غوبلز كذاب… قال اكذب ثم اكذب ثم اكذب تصبح الكذبة حقيقة.
أبداً مهما كذبت ومهما كررت الكذبة فلن تتحول إلى حقيقة.
نشطاء التنمية البشرية يقولون لك انظر في المرآة وخاطب نفسك… أنت ناجح.. أنت وسيم… أنت سعيد، مهما تحدثت إلى المرآة فلن تشاركك الكذبة، فإن لم تكن وسيماً فلن تكون وسيماً بهذه الشعوذة التنموية!! وإن لم تكن سعيداً فلن تصبح سعيداً بالكذب على نفسك.
بعد كل الكوارث التي حلت بالبلد ما زال الخطاب يحمل في داخله كل أدوات «التجميل»!
كل القضايا التي يجب معالجتها بالمناقشة الصادقة والواضحة يتم التحايل عليها بالتبرير والتسويف وتكرار ما تم تجريبه سابقاً.
كيف يمكن أن نخطو إلى الأمام ونحن ما زلنا نقوم بالخطوات السابقة ذاتها؟!
أكثر الأشياء المحبطة حالياً أنه لا نقاش صريحاً وجدياً في أي من الموضوعات التي نعانيها.
يمكنك أن تضع قائمة طويلة من القضايا التي تحدثنا عنها طويلاً، لكن لم يتم إجراء تقديم ولو بسيطاً فيها والسبب أننا ما زلنا نناقشها «بنعومة».
لا أحد يضع النقاط على الحروف بشكل مباشر ويتحدث بصراحة، مجرد كلمات تجميلية وتسويقية ونبدأ القصة من جديد.
نعتمد على الزمن وحده لتغيير الأوضاع، والذين ينتظرون غودو لن يأتي ولن تأتي معه الحلول التي لم نصنعها بأنفسنا.
في بلادنا حملة «تجميل» للوقائع.. لكن مثل هذه الحملات المستمرة غير مفيدة ومحاولة إخفاء الأوساخ تحت السجادة ليس بالأمر المفيد.
المجتمع يشارك بلعبة التجميل، فحتى على مستوى القضايا الاجتماعية نمارس التقنية نفسها.. لا أحد يواجه المشاكل كما هي…. المجتمع يتواطأ مع الكذب ويسوقه بطريقة ما وهنا أتحدث عن النفاق الاجتماعي وحالات الشيزوفرينا التي نعانيها في كثير من القضايا التي تواجهنا.
نحن بحاجة إلى بيوت صراحة وأن نلعب جميعاً لعبة الصراحة على جميع المستويات العامة.
من الطرق المتبعة في ذلك أن تحصل ورشات تضم خبراء ومتخصصين مع صناع القرار تكون أشبه بالعصف الفكري والتحدث بلا سقف وأقنعة ومكتوب على باب القاعة ممنوع المكياج.
في واحدة من الأسئلة المحرجة: ما الفائدة في الظروف الصعبة أن يعلم المواطن كم الظرف صعب؟
لدى بعض المسؤولين قناعة أن مصارحة الناس لا تفيدهم، كما أنها تمثل إحراجاً شخصياً للمسؤول الذي يواجه الناس بالحقائق المرة.
باعتقادي أن الصراحة مفيدة هنا أكثر من التجميل، لأن المواطن يصبح أكثر إدراكاً لما يجري بدل أن يكتشف بالممارسة وعلى أرض الواقع حجم الكذب الذي مورس عليه.
أخيراً:
لا أدري حجم إنفاق السوريات على التجميل… لكن من المؤكد أن إنفاق كل السوريين على تجميل الوضع العام كان كبيراً ومثلما الكثير من عمليات التجميل لا يجعل النساء أجمل، كذلك الكثير من حملات التجميل جعلنا أبشع.
أقوال:
• السعادة هي السبيل الأجمل للحصول على الماكياج الأنجح.
• أفضل طريقة لإلزام الناس أن يقولوا فينا خيراً هي أن نصنع الخير.
• لا يتم حسن الكلام إلا بحسن العمل، كالمريض الذي علم دواء نفسه، فإذا هو لم يتداوَ به لم يغنه علمه.
وخزة
في الصين اتهم المسؤولون المحليون الطبيب الذي كشف وحذر من كورونا بأنه يثير الشائعات!!