قضايا وآراء

الخطوة الثانية لـ«الثورة الإسلامية»

| أبو الفضل صالحي نيا

ليس فقط أن انتصار الثورة الإسلامية لم يكن في حسبان أحد من قادة وشعوب العالم، بل أيضاً لم يكن أحد يتوقع استمراريتها لتصل اليوم إلى عامها الحادي والأربعين في ظل نظامها السياسي الفريد من نوعه الذي قدمته الثورة كقيمة مضافة إلى تجارب الأمم في الحكم، والذي استطاع أن يستقيم ويقاوم كل التحديات والمؤامرات ضده منذ اليوم الأول لانتصار الثورة الإسلامية على الرغم من كل المهل التي كانت تُحدَّد من قبل الأعداء لعمر الثورة من عدة أشهُرٍ إلى سنة وسنتين وثلاث، ومازالوا يعيشون أوهام إسقاط النظام الإسلامي ويهلوسون في هذا الشأن حيث لم ينس العالم ما وعدت به وأكدت عليه الثلَّة الحاكمة في الولايات المتحدة الأميركية قبل سنة ونيّف بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن ترى عيدها الأربعين! ولكن الشعب الإيراني خيَّب ظنَّهم واحتفل بالذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية بأبهى صور الاحتفال وهم يستعدون في هذه الأيام للاحتفال بالذكرى الحادية والأربعين، في حين تمت إزاحة من كان يهلوس بإسقاط الجمهورية الإسلامية الإيرانية من مقامه الذي كان يشغله في الإدارة الأميركية.
يبقى السؤال دائماً عن سبب معاداتهم لإيران، طوال سنواتها الحادي والأربعين الماضية، يشغل بال الكثيرين في العالم!
لا يمكن تناول هذا الموضوع بمقالة واحدة أو حتى بكتاب واحد، فالمعروف أن عشرات مراكز الدراسات في غرب العالم وشرقه، تمّ تأسيسها بعد قيام الثورة الإسلامية لأجل القيام بدراسات وأبحاث حول إيران كما تمّ تخصيص قسم كبير من اهتماماتهم بالشؤون الإيرانية، وكانوا ولا يزالون يدرسون الأسباب الموجدة للثورة وأهدافها واهتماماتها وسياستها الخارجية وسبب استمراريتها وإنجازاتها ومستقبلها و… و… الخ.
قبل عام من الآن، وفي أجواء الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية، أصدر قائدها الإمام الخامنئي بياناً مهماً سمّيَ «بيان الخطوة الثانية»، تناول فيه بعضاً من هذه الجوانب التي ذكرناها آنفاً ورسم الآفاق المستقبلية لإيران وهذا يظهر من خلال توجيه كلامه إلى الشباب حيث تحدت معهم عن الماضي والمستقبل، فشرح لهم خصائص الثورة الإسلامية الفريدة وإنجازاتها السياسية والاجتماعية والعلمية مؤكداً أهمية الاستمرار في متابعة التقدم العلمي والتقني وتحديد الهدف بالوصول إلى القمة في العلم والتطور والرقي، فخاطب شباب إيران بقوله لهم: «ولكي نخطو خطوات راسخة في المستقبل، علينا معرفة الماضي بشكل صحیح واستلهام الدروس والعبر من التجارب، لقد انطلقت الثورة الإسلامیة والنّظام المنبثق عنها من نقطة الصفر. أولاً: كان كلُّ شيء ضدّنا، ثانیاً: لم یكن أمامنا أي تجربة سابقة ونموذج يُحتذى به، لقد أنهت الثورة مرحلة من الانحطاط المزمن، وبدأت البلاد تسیر في طریق التقدّم السریع، ففي الخطوة الأولی بدّلت الثورة النظام الملكي الاستبدادي المُخْزي إلی حكمٍ شعبيٍّ وسیادة شعبیة، وأدخلت عنصر الإرادة الوطنیة الذي یمثل روح التقدّم الشامل والحقیقيّ، في صلب إدارة البلاد، ثم كونت الشباب الفاعلين الأصلیین في الأحداث وأدخلتهم في ميدان الإدارة، ونقلت روحيّة «نحن قادرون» إلی الجمیع، وبفضل الحظر الذي فرضه الأعداء علّمت الجمیع الاعتماد علی القدرات الذاتيّة، فكان هذا مصدر خیرات وبركات كثیرة:
أولاً: ضمنت استقرار البلاد وأمنها ووحدة أراضیها وصیانة حدودها التي تعرّضت لتهدیدات جادّة من قبل الأعداء، واجترحت معجزة الانتصار في حرب الأعوام الثمانیة.
ثانیاً: أضحت الدینامو المحرّك للبلاد في میادین العلم والتقانة، وإيجاد البُنی التحتیة الحیویة والاقتصادیة والعمرانیة، التي لا تزال إلى الآن ثمارها الیانعة تزداد وتتضاعف یوماً بعد آخر. فآلاف الشركات علمیّة المحور، وآلاف المشاریع الخاصة بالبنی التحتیة والضروریة للبلاد في مجالات العمران والنقل والمواصلات والصناعة والطاقة والمعادن والصحة والزراعة والمیاه وغیر ذلك، وملایین الخرّيجين الجامعیین أو الطلاب الحالیین، وآلاف الوحدات الجامعیة في شتّی أرجاء البلاد، وعشرات المشاریع الكبرى من قبیل دورة الوقود النووي، والخلایا الجذعیة، وتقنیّات النانو، وتقنیات الأحیاء، وغیرها، وبِرُتَبٍ أُولی علی مستوی العالم كلّه، وازدیاد الصادرات غیر النفطیة إلی ستین ضعفاً، وزیادة الوحدات الصناعیة إلی ما یقارب عشرة أضعاف، وتحسّن جودة الصناعات عشرات الأضعاف، وتبدیل الصناعات التجمیعیة إلی تقنیات محلیة، والتمیّز الملحوظ في الحقول الهندسیة المتنوعة بما في ذلك الصناعات الدفاعیة، والتألّق في الفروع الطبیّة المهمّة والحسّاسة واكتساب موقع مرجعيّ فیها، وعشرات النماذج الأخرى من التقدم، كانت كلّها حصیلة تلك الروح وتلك المشاركة وذلك الشّعور العامّ الذي حقّقته الثورة للبلاد.
لقد كانت إیران قبل الثورة في درجة الصفر من حیث إنتاج العلم والتّقانة، ولم یكن لها في الصناعة من میزة سوی التجمیع والمونتاج وفي العلوم سوی الترجمة.
ثالثاً: برز أكثر، ويوماً بعد يوم، رمز الصمود العظیم والمجید والمهیب بوجه العتاة والمستبدّين والمستكبرین في العالم وعلی رأسهم أمیركا الناهبة المجرمة، فطوال هذه الأعوام الأربعین كان عدم الاستسلام وحراسة الثورة وعظمتها وهیبتها الإلهیة ورأسها الشامخ المرفوع مقابل الحكومات المتكبرة والمستكبرة، كان دوماً سمة معروفة لإیران والإیرانیین وخصوصاً شباب هذا البلد، النقطة المهمة التي ینبغي علی صنّاع المستقبل أن یأخذوها بعين الاعتبار هي أنهم یعیشون في بلد نادر، من حیث الإمكانیات والطاقات الطبیعیة والبشریة، والكثیر من هذه الإمكانیات بقیت غیر مستفاد منها أو قلَّما استُفید منها، إن الطاقة الأهم والباعثة علی الأمل في البلاد، هي الطاقات الإنسانیة الموهوبة والكفوءة التي تتحلی ببنیة تحتیة إیمانیة ودینیة عمیقة وأصیلة، فنسبة الشباب دون سنّ الأربعین بین سكان إیران، والتي كان الجزء الأكبر منها نتیجة المدّ السكانيّ الذي عمّ البلاد في الثمانینیات من القرن العشرین للمیلاد، تعدّ فرصة قیمة للبلاد، 36 ملیون نسمة تتراوح أعمارهم بین 15 و40 عاماً، وقرابة 14 ملیون نسمة یحملون شهادات دراسات علیا، والمرتبة الثانیة عالمیاً في خریجی العلوم والهندسة، وحشود الشباب الذین نشؤوا علی الروح الثوریة وهم مستعدون لبذل المساعي الجهادیة في سبیل البلاد، والعدد الملحوظ من الشباب الباحثین المحقّقین والمفكرین العاملین في مجال الإبداع العلمي والثقافي والصناعي وغیره، هذه كلّها ثروات عظیمة للبلاد لا یمكن مقايستها بأي ثروة ماديّة.
وما عدا ذلك، تشكّل الفرص والطاقات المادية في البلاد قائمة طويلة، يمكن للمديرين الأكفاء المتحفزين العقلاء من خلال تفعيلها واستثمارها زيادة المداخيل الوطنية بشكل ملحوظ، وجعل البلد ثريّاً غير محتاج، ومعتمداً على نفسه بالمعنى الحقيقي للكلمة، ومعالجة المشكلات الراهنة، وإيران بتوافرها على واحد بالمئة من سكان العالم تمتلك سبعة بالمئة من احتياطي المعادن في العالم، فالمصادر الجوفية الهائلة، والموقع الجغرافي الاستثنائي بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، الأسواق الوطنية الكبيرة، والأسواق الإقليمية الكبيرة، إضافةً إلى مجاورة 15 بلداً تحوي 600 مليون نسمة، والسواحل البحرية الطويلة، والأراضي الخصبة الصالحة للزراعة بمحاصيل زراعية متنوّعة، والاقتصاد الكبير والمتنوع، هي جزء من إمكانيات البلاد، والكثير من هذه الإمكانات لا تزال غير مستثمرة. ويقال إن إيران هي الأولى عالمياً من حيث الإمكانات الطبيعية والبشرية غير المستثمرة. ولا شك أنّكم أيها الشباب المتديّن الدؤوب ستستطيعون معالجة هذا النقص الكبير. والعقد الثاني من الخطّة العشرينيّة ينبغي أن يكون، زمن التركيز على الاستفادة من الإنجازات السابقة، وتفعيل الإمكانات والطاقات غير المستثمرة، كما ينبغي للبلاد أن تتقدّم في مجالات منها قطاع الإنتاج والاقتصاد الوطني.

أما التوصيات:
العلم والبحث العلمي: العلم هو الوسيلة الأبرز لعزة بلد ما وقوته، فالوجه الآخر للعلم هو القدرة. وقد استطاع العالم الغربي بفضل علومه تحقيق الثروة والنفوذ والقوة لنفسه طوال مئتي عام، ورغم فقره من حيث الأسس الأخلاقية والعقائديّة، استطاع بفرضه أسلوب الحياة الغربي على المجتمعات المتأخرة عن قافلة العلم، الإمساك بزمام سياساتها واقتصادها، إننا لا نوصي باستغلال العلم كما فعل الغرب، إلا أننا نؤكّد، وبنحو قاطع، حاجة البلاد لتدفّق ينابيع العلم بين ظهرانيها. والحمد لله أن المواهب العلمية والبحثية لدى شعبنا أعلى من المتوسط العالمي، فقد بدأت النهضة العلميّة في بلدنا منذ ما يقارب العقدين من الزمن، وتقدمت بسرعة كانت مفاجئة للمراقبين العالميّين وهي سرعة تزيد بأحد عشر ضعفاً على متوسط النموّ العلمي في العالم.
إن مكتسباتنا العلمية والتقنية خلال هذه المدة، والتي رفعتنا إلى المرتبة السادسة عشرة بين أكثر من مئتي بلد في العالم، وأذهلت المراقبين العالميين وارتقت بنا في بعض الحقول الحساسة والجديدة إلى المراتب الأولى، كلّها حصلت عندما كان البلد يتعرّض لحظر مالي وعلمي، ولقد سجلنا أرقاماً قياسية كبيرة على الرغم من سباحتنا عكس التيار الذي صنعه العدوّ، وهذه نعمة كبيرة يجب أن نشكر اللـه عليها ليل نهار.
إلّا أن ما أريد قوله، هو: إن هذا الطريق الذي طوي ما هو، على أهميته، سوى بداية ليس أكثر. إننا لا نزال متأخرين جداً عن قمم العلم في العالم، ويجب أن نصل إلى القمم، يجب أن نتخطى الحدود الراهنة للعلم في أهم الحقول والفروع، إنّنا لا نزال متأخرين عن هذه المرحلة كثيراً، لقد بدأنا من الصفر وإنّ التأخر العلمي المخجل في العهدين البهلوي والقاجاري عندما كان السباق العلمي في العالم قد انطلق لتوه، وجَّه لنا ضربةً قوية وأبقانا متآخرين فراسخ عن هذه القافلة المسرعة.
لقد بدأنا الحركة والمسيرة الآن، ونحن نتقدم فيها بسرعة، غير أن هذه السرعة يجب أن تستمر على شدتها لسنين طويلة للتعويض عن ذلك التأخر ولطالما نبهت وحذرت ودعوت بحرارة وحسم وجدّ، الجامعات والجامعيّين ومراكز البحث العلمي والباحثين في هذا الخصوص، إلا أن مطالبتي العامة منكم أيها الشباب الآن هي أن تسيروا في هذا الدرب بمزيد من الشعور بالمسؤولية وكعمل جهادي، لقد تم وضع حجر الأساس لثورة علمية في البلاد وقدّمت هذه الثورة شهداء من قبيل شهداء الطاقة النووية، فانهضوا وافرضوا الفشل والإخفاق على العدوّ الحاقد الذي يضمر لكم السوء ويخاف من جهادكم العلمي أشد الخوف.
نفهم من كلام الإمام الخامنئي أنه يدعو إلى إحياء الحضارة الإسلامية التي قدّمها المسلمون إلى العالم وشكّلت الأساس للحضارة الغربية المعاصرة، هذه الدعوة لا تأتي من فراغ بل مبنية على الوقائع والمصادر الطبيعية والبشرية الموجودة، إيران البلد 18 عالمياً من حيث المساحة وعدد سكانها يشكل 1 بالمئة من سكان العالم وتحتضن أكثر من 7 بالمئة من الثروات الطبيعية في العالم، وهي في المرتبة الخامسة عالمياً من حيث المصادر الطبيعية من أمثال النفط والغاز والذهب والفضة واليورانيوم والفوسفات، كما أنها الثالث في إنتاج الجبس والثامن في إنتاج الحديد والثاني عشر في إنتاج النحاس والرابع عشر في إنتاج الزنك.
إيران اليوم تحتل المرتبة الثالثة عشرة عالمياً في إنتاج الفولاذ وهو إنتاج يعتبر من الصناعات الأساسية ولا يمكن التقدم والتنمية من دون امتلاك هذه الصناعة.
بعد انتصار الثورة الإسلامية اتجهت إيران إلى التوسع في صناعة إنتاج الفولاذ حيث كانت سرعتها في هذا المجال 18 مرة أسرع من المتوسط العالمي، الإسمنت من ضروريات بناء البنى التحتية في البلد لذا أسست إيران هذه الصناعة بعد الثورة والآن هي في المرتبة 11 عالمياً في إنتاج الإسمنت، والألمنيوم هو من أهم الفلزات المستعملة في مختلف الصناعات وإيران اليوم 19 عالمياً في إنتاج هذا الفلز، إيران 16 عالمياً في إنتاج السيارات، 42 مليون إيراني يستعملون الإنترنت وبهذا تحتل إيران المرتبة 17 في العالم، 100 مركز تقدم خدمات الإنترنت إلى المواطنين وهذا ما يجعلها تحتل المرتبة التاسعة عالمياً في هذا المجال، إيران السادس في تقنية النانو، والثاني من حيث تطور علوم الخلايا الجذعية، والثالث عشر عالمياً في العلوم الحيوية، إيران أصبحت من الدول الـ13 التي تمتلك الدورة الكاملة للوقود النووي حيث يتم فيها الكشف عن معادن اليورانيوم واستخراجها وإنتاج الكعكة الصفراء وتحويلها إلى الغاز uf6 في المنشآت الخاصة بإنتاج الوقود النووي بحيث أصبحت من ضمن 14 دولة تملك تقنية تخصيب اليورانيوم، وحسب مؤسسة فوترون العالمية فإن إيران أصبحت إحدى القوى الحديثة في علوم وتقنيات الفضاء والدولة الحادية عشرة في تنمية التقنية الفضائية وفي امتلاك تقنية إطلاق الأقمار الصناعية، حسب نظام تقييم سايماغو (scimago) الذي يصنّف جامعات العالم المسجل في بنك معلومات اسكوبوس على أساس البحوث والدراسات، فإن إيران تحتل المرتبة الـ16 في عدد المقالات العلمية والـ17 عالمياً في الإرجاعات العلمية في سنة 2017 وحسب مجلة نيوساينتيست البريطانية المتخصصة في تقييم سرعة التنمية العلمية لمختلف الدول، كانت إيران سنة 2010 أسرع دولة في تحقيق التنمية العلمية حيث سرعتها تعادل 11 مرة متوسط السرعة العالمية.
تقرير التنمية البشرية السنوي والذي ينشره مكتب التنمية للأمم المتحدة وهو أهم تقرير عن التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العالم، حسب هذا التقرير سجلت إيران أعلى نسبة في التنمية البشرية في العالم خلال السنوات 1980 إلى 2016، حسب تقرير جمعية الاقتصاد العالمية في عام 2016، فإن إيران احتلت المرتبة الـ19 عالمياً من حيث حجم الأسواق.
إيران في المرتبة الثالثة عشرة عالمياً في إنتاج الحبوب، والرابعة عشرة عالمياً في ريِّ الأراضي، وفي المرتبة الحادية والعشرين من حيث مساحة الأراضي الزراعية، والثامنة عشرة في المحاصيل الزراعية، والخامسة عشرة في إنتاج الكهرباء، والسادسة في استعمال الغاز لإنتاج الكهرباء.
إيران هي التاسع عالمياً من حيث عدد الكتب المطبوعة سنوياً، والخامسة عالمياً من حيث عدد خريجي جامعاتها في اختصاصات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات.
هذه الحقائق المعلنة من قبل المؤسسات المعنية العالمية تشير إلى الأرضية الموجودة للانطلاق إلى قمم التطور والتقدم.
إن إيران لا تريد قطع هذا الطريق بمفردها بل تدعو سائر الدول خاصة منها الدول الصديقة وفي مقدمتها دول محور المقاومة إلى السير معها في هذا الطريق لأن ذلك هو ضمان المستقبل الزاهر لنا جميعاً ومصدر قوّتنا في عالم لا يعترف إلا بالقوي.
المستشار الثقافي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سورية

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن