قضايا وآراء

صوت الشرفاء من إدلب

| د. بسام أبو عبد الله

لا تتوقف آلة الدعاية الأردوغانية المنافقة الكاذبة، عن الترويج لرواية البعد الإنساني في إدلب، حتى ليكاد المرء يصدق أن كل من في إدلب ليس من بينهم إرهابيون ينتمون لـ«جبهة النصرة» فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في بلاد الشام، وأن الإرهابيين الذين أتوا إلى إدلب جاؤوا لنشر قيم المحبة، والتسامح، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، وأن الجيش العربي السوري البطل وحلفاءه يقاتلون هناك بشراً، أو من ينتمي لجنس البشر، لكن الحقائق والاتصالات والرسائل التي تصلنا كإعلاميين وسياسيين من داخل إدلب من إخوة لنا تفيد بأن هؤلاء المرتزقة والقتلة والمجرمين يعيثون فساداً وتخريباً وتدميراً في إدلب، ويعكسون الإيديولوجيا الإخوانية المجرمة، والمرتزقة من خزائن البترودولار، والمشروع الأميركي الصهيوني الرجعي الغربي.
وصلني قبل يوم واحد من أحد الأصدقاء من أبناء محافظة إدلب رسالة استغاثة من داخل المدينة كتبها الشرفاء لينقلوا ألمهم ومعاناتهم وواقعهم الصعب جداً تحت سيطرة أردوغان، وجماعاته المرتزقة، وقد وجدت أن واجبي الإعلامي والسياسي والوطني أن أنقل مضمون هذه الرسالة التي تقول: إن من بقي من أهلنا في إدلب لم يبقوا حباً بهؤلاء القتلة، وإنما كل له ظروفه الخاصة، وإن حب سورية في قلب كل من هو في هذه المحافظة، ويطلب أهل إدلب الشرفاء دخول الجيش العربي السوري، وتحريرهم من هذا الكابوس الإرهابي الأردوغاني ويعدون برش الأرز، ورفع العلم السوري في ساحة إدلب، وتشير الرسالة إلى وجود آلاف السجناء المظلومين في سجون «النصرة»، وإلى أن الإفراج عن أي منهم لا يتم إلا بعد دفع آلاف الدولارات، والذي لا يستطيع الدفع تختفي آثاره، وأما التهم فهي جاهزة من التعامل مع الدولة السورية إلى الإلحاد، وبالتالي فإن أهالي المحافظة خاضعون للإرهاب، والخوف، والرعب.
أما الآن وقد بدأ الإرهابيون يشعرون بقرب هزيمتهم، فإنهم يسرقون المحال التجارية، والمنازل، وكل هذا يتم باسم الدين، والشريعة، الأمر الذي حول أهالي المحافظة إلى متسولين، ودون مأوى، وأدى لارتفاع أسعار المحروقات، والكهرباء، والمياه، والمواد الغذائية، إذ يبلغ سعر ربطة الخبز حوالي ألفي ليرة سورية، ويختم أهالي إدلب رسالتهم بالقول: أهلاً وسهلاً بجيشنا البطل الذي ضحى بالآلاف من مقاتليه، وخيرة شبابه من أجل تحرير كل شبر من الأرض السورية، وعزاؤنا لذوي الشهداء، والشفاء العاجل لكل جريح بطل.
محتوى هذه الرسالة، وهذه المشاعر يجب أن تصل إلى كل سوري، وأن ندرك جميعاً أن البعض في مرحلة ما استخدم لغة التعميم على مناطق، أو محافظات سورية، وهذا كان ولا يزال خاطئاً علمياً، وسياسياً، ووطنياً، ولهذا فإن المقاربة التي تحدث عنها الرئيس بشار الأسد منذ عام 2013 كانت وما زالت مقاربة حكيمة وشجاعة ودقيقة من خلال المصالحات الوطنية، ومن خلال الإدراك أن ليس كل من هو في مناطق الإرهابيين هو إرهابي، أو متعاطف معهم، بل هو إنسان مغلوب على أمره ومظلوم، وواجبنا أن نرفع الظلم عن كل السوريين في كل مكان، فالتنظيمات الإرهابية تنظيمات إجرامية قاتلة متطرفة لا تتورع عن فعل كل الموبقات، وهي تنظيمات مأجورة مرتزقة وعلينا أن نجتثها فكرياً ومادياً، لأنها بنى دخيلة على مجتمعنا وشعبنا بشكل عام.
بغض النظر عما حققه مشروع العدوان على سورية من اختراقات في مجتمعنا، وهي حقائق يجب أن نقر بها، سواء تمّ ذلك من خلال المال أم غسل الأدمغة على يد تجار الدين في الخليج، والدور الأردوغاني المشبوه، لكن ذلك لا ينفي أبداً أن الكتلة الاجتماعية الوازنة والواسعة في شعبنا قاومت ببسالة هذا المشروع الشيطاني المجرم، وهي في اتجاه هزيمته النهائية.
إن رسالة وصوت الشرفاء في إدلب يعكسان صوت السوريين الحقيقيين وهم كثر، وصوت المظلومين الذين يستنجدون بقائدهم وجيشهم، وهذا القائد البطل والجيش الأسطوري وعدكم وسينفذ الوعد في موعد ليس ببعيد، ثقوا تماماً بهذا الكلام وبهذا الوعد، وسوف نلتقي بكم في ساحة إدلب الخضراء وفي أريافها المعطاء لنعانقكم وتعانقونا، فلقد اشتقنا لكم واشتقتم لنا، وآن لنا كسوريين أن نفهم أن المستهدف كل شبر من أرض سورية والكرامة السورية والسيادة السورية والتاريخ السوري، ودور سورية ورسالتها التاريخية التي لن تتوقف عن العطاء وبث روح المحبة والتسامح والتجانس بين أبناء شعبنا العظيم.
رسالتكم وصلت وأنتم في قلب كل سوري، وصبركم وتحملكم ومظلوميتكم سوف تزول، لأن قرار الرئيس الأسد وجيشكم البطل والحلفاء، هو كنس هؤلاء القتلة والمجرمين إلى غير رجعة.
أما أولئك الذين ما زالوا يعولون على عنتريات المنافق أردوغان، فنقول لهم: مشروعكم هزم وسقط ولن ينفعكم الندم حيث لا ينفع، فالوقت قصير جداً، وسورية سوف تتحرر بصمود وإرادة شعبنا الأسطورية.
انتظروا جيشكم البطل في ساحات إدلب وجهزوا الأرز لمقاتلي هذا الجيش الأسطوري، فهو يستحق منا ومنكم كل احتضان ومحبة، لأنهم أبناؤنا وأحبتنا، وأما قائدنا فقد وعد وسوف يفي بوعده.
اشتقنا إليكم ودموعنا في عيوننا، لأننا اشتقنا لبساطة أبناء إدلب ولريفه الوادع فقد آن لهذا الشعب العظيم أن يترجل، وإن غداً لناظره قريب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن