سورية

«البرلمان العربي» يرفض «صفقة القرن» وكل أشكال التطبيع.. وصالح لـ«الوطن»: شعرنا بحفاوة الاستقبال وبدفء العلاقات بين شعبي الأردن وسورية … صباغ من عمّان: تجربة الشعب السوري تؤكد نجاعة خيار المقاومة

| محمد منار حميجو

على حين اعتبر رئيس مجلس الشعب حموده صباغ، أن ما تسمى «صفقة القرن» غايتها تصفية القضية الفلسطينية نهائياً وفتح الباب واسعاً أمام مشروع الشرق الأوسط الكبير، وذلك خلال الاجتماع الطارئ لاتحاد البرلمان العربي الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان، حيث لفت أمين سر المجلس رامي صالح إلى حفاوة الاستقبال الذي حظي به الوفد السوري وشعوره بدفء العلاقات بين شعبي سورية والأردن.
وفي كلمة له خلال المشاركة في الاجتماع الذي عقد بشأن «صفقة القرن» التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بزعم أنها خطة سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تساءل صباغ: هل هي سرقة القرن أم صفعة القرن أم طعنة القرن؟!، وأضاف: «لا تهم التسمية.. المهم أن المسروقين المصفوعين المطعونين هم نحن العرب… فالقضية من ألفها إلى يائها قضيتنا، نعيشها ونعيش من أجلها منذ وعد بلفور المشؤوم حتى وعد ترامب الأكثر شؤماً…».
وأكد صباغ أن ما تسمى «صفقة القرن» هي وصفة للاستسلام للكيان الصهيوني الغاصب، وتجاهل الشرعية الدولية وإجهاض قراراتها بخصوص الصراع العربي الإسرائيلي.
وأضاف: صفقة القرن مجرد نقطة مستجدة على خط طويل بدأ منذ عقود وغايتها تصفية القضية الفلسطينية نهائياً وفتح الباب واسعاً أمام مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد، تسيطر عليه زعيمة محور الهيمنة في العالم أميركا ويكون مركزه الكيان الصهيوني، وضحيته أمة عريقة كبيرة غنية قدمت للحضارة الإنسانية إسهامات عظيمة على أساسها بنى الغرب فكره المعاصر.
وشدد صباغ على ضرورة تحويل التحدي الخطير إلى فرصة كبيرة باستنباط مكامن القوة في واقعنا اليوم، وأن نبدأ من ظواهر موجودة وواضحة، لافتاً إلى أن «عصر الشعوب بدأ في منطقتنا، ونحن البرلمانيين نمثلها فهي تشكل مجتمعة أمة عريقة وحاضرة في مراحل التاريخ كافة»، مشيراً إلى أنه في تاريخ القضية الفلسطينية كانت خيار المقاومة هو الدواء الوحيد الشافي.
وأضاف صباغ مخاطبا المشاركين: إن تجربة شعبكم العربي السوري تؤكد من جديد نجاعة هذا الخيار؛ فهذا الشعب العظيم وجيشه الباسل يواجه أخطر تركيز لمجاميع القوة كلها منذ تسع سنوات؛ ففي محاولاتهم اليائسة للقضاء على سورية شعباً ودولةً وجيشاً ومؤسسات حشدوا أنواع الحروب كلها؛ العسكرية والإرهابية والإعلامية والنفسية والدبلوماسية والاقتصادية في إصرار غريب على تحقيق أهدافهم المعادية لسورية وفلسطين وللأمة العربية بكيانها كله.
وأوضح أن قوة حشدهم تؤكد مدى حقدهم على سورية وفلسطين والعروبة كافة، وفي المقابل أن عظمة التصدي السوري لهذه الحروب مجتمعة يؤكد في عصرنا الحاضر تقاليد الأمة العربية في رفض الذل والهوان، ويثبت عملياً أن النصر الناجز ممكن وليس هناك دافع للخوف الذي يقود للاستسلام.
ولفت صباغ إلى أن القضية الفلسطينية تتموضع في جوهر هذه الحروب الكبرى على سورية؛ موضحاً أنها لو تخلت عن هذه القضية وعن العروبة وانغلقت على نفسها مكتفية بقضايا تطورها الداخلي، لما كانوا مهتمين بحشد كل هذه القوى في محاولاتهم لتدمير سورية وقتل شعبها.
ورأى أن تهديد «إسرائيل» بضم الجولان السوري المحتل وغور الأردن وغيرها لا يؤكد عدوانية هذا الكيان فحسب، وإنما يشير إلى أمرين: الأول أنها عدوة العرب جميعاً والثاني أن القضايا العربية واحدة ومتفاعلة.
وأضاف: علينا كبرلمانيين مواجهة هذا الازدراء الأميركي للشرعية الدولية والتأكيد على قراراتها، ويأتي في المقدمة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية المحتلة وضمان الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، مشيراً إلى أن مجلس الشعب السوري يؤكد أهمية إيجاد موقف عربي فاعل للتصدي لهذا التمادي الأميركي الصهيوني السافر على الحقوق العربية والذي يشكل خطراً على حاضر الأمة ومستقبلها.
من جهته وفي اتصال هاتفي أجرته «الوطن» معه اعتبر صالح أن كلمة سورية في المؤتمر كانت من أقوى الكلمات لأنها تعبر عن نبض الشارع السوري المقاوم، معرباً عن أمله أن يرقى العمل العربي المشترك إلى مستوى طموحات الشعب.
وأكد صالح أن كل المجتمعين رفضوا «صفقة القرن» علناً وبالتالي نتمنى على حكوماتهم أن يكون لديها هذا الموقف نفسه.
وأوضح صالح لقد «شعرنا بحفاوة الاستقبال وبدفء العلاقة بين الشعبين الأردني والسوري، مؤكداً أن «الشعب العربي واحد لذلك من الطبيعي أن نلقى المحبة من الشعوب أينما ذهبنا».
ولفت صالح إلى حرص سورية الدائم على المشاركة الفاعلة في الاتحاد البرلماني العربي ولذلك كانت الزيارة طبيعية والأجواء الشعبية والبرلمانية جيدة.
وفي بيانهم الختامي، رفض المجتمعون جميع أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، مشددين على أن أولى الخطوات لمواجهة المؤامرات التي تحيط بفلسطين التأكيد على المصالحة الفلسطينية لتشكل جبهة ضد من يحاول النيل بفلسطين».
واعتبر المجتمعون أن المساس بالقدس والاعتراف بها عاصمة موحدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي تصعيد خطير يهدد أمن المنطقة ويتركها رهينة للمطامع، ويهدد بافتعال حرب دينية تكون «إسرائيل» طرفًا أساسيا فيها.
ودعوا إلى البحث عن إجراءات قانونية تضع حداً للإجراءات الإسرائيلية غير القانونية وغير الشرعية، وتنظيم وقفات احتجاجية من شعوب العالم أمام المؤسسات الدولية لتعرية وجه الاحتلال، مؤكدين أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس حق تاريخي ضمنه اعتراف العالم به وأن العبث بالوضع القانوني بالقدس هو قرار مدان بموجب القرارات الشرعية الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن