إدارة أزمة الغاز سيئة.. فمشاهد استعراض السيارات الممتلئة بالأسطوانات في أحياء المحافظات وتوافر المادة في الشوارع رغم افتقار أغلب المنازل لها ما هو إلا هروب من المشكلة ودليل دامغ على التحايل على المواطنين، والتخفي للتغطية على العجز والفشل في إدارة ملف الغاز وراء حجج الأخطاء التقنية لبرنامج «تكامل» وعدم أو تأخر وصول الرسائل للمستفيدين.
لم يعد الأمر يقتصر على تكرر الأزمة التي استمرت على مدار سنوات الحرب على سورية والتي كانت تظهر في أيام معدودات مع اشتداد البرد والقيام بعمليات الجرد في محروقات، بل بات الأمر يمتد طوال أيام موسم الشتاء، لتذهب جهود الوزارة إلى محاولة ابتداع آليات الذكاء المبتورة في محاولة لتسكين تذمر المواطنين من تقصيرها.
آخر ابتكارات «ذكاء» النفط نقل المواطنين من الازدحام أمام سيارات توزيع الغاز وإمكانية الحصول ولو بصعوبة على أسطوانة، لتصبح أسطوانة الغاز أمامهم لكن يعجزون عن الحصول عليها بانتظار رسائلهم الذكية، وليبقوا قابعين أمام شاشات هواتفهم النقالة لإصلاح ما تم غمرهم به من أخطاء تقنية.
وصول الرسائل ليس دوماً بشرى خير، فكثير من المواطنين صدموا بعد تلقيهم رسائل تفيد بتخصيصهم لدى معتمدين بعيدين عن أماكن سكنهم، ما جعلهم أمام خيارين، إما فقدان دورهم وتعديل اسم المعتمد والعودة إلى مسلسل الانتظار، وإما تحمل تكاليف المعاناة وأجور النقل للحصول على حصتهم المخصصة في عنوان آخر.
المؤكد هو استمرار مسلسل الأخطاء والعثرات لحين انقضاء موسم الشتاء وتناقص الطلب على المادة، والبدء بالانفراج مع دفء الربيع لتأتي احتفالات وزارة النفط بنجاح ذكائها في حل الأزمة!