الجيش يتقدم في ريف حلب الجنوبي الغربي ويقطع الطريق القديم بين المدينة وإدلب
| حماة- محمد أحمد خبازي - دمشق- الوطن- وكالات
مع التزامه باتفاق «سوتشي» لعام 2018 الخاص بمنطقة خفض التصعيد في إدلب ومحيطها أحرز الجيش العربي السوري أمس مزيداً من التقدم في عمليته العسكرية ضد الإرهابيين بسيطرته على عدد من البلدات والقرى بريف حلب الغربي تحاذي الطريق الدولي «m5»، بالترافق مع اقتحام وحدات منه بلدة معارة النعسان بريف إدلب الشمالي الشرقي عند الحدود الإدارية المشتركة مع محافظة حلب.
وذكر مصدر ميداني لـ«الوطن» أنه بعد أقل من 24 ساعة على تحرير قرى البوابية والكسيبية وتل حدية والزربة والبرقوم ومركز البحوث الزراعية «إيكاردا» بريف حلب الجنوبي الغربي والواقعة شرق الطريق الدولي المعروف بـ«m5»، واصلت وحدات الجيش عملياتها ضد مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحررت قرى كفر حلب وكماري وقناطر وجدرايا بريف حلب الغربي والواقعة غرب الطريق الدولي حلب – إدلب «m5»، وذلك بعد القضاء على آخر تجمعات الإرهابيين فيها.
ولفت المصدر إلى أن تقدم الجيش شلّ تحركات مسلحي «النصرة» في المحور الجنوبي الغربي لمدينة حلب.
وأشار المصدر إلى أن وحدات الجيش نفذت رمايات كثيفة بسلاح الراجمات ضد المجموعات الإرهابية وتحصيناتها في قرية معارة النعسان موقعة في صفوفها قتلى ومصابين ودمرت تحصيناتها وآليات لها.
وأكد المصدر أن وحدات الجيش تستمر بالتقدم وتحقيق المزيد من الانتصارات ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة، لافتاً إلى أهمية التقدم على محور طريق حلب- دمشق انطلاقاً من جسر قرية البرقوم 17 كم عن مدينة حلب وبقية محاور الاشتباك على اتجاه المدينة.
وحسب المصدر فإن انتزاع الجيش بلدتي جدرايا وكفر حلب الواقعتين جنوب شرق مدينة الأتارب قطع الطريق القديم الواصل بين مدينتي إدلب وحلب والذي يوازي أوتستراد حلب – دمشق «M5» ويبعد عنه نحو 15 كيلومتراً.
هذا التقدم يأتي في وقت يقترب فيه الجيش من السيطرة الكاملة على القرى والبلدات الواقعة على الجهة الشرقية من الطريق الدولي «M5»، التي بسيطرته عليها يكون الطريق الدولي بالكامل تحت سيطرته.
ويعد الطريق الدولي «M5» شرياناً حيوياً يربط الحدود السورية التركية شمالاً، بالسورية الأردنية جنوباً مروراً بالمنطقتين الوسطى والجنوبية بما في ذلك العاصمة دمشق.
ولم توقف الظروف الجوية الرديئة وخصوصاً البرودة الشديدة، الجيش عن زحفه المقدس لتحرير ما تبقى من القرى في الريف الإدلبي من الإرهابيين، وملاحقة فلولهم إلى أبعد نقطة يمكنه بلوغها وتحريرها من قبضتهم وإعلانها خالية من الإرهاب.
وبيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العاملة بريف إدلب اقتحمت بلدة معارة النعسان بريف إدلب الشمالي الشرقي عند الحدود الإدارية المشتركة مع محافظة حلب وخاضت مع الإرهابيين اشتباكات ضارية كبدتهم خلالها خسائر فادحة بالأفراد والعتاد ودمرت لهم عتادهم الحربي ومنه سيارات بيك آب مزودة برشاشات متوسطة وثقيلة.
وأوضح المصدر، أن وحدات أخرى من الجيش كانت قد استهدفت بالمدفعية الثقيلة مجموعات إرهابية اعتدت فجر أمس على نقاط لها بقذائف صاروخية واحتمت من ضرباتها بمطار تفتناز العسكري بريف إدلب الشرقي، وهو ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين ومن عناصر قوات الاحتلال التركي أيضاً التي كانت تقدم الدعم للإرهابيين.
كما استهدف الجيش بصاروخ موجه مجموعات إرهابية على محور كفرومة بريف إدلب الجنوبي ما أسفر عن مقتل العديد من أفرادها وإصابة آخرين إصابات بالغة.
ولفت المصدر إلى أن الطيران الحربي السوري والروسي شن غارات مكثفة قبل ظهر أمس على تحركات لـ«النصرة» وحلفائه غرب إدلب وبمحيط بلدة أبين سمعان أيضاً وهو ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين وتدمير عتادهم الحربي.
في المقابل وفي ظل الهزيمة النكراء والمدوية للإرهابيين، نفذ الاحتلال التركي ومرتزقته من الإرهابيين قصفاً صاروخياً مكثفاً على مواقع قوات الجيش في ريف إدلب الشرقي بسراقب وقرى بريفها، وذلك بالتزامن مع تحركات لقوات الاحتلال التركي ومرتزقتها انطلاقاً من بلدة النيرب بريف حلب، وفق ما ذكرت مصادر إعلامية معارضة.
ووسط التقدم الكبير الذي أحرزه الجيش في ريف إدلب وسيطرته مؤخراً على مدينة سراقب الإستراتيجية وإخراج الإرهابيين والمسلحين منها، فضلاً عن استعادته مساحات جغرافية تزيد على 600 كيلومتر مربع، وإحكام السيطرة على عشرات البلدات والقرى والتلال في شمال غرب البلاد، أفادت وسائل إعلام معارضة بأن النظام التركي الداعم للإرهابيين نقل أكثر من 1300 مركبة عسكرية وما يزيد على 5000 جندي إلى إدلب خلال الأسبوع الأخير، في ظل التقدم الكبير للجيش العربي السوري في ريف محافظتي إدلب وحلب.