بأن منتخبنا ذاهب إليها منافساً، فيما كان المنتخب في بداية التحضيرات ولم يبلغ مرحلة النضج الفني بدليل وجود (15) لاعباً أمام المدرب بمن فيهم اللاعب الأجنبي، والمطلوب تجريب اللاعبين في المباريات الأربع وتجريب أنماط من اللعب، لتظهر العيوب الكثيرة والمتعددة سواء على صعيد الأداء الفردي أم الجماعي، ومن الجهتين الدفاعية والهجومية، في الوقت الذي كان النقد عاجلاً وبطريقة كاسحة ولا يرحم، ولم يسلم منه المدرب ولا حتى اللاعبون واتحاد اللعبة والاتحاد الرياضي.
أداء المنتخب لم يقنعنا، ونسعى للأفضل، ولكن ألا ترون أن المباريات كشفت الفارق الفني الشاسع ما بين الدوري السوري والمستوى الدولي، وألا ترون أن أياماً قليلة غير كافية لبناء فريق متوازن ومنسجم وقادر على العطاء بطريقة فنية مقنعة لاسيما في الدفاع الذي كشف ضعف لاعبينا في هذا الجانب، وعكس ضعفهم البدني والفهم العام للدفاع بنمطه الحديث، واللاعب الأجنبي الذي تم ضمه قبيل البطولة ظهر في المباراة الأولى بمستوى جيد، وسرعان ما أخذ خطه البياني بالانخفاض، ليغيب عن المشهد ويتضح أنه مصاب، ويبدأ البحث عن لاعب بديل، فيما يبدو المنتخب بحاجة لصانع ألعاب وقائد في الملعب، وماذا يمنع من التفكير في كيفية الاستفادة من اللاعبين المحترفين خارج القطر كجوني ديب (اليونان) ومحمود طراب (الإمارات) وربما كان عامر الساطي (الإمارات) أحد الحلول الداعمة للارتكاز.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن