سورية

حقق تقدماً جديداً بريف حلب الجنوبي بالقرب من حدود إدلب الإدارية … الجيش يدخل سراقب ويقترب من السيطرة على كامل الطريق الدولي «إم 5»

| حماة- محمد أحمد خبازي - حمص - نبال ابراهيم - دمشق- الوطن- وكالات

في نصر إستراتيجي جديد يقرّبه من السيطرة على كامل طريق دمشق- حلب الدولية، دخل الجيش العربي السوري مساء أمس مدينة سراقب الإستراتيجية، بعد أن حرر المزيد من القرى بريف إدلب الشرقي، بالترافق مع إحراز وحداته تقدماً جديداً بريف حلب الجنوبي بتحريرها قريتي جزرايا وزمار بالقرب من حدود إدلب الإدارية.
وذكرت وكالة «أ ف ب» مساء أمس أن قوات الجيش دخلت مدينة سراقب ذات الموقع الإستراتيجي في شمال غرب سورية، كونها تشكل نقطة التقاء بين طريقين دوليين يربطان محافظات سورية عدة.
وذكرت الوكالة نقلاً عن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، رامي عبد الرحمن، أن قوات الجيش دخلت المدينة وبدأت تمشيط أحيائها بعد انسحاب مئات من مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وتنظيمات أخرى متحالفة معه إلى إحدى القرى شمال سراقب.
وأشارت الوكالة، إلى أن انسحاب مسلحي «النصرة» جاء بعد تطويق قوات الجيش للمدينة من ثلاث جهات.
ولفتت إلى أنه مع دخول الجيش إلى سراقب، فإن قواته توشك على السيطرة على كامل الطريق الدولي «إم 5»، والذي يربط محافظة حلب شمالاً بالعاصمة دمشق جنوباً.
وتكمن أهمية سراقب في كونها تشكل نقطة التقاء بين الطريقين «إم 5» بين حلب ودمشق و«إم 4» الذي يربط محافظة اللاذقية بإدلب وحلب.
وفي وقت سابق من يوم أمس، بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش واصل بمؤازرة المدفعية الثقيلة والطيران الحربي عمليته العسكرية ضد قطعان «النصرة» وحلفائها بريف إدلب الشرقي وسيطر على قرى سرمين وتل الشيخ منصور وإسلامين والريان والرصافة وأبو الخشة وأبو جفاص وتل الطوقان.
وأوضح المصدر، أن الجيش بات قريباً جداً من سراقب، وقضى على العشرات من الإرهابيين في طريقه إليها، فيما فرَّ العديد منهم باتجاه إدلب خوفاً من ضرباته الموجعة التي يكيلها لهم بمؤازرة سلاحي المدفعية والطيران الحربي اللذين استهدفا فلول الإرهابيين على عدة محاور بشرق إدلب وفي بلدة آفس أيضاً.
وكالة «سبوتنيك» الروسية من جهتها لفتت إلى أن الجيش سيطر على بلدة الذهبية شمال تل طوقان بريف إدلب الجنوبي الشرقي، مطبقاً بشكل تلقائي الحصار على رابع نقطة مراقبة تركية في ريف إدلب.
من جانب آخر، اطلعت صباح أمس لجنة وزارية مؤلفة من وزراء الموارد المائية حسين عرنوس والإدارة المحلية حسين مخلوف والكهرباء محمد زهير خربوطلي على البنى التحتية والمرافق العامة التي دمرها الإرهابيون في مدينة معرة النعمان لتقييم حجم الأضرار وإعادة تأهيلها من أجل تمكين أهلها من العودة إليها بأسرع وقت ممكن.
وبيَّنَ وزير الموارد المائية، أن اعتداءات الإرهابيين طالت مختلف البنى التحتية بالمدينة، فيما أوضح وزير الإدارة المحلية، أن الخطوة الأولى في عملية إعادة الإعمار تبدأ برفع وترحيل الأنقاض ومخلفات الإرهابيين وتأهيل الطرق وتسليكها وإتاحة الفرصة للآليات والورشات الفنية والخدمية لأداء مهامها في تأهيل الشبكات والمرافق الحيوية.
وأما وزير الكهرباء فأكد أن أضرار الكهرباء بالمدينة فادحة جداً، وأنه تمت المباشرة بتوصيف وتقييم هذه الأضرار وإعداد الدراسات اللازمة بشأنها والعمل على تأمين المواد والتجهيزات واعتماد برنامج زمني محدد للبدء بأعمال التأهيل والصيانة وتركيب التجهيزات بغية إعادة التغذية الكهربائية إلى منطقة معرة النعمان.
وأعلن إعادة تأهيل خط 20 كيلو فولت بطول 33 كم بهدف إعادة التغذية الكهربائية لمدينة سنجار و10 قرى تابعة لها متوقعاً إعادة الكهرباء إلى سنجار نهاية الشهر الجاري ومن ثم مدينة مورك وبعدها إلى خان شيخون وصولاً إلى منطقة معرة النعمان.
إلى جبهات حلب، فقد حققت وحدات الجيش العربي السوري تقدماً جديداً بريف حلب الجنوبي بتحريرها قريتي جزرايا وزمار بالقرب من الحدود الإدارية لمحافظة إدلب بعد القضاء على آخر تجمعات الإرهابيين فيهما، بعد أن خاضت اشتباكات عنيفة مع الإرهابيين في القريتين الواقعتين على بعد نحو 40 كم جنوب حلب، وقضت على عدد منهم ودمرت أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم.
في المقابل، أفاد مصدر في قيادة شرطة محافظة حلب مساء أمس وفق «سانا»، بأن المجموعات الإرهابية المنتشرة في الريف الغربي اعتدت بالقذائف الصاروخية على منازل المواطنين في منطقة الحمدانية السكنية ما تسبب باستشهاد 4 مدنيين بينهم طفل وإصابة 7 آخرين بجروح متفاوتة نقلوا على إثرها إلى مشفى حلب الجامعي لتلقي العلاج والإسعافات الطبية اللازمة.
وأشار المصدر إلى أن الاعتداءات الإرهابية أدت إلى وقوع أضرار مادية بمنازل المواطنين والممتلكات العامة والخاصة.
أما في البادية الشرقية، فقد ذكر مصدر ميداني في ريف حمص الشرقي لـ»الوطن»، أن الجيش اشتبك مع فلول مسلحي تنظيم داعش الإرهابي في أقصى بادية حمص الشرقية وأوقع عدداً منهم قتلى ومصابين، بالتزامن مع قصف مدفعي نفذه الجيش على مواقع انتشارهم بالمنطقة وطال تحركات الدواعش على اتجاه محيط المحطة الثالثة ومنطقة حميمة ما أسفر عن إيقاع إصابات مباشرة في صفوف التنظيم.
بموازاة ذلك، وبحسب المصدر، شن الطيران الحربي السوري عدة طلعات جوية على امتداد بادية السخنة ونفذ عدة غارات على أهداف متحركة للتنظيم إلى الشرق من طريق عام السخنة- دير الزور وعلى اتجاه محيط بادية السخنة وعلى مقربة من الحدود الإدارية المشتركة مع بادية دير الزور في أقصى ريف حمص الشرقي، ما أدى لإيقاع إصابات محققة في صفوف التنظيم وتكبيده خسائر بالأرواح والعتاد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن