أكّد مدير عام الآثار والمتاحف، محمود حمود، أنه سيتم إرسال فريق مختص إلى «مملكة إيبلا» بريف إدلب والتي تعد أحد أهم المواقع الأثرية الحضارية في العالم، وذلك بعد تحريرها من قبل الجيش العربي السوري من الإرهاب.
وقالت وكالة «سانا»: إنه ومنذ أن تم اكتشاف مملكة إيبلا التي تعد أحد أهم المواقع الأثرية الحضارية في العالم على يد البعثة الإيطالية برئاسة العالم الآثاري باولو ماتييه عام 1968 والحقائق تتضح شيئاً فشيئاً عن التاريخ السوري القديم الذي كان من أهم روافد الثقافة والحضارة العالمية والتنمية، حيث تعرض هذا الموقع الأثري للتخريب والنهب المنظم من قبل التنظيمات الإرهابية التي استباحته بهدف طمس معالم الحضارة والتاريخ السوري.
وأوضحت الوكالة أنه «اليوم وبعد معارك عنيفة مع التنظيمات الإرهابية في ريف إدلب تمكن الجيش العربي السوري من تحرير هذا الموقع الأثري وإعادة إيبلا المملكة السورية العظيمة حرة ومقصداً سياحياً وتاريخياً لم يعرف الغياب سوى في فترة انتشار الإرهاب فيه».
وأكّد مدير عام الآثار والمتاحف، أن المديرية سترسل فريقاً مختصاً إلى تل مرديخ الأثري – مملكة إيبلا بعد تمشيطه من قبل الجيش العربي السوري، مبيناً أن الهدف هو تقييم الأضرار وتوثيق الحالة الراهنة للتل بعد الاعتداءات التي تعرض لها من حفر وتنقيبات غير شرعية أدت إلى تخريب الكثير من الطبقات الأثرية في الموقع ونهب محتوياته وكنوزه، وفقاً للوكالة.
وأشار حمود، إلى أن المعلومات التي كانت ترد إلى المديرية العامة للآثار والمتاحف أثناء انتشار المجموعات الإرهابية فيه تشير إلى تحول التل إلى مكان للتدريب وحقل للرمي من قبل الإرهابيين، ما أدى إلى تدمير الكثير من معالم الموقع الأثري، لافتاً إلى التواصل المستمر مع البعثة الإيطالية التي اكتشفت الموقع الأثري لمتابعة أخباره خلال السنوات السابقة، ومبيناً أن عالم الآثار باولو ماتييه مهتم جداً بمعرفة آخر أخبار مملكة إيبلا العظيمة.
وأوضح حمود، أن البعثة الإيطالية لديها معلومات عن تعرض التل للنهب وخسارة المدينة العليا في قلب الموقع والبوابة الجنوبية الغربية لأعمال تنقيب كثيرة وحفر خنادق، مضيفاً: «إن أرشيف مملكة إيبلا الملكي الذي يضم أكثر من رقيم فخاري نهب من متحف إدلب مع كافة مكتشفات البعثة الايطالية من قبل المجموعات الإرهابية وتم تهريبه للخارج».
يذكر أن تل مرديخ- مملكة إيبلا هو مملكة أثرية تعود إلى النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد وهي إمبراطورية كبيرة لها علاقات واسعة مع مدن وحضارات بلاد الرافدين وتحتوي مملكة إيبلا على أقدم أرشيف ملكي غير وجه تاريخ سورية وكشف عن أنها كانت دولة ذات قيادة سياسية مستقلة لا تقل أهمية عن الدول المجاورة.