كشفت تقارير إعلامية، مجدداً عن قيام النظام التركي بزعامة رجب طيب أردوغان بإنشاء معسكرات لتدريب مرتزقته ونقل الآلاف منهم من شمال سورية إلى ليبيا بدعم وتمويل من مشيخة قطر، في وقت ذكرت تقارير أخرى أن هؤلاء المرتزقة يذهبون إلى ليبيا بسبب الإغراءات المالية التي يقدمها النظام التركي.
ونقلت وكالة «سانا» عن التقارير: أن «نظام أردوغان عمد إلى تدريب هؤلاء المرتزقة في مخيمات أقامها بالقرب من مدينة أزمير في تركيا قبل إرسالهم إلى مدينة مصراتة الليبية حيث انضموا إلى الميليشيات التي تقاتل ضد الجيش الوطني الليبي».
وأضافت التقارير: إن «قطر عمدت إلى المساعدة في تمويل عمليات النقل المذكورة للمسلحين الذين تم دفع مبلغ ألفي دولار لكل منهم من أجل المشاركة بعمليات مسلحة في ليبيا»، مشيرة إلى أنه تم أيضاً إرسال 50 مدرباً من شركة الأمن الخاصة التركية «سادات» التي ترتبط بشكل وثيق بسلطات نظام أردوغان إلى العاصمة الليبية طرابلس إلى جانب مدربين من جيش النظام التركي.
بدورها كشفت وكالة «اسوشيتد برس» الأميركية عن أن متزعمين اثنين من الميليشيات الليبية أبلغاها أن نظام أردوغان نقل أكثر من أربعة آلاف من المسلحين الأجانب إلى طرابلس وبينهم الكثير من المتطرفين الإرهابيين.
وقالت الوكالة في تقرير لها: إنه «من المعروف أن المجموعات المسلحة التي تدعمها تركيا في شمال سورية تشمل مسلحين قاتلوا لمصلحة تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين وغيرهما من المجموعات المسلحة التي ارتكبت الفظائع ضد المدنيين في سورية».
وكانت تقارير إعلامية عدة كشفت بداية الشهر الماضي عن وصول عدد كبير من مرتزقة النظام التركي من سورية إلى ليبيا عن طريق رحلات جوية على متن الخطوط الجوية الليبية وشركة طيران يملكها عبد الحكيم بلحاج أحد متزعمي تنظيم القاعدة الإرهابي والمقيم في تركيا.
في سياق متصل، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أن أحد مرتزقة أردوغان في إدلب، تقدم بطلب للسفر إلى ليبيا بسبب الإغراءات المالية التي يقدمها النظام التركي.
بموازاة ذلك، قالت زميلة معهد أبحاث السياسة الخارجية في الولايات المتحدة إليزابيث تسوركوف، التي تتابع عن كثب التنظيمات المسلحة: إن الوعود المادية، أو الحصول على الجنسية التركية، أو تسهيل السفر إلى أوروبا، تظل الدوافع الرئيسة للمسلحين السوريين الذين تم إرسالهم إلى ليبيا، وأن أيا منهم لا يشارك في القتال بليبيا بسبب قناعة شخصية أو «أيديولوجية».
وكان المتحدث باسم «الجيش الوطني الليبي»، اللواء أحمد المسماري، قد أعلن الإثنين الماضي، أن النظام التركي أرسل نحو 6 آلاف مسلح من المرتزقة السوريين إلى ليبيا، بينهم نحو 1500 مسلح من تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي.
يشار إلى أن أطماع أردوغان وهوسه بإعادة إحياء أحلام الإمبراطورية العثمانية البائدة دخلت منذ فترة مرحلة جديدة حيث تخطت أطماعه ومؤامراته التوسعية وسياساته العدوانية حدود الأراضي السورية التي يدعم الإرهاب فيها بمختلف أشكاله منذ سنوات لتصل إلى ليبيا المنطقة الغنية التي قد تشكل بالنسبة له نقطة الخلاص من أزماته الاقتصادية والمالية التي تلاحقه داخل تركيا.