تعد رؤية الأشباح وحكايات الأرواح القادمة من الحياة الآخرة قصصاً قديمة قدم الزمان نفسه، لكن قد يكون هناك تفسير لسبب ادعاء البعض رؤيتهم للأشباح.
وتلهم أساطير الأشباح والوساوس الأخرى الكتاب وصناع الأفلام، لكن هناك العديد من التقارير عن رؤية الأشباح بالفعل منذ قرون عديدة، حيث اعتقد أتباع بلاد ما بين النهرين القدامى أن أرواح الموتى يمكنها أن تجوب الأرض، كما روى المصريون القدماء حكايات عن الموتى الذين يتحدثون من وراء القبور.
وعلى الرغم من تعدد الروايات والقصص الأسطورية حول رؤية الأشباح، إلا أنه لا يوجد أي دليل علمي على أن البشر يمتلكون أرواحاً يمكنها أن تعود من الحياة الآخرة.
في المقابل، توجد نظرية يمكن أن تفسر سبب ادعاء بعض الناس رؤيتهم للأشباح في جوف الليل. ووفقاً لمسح أجري عام 2014 لأشخاص في مصر والدنمارك، فإن ما يصل إلى 40 بالمئة منهم في مرحلة ما يعانون من ظاهرة غريبة تعرف باسم شلل النوم أو الجاثوم.
ووجدت دراسة أخرى أجريت في عام 2011، أن ما لا يقل عن 8 بالمئة من الناس يعانون من شلل النوم مرة واحدة على الأقل في حياتهم.
ويرتفع العدد أكثر إذا كان الأشخاص يعانون من أمراض عقلية أو اضطراب الهلع.
ويحدث شلل النوم عندما ينزلق الجسم إلى النوم على حين يظل الشخص مستيقظاً، ويقال إن هذه الظاهرة تترك الناس من دون قدرة على السيطرة على أجسادهم، ولكن مع إدراك تام لما يحدث. ويحدث شلل النوم أحياناً مع الهلوسة البصرية والسمعية.
وقال الدكتور بالاند جلال، عالم الأعصاب في جامعة كامبريدج، لموقع «لايف ساينس»: «يمكن أن يكون شلل النوم تجربة مخيفة للغاية بالنسبة للبعض، لكن الفهم الواضح للأسباب التي تؤدي إليه فعلياً ستكون له انعكاسات كبيرة على الذين يعانون منه».
ويعتقد الباحثون أن الأشخاص يدخلون في حالة شلل النوم أثناء مرحلة النوم المعروفة باسم نوم حركة العين السريعة، والتي يدخلها الأشخاص عادة في أول 90 دقيقة من النوم، وهي المرحلة التي تحدث فيها الأحلام.
وأثناء نوم حركة العين السريعة، يدخل الجسم في حالة شلل لاإرادية، على الأرجح لمنعه من التصرف بما يحدث في الأحلام.
وغالباً ما يبلغ أولئك الذين يعانون من شلل النوم عند الاستيقاظ من نوم حركة العين السريعة، عن أحاسيس غريبة.
ويدعي الكثيرون أنهم يرون شيئاً ما في الغرفة أو يرون جسماً مرعباً، وهو ما يسمى الجاثوم.
ووفقاً لبراين شاربلس، وهو عالم نفسي سريري وزميل أبحاث في غولدسميث بجامعة لندن، فإن رؤية الأشباح ليلاً أو الكائنات الشيطانية يعتمد على عوامل ثقافية.
وأضاف: إنه يمكن أيضاً استخدام الظاهرة نفسها لشرح سبب زعم بعض الأشخاص أنهم تعرضوا للاختطاف على أيدي غرباء خلال نومهم.