لم يكن الموسم الحالي فأل خير على سلة رجال الجيش، فبعد أن ظفرت بثنائية الدوري الكأس لثلاثة أعوام متتالية، قدم الفريق هذا الموسم مستويات متفاوتة ما بين الرفض هنا والقبول هناك، ولم يكن لأحد أن يتوقع هذا الأداء المخجل والنتيجة المتواضعة التي لا تتناسب مع ما تقدمه الإدارة للعبة بشكل عام، ففريق الرجال يعيش في حالة مثالية من الاستقرار بجميع أنواعه، وجميع المشكلات التي تعصف بباقي الأندية هو بمنأى عنها، لكن الحصاد هذا الموسم لم يكن موازياً لحجم العطاء الذي تقدمه الإدارة من رواتب خيالية، ومقدمات عقود يحلم بها جميع لاعبي الأندية، ومع ذلك كبا الفريق في مسابقة كأس الجمهورية ومني بخسارات مؤلمة وقاسية على أرضه وبين جمهوره، ولم تتمكن محاولات مدربه من فعل شيء، فانقطعت خطوط الاتصال بين اللاعبين ومدربهم، وبدا الفريق في أغلبية مبارياته خارج التغطية، وودع المسابقة خالي الوفاض دون نتائج جيدة تذكر.
استقالة
هذه الخسارات المؤلمة دفعت بمدرب الفريق خالد أبو طوق إلى تقديم استقالته، لكن الإدارة كانت واعية ومدركة أن أي تغيير بالجهاز الفني بالوقت الحالي سيساهم في إحداث شرخ فني كبير، لا يستطيع أي مدرب جديد مهما علا شأنه رأبه، وسيدخل الفريق في دوامة قد تؤثر على نتائجه، ويخسر ألقابه التي حققها لسنوات متتالية، لذلك تعاملت مع موضوع الاستقالة بإيجابية، ورفضت موضوع الاستقالة برمته، لكون المدرب أبو طوق يعد من أكثر المدربين الذين حققوا نتائج جيدة مع سلة الجيش في السنوات الخمس الأخيرة، وهو مدرب مفعم بالنشاط والحيوية، وقادر على تقديم أشياء جديدة للفريق في المرحلة القادمة، واعتبرت الإدارة أن نتائجه في كأس الجمهورية عبارة عن سحابة صيف ما لبثت أن تلاشت دون رجعة، وهي لا تتكرر أبداً في هذا الموسم، لكن خروج الفريق من المنافسة رغم فوزه بحلب على فريق الاتحاد لم يشفع له بالبقاء بين الكبار بسبب فارق النقاط الذي صب في مصلحة الاتحاد، فبدأت للتو بعض الأيادي الخفية تلعب من وراء الكواليس ضد بقاء المدرب أبو طوق الذي وصل لقرار نهائي وابتعد عن الأجواء بعدما شعر بأن هناك أموراً تجري ضده، وموافقة الإدارة كانت جاهزة على طلبه.
البديل
بعد استقالة المدرب أبو طوق بحثت الإدارة عن البديل لكون الفريق بحاجة للخروج من أزمته الفنية، وبعد دراسة متأنية والكثير من الاتصالات توصلت إلى اتفاق مع المدرب هادي درويش الذي لم يتمكن من إعطاء الإدارة الموافقة النهائية لكونه مرتبطاً بعقد تدريبي مع اتحاد السلة والمنتخب الأول، فبقيت الإدارة تدور في حلقة مغلقة بعدما وجدت نفسها أمام واقع صعب لعدم وجود المدرب البديل، لكون الفريق يتمرن بلاعبيه الشباب حالياً مع المدرب المساعد مجد شاهين بسبب تواجد خمسة من لاعبيه الأساسيين مع المنتخب الأول.
فرج وتوقيع
وقد علمت «الوطن» من المدير الفني لسلة الجيش الكابتن أبي دوجي أن الإدارة توصلت قبل أيام قليلة لاتفاق نهائي مع المدرب هادي درويش، وتم توقيع العقد لمدة عام كامل وبراتب شهري قدره 450 ألف ليرة شهرياً، وسوف يباشر الدرويش مرانه مع الفريق بعد انتهاء المنتخب من مباريات النافذة الأولى من التصفيات الآسيوية.
يذكر أن الدرويش سبق له أن درّب أندية عديدة ابتداء من الوحدة وقاسيون والجلاء وانتهاء بسلة الجيش، وقاد منتخب سورية في العديد من البطولات الخارجية وحقق نتائج مقبولة.