رياضة

في لقاء اليابان انكشف المستور وسقطت ورقة التوت … لهذه الأسباب خسرنا والحلول متاحة وبسيطة

ناصر النجار :

خسر منتخبنا الوطني الرهان فخرج بخفي حنين من لقاء المسمار أمام اليابان بخسارة قاسية بثلاثية بيضاء كانت بمنزلة الصدمة على كرتنا ومشجعيها الذين لم يكونوا ليتوقعوها في أسوأ الأحوال، وزاد من هول الصدمة الأداء السلبي العقيم لمنتخبنا الذي رسم العديد من إشارات الاستفهام؟
وفي عموم القول: لم ترتق المباراة إلى المستوى الفني المتوقع، ومنتخب اليابان رغم فوزه لم يقدم الأداء المطلوب، ولعل الزمن الحالي نشهد فيه أضعف منتخب يمر على اليابان، الشوط الأول سار به اليابانيون على مبدأ اكتشاف قدراتنا، وفي الشوط الثاني أعطونا درساً بالغ الأثر بأقل مجهود، ولم يكن منتخبنا في أحسن حالاته بالمباراة نداً، ولم يستثمر أياً من الفرص المتاحة على ندرتها، وخسرنا اللقاء لأننا لم نستفد من دروس الماضي، فلم تتم معالجة الأخطاء الدفاعية، فبقي خطنا الدفاعي مكشوفاً، وأسلوب اللعب لم يتغير، ففقدنا زمام المبادرة وعامل المباغتة.
الفوز على أفغانستان وكمبوديا كان أمراً متوقعاً، ولا يعتبر إضافة لمنتخبنا، والفوز على سنغافورة جاء بشق الأنفس وبكثير من الحظ، وأعطى مؤشرات سلبية لم نعمل على تداركها.
في الواقع علينا الاعتراف أن هذه حدودنا رغم أنها كلمة شؤم، ومن هذا المبدأ فإننا لا نلوم الجهاز الفني ولا نلوم اللاعبين، فهذه إمكانياتهم، وقدموا أقصى ما عندهم، ولو أنهم يملكون إضافة لظهرت ولتطور منتخبنا، لكنه بقي على الرتم ذاته وعلى الأخطاء نفسها.

التهويل
دعمنا المنتخب بكل ما نملك، لأنه واجب وطني، ورفعنا السقف تماشياً مع الشعار الذي تم إطلاقه (سورية في روسيا 2018)، ونوهنا في أكثر من مناسبة بأنه من حقنا أن نحلم، لكن هذا الشعار كان بحاجة إلى أكثر من التهويل والتطبيل الإعلامي.
وعملياً ما الذي تم انجازه لنحقق هذا الهدف؟ مع تقديرنا لكل من عمل واجتهد.
على أرض الواقع انشغل الجميع في اتحاد كرة القدم بحرب ضروس فيما بينهم، في حالة تنم عن أنانية العمل وسوء الإدارة بآن معاً.
وللأسف فبدل أن يلتف الجميع حول هذا الشعار، تفرقوا من أجله، وازدادت خلافاتهم وحروبهم الخفية، وبالمحصلة العامة خسرنا المنتخب الأول، وضحينا بباقي المنتخبات كنتيجة حتمية للصراع الحاصل داخل اتحاد كرة القدم.

الأزمة
نحن مع كل المسوغات التي يطلقها الجميع حول الأزمة وتداعياتها على كرة القدم، وكل من يتذرع بها نقول له: معك الحق كل الحق، ونصل لأبعد من ذلك لنقول: إن الأزمة هي سبب عدم تأهل منتخبي الناشئين والشباب إلى نهائيات آسيا، وقد تكون سبباً لإخفاقات قادمة على صعيد المنتخب المونديالي والمنتخب الأولمبي.. لكن السؤال البسيط الذي من حقنا أن نطرحه: عندما أطلقنا شعار (سورية في روسيا 2018) ألم ندرك أننا في أزمة؟ وألم ندرك أن إمكانياتنا المتاحة لا تكفي لإعداد منتخب قادر على المنافسة؟
أما التساؤل المهم: لماذا باتت الأزمة مسوغاً لأي إخفاق كروي، على حين لم تكن رادعاً للتصرفات الخاطئة؟
على حساب الأزمة (على سبيل المثال) دار المسؤولون الكرويون كل بقاع العالم، رئيساً وأعضاء وأميناً للسر وموظفين، وكل سفراتهم لدينا موثقة، وكلفوا المنظمة المال الوفير من تذاكر طيران وإقامات وإطعام ومهمات وطبابة خارجية، والمصيبة أن الأزمة لم تردعهم عن السياحة والسفر، والأزمة كذلك لم تردعهم عن استغلال مناصبهم لتمرير مصالحهم الشخصية، ولدينا من الأمثلة الكثير، ومنها: مشرف منتخب الناشئين الذي أوقف عن متابعة المنتخب بعد أن تم ضبطه يهرب ويستغل اللاعبين في التهريب أثناء مرافقته للمنتخب، ونسأل هنا: ألا تستدعي الأزمة أن يتم إيقاف هذا العضو ومحاسبته، أم إن أحداً لا يجرؤ على ذلك، لأن الكل في الفائدة سواء؟
وحتى لا يخدعنا أحد بقوله: إن تقديم موعد انتخابات اتحاد كرة القدم شهراً جاء لمصلحة كرتنا، فإننا نعلمهم أن هذه الفترة هي فترة الصمت الكروي الخارجي، فلا نشاطات خارجية ولا مباريات ولا اجتماعات أو ندوات، أي بالعربي الفصيح: لا استحقاقات تستحق السياحة والسفر.

الحلول
كرة القدم باتت بحاجة إلى تدخل مسؤول، والحلول تبدأ من إعفاء اتحاد كرة القدم الحالي للأسباب الموجبة وتكليفه الإعداد للمؤتمر الانتخابي القادم.
منع اتحاد كرة القدم الحالي وكل أعضائه المستقيلين ضمن الدورة الحالية من الترشح للانتخابات القادمة.
منع كل من سبق له العمل بكرة القدم في دورات سابقة وأثبت إخفاقه وصدرت بحقه قرارات إعفاء.
حصر التقدم لانتخابات اتحاد كرة القدم بالفنيين فقط، بعد أن أثبت غيرهم عدم قدرته على إدارة العمل الرياضي.
البحث عن اتحاد توافقي عبر الاستئناس، وذلك من خلال اختيار مجموعة لا تتجاوز العشرين شخصاً تنطبق عليها معايير الكفاءة والخبرة والنزاهة، ويتم من خلالهم انتخاب الاتحاد الجديد.
يمكن تشكيل لجنة دعم المنتخبات الوطنية، وتنحصر مهمة هذه اللجنة بالدعم واستقدام الرعاة والداعمين، دون أن تكون لها صلاحيات إدارية أو فنية.

أخيراً
رغم كل شيء سنبقى داعمين للمنتخب لأنه يمثل كرتنا ولا يمثل أشخاصاً، ونؤكد أننا مازلنا نملك آمالنا، فقدنا بعضها ولكننا لم نققدها كلها، ويمكن أن نعود بقوة حالما تجاوزنا مجمل الأخطاء والعثرات، وهذا يتطلب تغيير العقلية والآلية التي تسيّر كرة القدم وتديرها، وتقديم الدعم المناسب لخلق منتخب منافس.

بطاقة المباراة
الحكام: طاقم أوزبكي مؤلف من رافشان ارماتوف- ابدو خميدلو راشولوف- جاخونكير سايدوف- تانتاشيف الكيز.
أهداف المباراة: كيسوكي هوندا (جزاء) د55- شينجي اوكازاكي د70- اوسامي تاكاشي د88.
الإنذارات: أحمد الصالح- علاء الشبلي.
تشكيلة منتخبنا

إبراهيم عالمة- أحمد الصالح- حمدي المصري- زاهر ميداني- عدي جفال (فهد يوسف)- عمر خريبين (رجا رافع)- محمود مواس- عبد الرزاق الحسين (اسامة أومري)- نديم الصباغ- علاء شبلي- سنحاريب ملكي.

تشكيلة اليابان
نيشيكاوا شوساكو- كيسوكي هوندا- يوتو ناغاتوما- جينكي هاراغوشي (اوسامي تاكاشي)- شينجي اوكازاكي (يوشينوري موتو)- هوتارو ياماكوشي (هيروشي كيوتاكي)- ماكوتو هاسيبي- ماكينو توماواكي- غوتوكو ساكاي- مايا يوشيدا.

الخسارة واردة
أكد مدربنا فجر إبراهيم أن الخسارة أمام اليابان ليست نهاية العالم.
وأضاف في المؤتمر الصحفي بعد المباراة: إن لاعبيه نفذوا واجباتهم بالشوط الأول بشكل جيد وكاد أن يسجلوا عبر كرتين لكن سوء الحظ رافقهم.
ولكن في الشوط الثاني تغير الحال مع نقطة انعطاف اللقاء عبر ركلة الجزاء التي أثرت في اللاعبين وتركيزهم وساهمت ببعض الأخطاء فزاد المنتخب الياباني الغلة، والخسارة واردة في كرة القدم وكرة القدم أخطاء ولها منطقها وأنصفت الأفضل بكل شيء.
وأضاف: أمامنا ثلاثة لقاءات قادمة قبل لقاء اليابان وعلينا الحرص على النقاط الكاملة بانتظار مواجهة الرد في طوكيو والخسارة ليست نهاية العالم.
وختم حديثه بالقول: لا يمكن المقارنة بين إمكانيات كلا المنتخبين بدليل ما شاهدناه داخل وخارج المستطيل الأخضر، من جهتنا عملنا وقدمنا شوطاً أول مثالياً لكن هذه هي كرة القدم فوز وخسارة وهذا الأمر وارد مع أي منتخب، ولا يمكن أن ننكر الفوارق الهائلة بين مستوى الكرة السورية واليابانية من حيث ثقافة الاحتراف والإمكانات.

البحث عن الأفضل
الفوز بثلاثة أهداف خارج أرض اليابان أسعد المدرب البوسني خليلودزيتش الذي أكد لوكالة أنباء اليابانية «كيودو» أن مستوى منتخبه بدأ في التصاعد موضحاً بالقول: لم يكن منتخبنا بمستوى جيد في الشوط الأول، في الشوط الثاني تحسن مستوى اللاعبين لنتمكن من إنهاء اللقاء لمصلحتنا، بدأ المستوى العام للاعبين في تحسن من مباراة لأخرى.
بعد لقاء سورية سيسافر منتخب اليابان إلى العاصمة الإيرانية طهران من أجل مواجهة أصحاب الأرض ودياً في 13 الشهر الحالي، ولهذا يأمل خليلودزيتش في الاستفادة من اللقاء الودي قبل مواجهة منتخب سنغافورة في 12 تشرين الثاني ضمن التصفيات، حيث قال لكيودو: مازلنا نعتمد على نقطة قوتنا وهي اللعب كفريق واحد ومنظم، في اللقاء القادم نريد تحسين طريقة اللعب الجماعي، نريد تحسين مستوانا في كل مباراة نخوضها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن