رياضة

صالة حمص الرياضية لا تصلح لممارسة الأنشطة…!؟ تنفيذية حمص تتنصل وتعد بالإصلاح ومديرية التربية تؤكد!

| حمص- مهند الحسني

إذا كان الفارس بلا جواد، واللاعب بلا كرة، والأندية بلا صالة مظاهر حقيقية في رياضتنا الوطنية، فإن الرهان على مقدرات الأشخاص حتماً هي رهان خاسر، ما سنذكره ليس فصلاً من فصول حكايات ألف ليلة وليلة، ولا هو مشهد من مشهد من أفلام الأكشن الأميركية، وإنما هو حقيقة واقعة وماثلة شاهدناها بأم أعيننا على مسرح صالة غزوان أبو زيد في حمص قبل أيام قليلة.
حقائق
حبّاً منا في رؤية الأمور على حقيقتها، وخوفاً من نقل المعلومات بطريقة خاطئة أو ناقصة، قمنا بزيارة إحدى الحصص التدريبية لفريق الكرامة، وما إن وصلنا باب الصالة الذي بدا لنا وكأنه بوابة تودي بنا لمغارة في أحد الجبال نظراً للظلمة الشديدة، وما هي إلا دقائق حتى ولجنا أرض المغارة عفواً الصالة، وتراءى لنا بصيص ضوء خافت يأتي في الأعلى لم يتمكن شعاعه من إضاءة سوى جزء صغير من الصالة، ثم حانت منا التفاتة نحو أجزاء الصالة فتبين أن إحدى سلات الصالة باتت خارج التغطية نظراً لكسرها، ما يعني أن الفريق سيتمرن على سلة واحدة، وهذا بالفعل ما جرى، حيث أجرى فريق الكرامة الذي يلعب بدوري محترفين، ضعوا خطين تحت كلمة محترفين، مرانه في نصف ملعب فقط.
هذه الأمور كانت بمثابة دافع فضولي لمعرفة أشياء أخرى عن الصالة، فجلنا ببعض مفاصلها وعلى ضوء الموبايلات، ويا ليتنا لم نقم بذلك، فالمشالح خالية من الكراسي، ولا تصلح لأي شيء، ونوافذها مفتوحة وزجاجها محطم والأوساخ فعلت بها الكثير، أما المغاسل فحدث ولا حرج، فصنابير الماء موجودة لكنها غير صالحة، والمياه ترشح منها بطريقة عبثية.
أما عن نظافة الصالة، فيبدو أن القائمين عليها نسوا أنها صالة رياضية يدخلها البشر ويجب تنظيفها، فالمدرجات ممتلئة بأنواع كثيرة من الأوساخ «الدخان، وبقايا المسكرات، وزجاجات فارغة» حتى يظن المرء أنه أمام مكب للقمامة، وكراسي دكة البدلاء والمدربين لا تصلح للجلوس، أما نوافذ الصالة فهي محطمة بنسبة كبيرة، هذا ما يزيد من دخول الهواء البارد للصالة حيث تنخفض الحرارة إلى أدنى من الصفر، وهذا يؤثر على تحضيرات اللاعبين، ويعرّضهم للكثير من الأمراض التي هم بغنى عنها، إضافة إلى أن الصالة تفتقد لأجهزة 24 ثا، واللوحة الإلكترونية باتت أشبه بتحفة أثرية من زمن الفراعنة فهي لا تعمل منذ سنوات دون أن يكون هناك نية لإًصلاحها وإعادة الحياة إليها؟! ناهيك عن الرشوحات المطرية التي تهطل من سقف الصالة، والتي تتسبب مع وصولها للباركية بانزلاقات للاعبين وإصابات خطيرة.

خطوة جيدة
الصالة التي يتمرن عليها فرق ناديي الكرامة والوثبة، وهما ناديان محترفان يصرفان على فرقهما مئات الملايين بالموسم الواحد، وصلوا إلى قناعة إلى أن طريق إصلاح الصالة مسدود لذلك قاما بشراء بطارية بالحجم الكبير مع لوازمها من أجل إنارة بعض من أجواء الصالة، إضافة إلى أن رئيس نادي الوثبة إياد سباعي قام قبل أشهر قليلة بإصلاح أرض الصالة على نفقته الخاصة لكن ذلك لم يف بالغرض، فأرض الصالة بحاجة إلى إعادة تأهيل كلي.
«الوطن» ومن إيمانها العميق بوضع الموضوع بكل تفاصيله دون أي محاباة لهذا الطرف أو ذاك استطلعت آراء البعض:

أحمد إبراهيم مدير تربية حمص!؟
تعود عائدية صالة غزوان أبو زيد لتربية حمص، وهي تخدّم ناديي الكرامة والوثبة بجميع الفرق، لكننا في مديرية التربية لا نستخدمها إلا ما ندر، لأننا نقيم الأنشطة المدرسية داخل المدارس، وعن إصلاح الصالة بوضعها الحالي، تابع يقول: لدينا ميزانية خاصة بإصلاح المدارس، ولا يمكن أن نقوم بدفعها على إصلاح الصالة ونترك المدارس التي عاث فيها الإرهاب الكثير، إضافة إلى أننا قمنا بإصلاحات شاملة بجميع مرافق الصالة عام 2017 وبتكلفة 22 مليون ليرة، ولم تمض سوى أشهر قليلة حتى عادت كما كانت نتيجة الشغب بين الجمهور، والذي يتسبب في إلحاق العطل في مفاصل الصالة، وعن إمكانية المساعدة في إصلاحها بالوضع الحالي قال: اتفقنا في مكتب نائب السيد المحافظ على أن يقوم ناديا الوثبة والكرامة بإصلاح كل شيء بالصالة في حال كان التخريب ناتجاً عن شغب جماهيري من الناديين، وختم حديثه: تحدثنا مع رئيس تنفيذية حمص للاتحاد الرياضي، ووعدنا بأنه سيعمل على إصلاح الصالة بالتعاون مع أندية حمص.

فيصل دريبي رئيس تنفيذية حمص
نحن في مؤسسة رياضية، ولدينا مؤسسة تربوية وهي المسؤولة عن صيانة وإصلاح الصالة وعائديتها تابعة لها، ومديرية التربية وبكل صراحة لا تقصر معنا في أي شي حيث تقوم بوضع الصالة تحت تصرفنا، لكننا لسنا مسؤولين عن إصلاحها وصيانتها، ومضى وبالنسبة للبوردات الموجودة بالصالة، قمنا بنقلها وأتينا بأفضل منها وتم نقلها بصعوبة، لكنهم حالياً يطلبون بإعادتهم بحجة أن البوردات السابقة أفضل، أما النسبة للبورد المكسور فأنا أستغرب الطريقة التي تم كسره فيها، وقد رفعنا كتاباً للسيد المحافظ بذلك، وقد قام أحد الأشخاص بتعطيل اللوحة الإلكترونية الموجودة بالصالة بطريقة معيبة، أما بالنسبة لأجهزة 24 ثا فهي موجودة ضمن الصالة، وكل ما يظهر من أعطال تأتي نتيجة الشغب الجماهيري، وتمت مشاورة الأندية من أجل إصلاح ما تم تخريبه بمفاصل الصالة، غير أننا لم نلق أي آذان صاغية، أنا أستغرب من ناديي الكرامة والوثبة فهما يدفعان مئات الملايين من أجل بعض اللاعبين، ولا يدفعون أي شيء من أجل بناء الصالة المتواجدة على طريق العاصمة، وقد طلب مني السيد اللواء موفق جمعة إنشاء دراسة حيال هذه الصالة من أجل البدء ببنائها في المرحلة القريبة القادمة، ومع ذلك سنقوم بتأهيل الصالة في جميع مرافقها حسب توجيهات القيادة الرياضية.

تعقيب
ذكّرنا واقع هذه الصالة بفيلم الحدود لفناننا الكبير دريد لحام، وشعرنا بأنها تقع بين شرق ستان، وغرب ستان، وبأن الاتحاد الرياضي تنازل عن واجباته، ومديرية تربية حمص تنازلت عن مهامها، فأصبحت الصالة كاليتيم على مائدة اللئيم، فهي لا حصلت على الصيانة، ولا عرفت لمن الإدارة، ويبدو أن هذه الصالة الحزينة مرآة لواقع رياضتنا ومؤسساتها العاجزة.
تنفيذية حمص لم تكتف بعجزها عن تقديم الصيانة، بل تحولت لتطبيق الحكمة الشهيرة «لم أر، لم أسمع، ولن أتكلم»، ولماذا الكلام والقضية تدخل في اختصاص مؤسسة المعسل والتنباك، ولا تهم الرياضة والرياضيين، ولو كانت كذلك لانتفضت تنفيذية حمص لمعالجتها بجلسة عمل واحدة.. ننتظر من الجميع خطوات جريئة لإصلاح الصالة فمباريات الدوري باتت على الأبواب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن