برعاية الرئيس الأسد غداً افتتاح المؤتمر العام السابع والعشرين لنقابات العمال … القادري لـ«الوطن»: مشاركة دولية وعربية و479 ممثلاً للعمال لرسم ملامح المرحلة النقابية القادمة
| محمود الصالح
برعاية رئيس الجمهورية بشار الأسد وتحت شعار «وطن بنيناه بعرقنا نحميه بدمائنا «تبدأ غداً الخميس فعاليات المؤتمر العام السابع والعشرين للاتحاد العام لنقابات العمال، من خلال حفل الافتتاح الذي يقام في قصر الفيحاء في دمشق، والذي تلقى فيه كلمات ممثل راعي المؤتمر، ورئيس الاتحاد العالمي لنقابات العمال مزواندل مايكل ماكوايبا، والأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن، وارزوقي مزهود الأمين العام لمنظمة الوحدة العمالية الإفريقية، وجمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية.
ويقدم خلال حفل الافتتاح أوبريت «سورية بلاد الشمس» يلخص مسيرة الحركة النقابية والإنجازات منذ تأسيس الاتحاد العام للنقابات العمال في سورية في عام 1938 وحتى الآن، ويشارك في حفل الافتتاح أعضاء القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، ورئيس وأعضاء الحكومة، وأعضاء الجبهة الوطنية التقدمية ورؤساء الأحزاب السياسية، والمديرون العامون للمؤسسات الإعلامية، وعدد من السفراء المعتمدين في سورية، واتحادات العمال في مصر والجزائر وفلسطين والعراق، ومنظمة العمل العربية، وتستمر فعاليات المؤتمر أربعة أيام تختتم يوم الأحد القادم بانتخاب المجلس العام للاتحاد العام لنقابات العمال، والمكتب التنفيذي للاتحاد العمال لنقابات العمال.
ويعتبر المؤتمر العام لنقابات العمال محطة مهمة في مسيرة التنظيم العمالي، نتيجة تقييمه مرحلة العمل السابقة، ووضع إستراتيجية للمرحلة القادمة التي تستمر أربع سنوات. «الوطن» التقت رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري، للحديث عن أهمية هذا المؤتمر والقضايا التي سيناقشها فقال: يكتسب المؤتمر أهميته من كونه يجسد التزاماً بنّاءً بالأطر والقوانين التي تحكم العمل النقابي الوطني، وتتويجاً للعملية الانتخابية التي شهدتها مختلف هياكل تنظيمنا النقابي القاعدية والقيادية، والتي بدأت منذ تشرين الأول من العام الماضي بالقواعد العمالية ابتداء من اللجنة النقابية واستمرت حتى الشهر الأول من العام الحالي، وأسفرت عن انتخاب أكثر من 20 ألف كادر عمالي على مختلف مستويات العمل النقابي، وساد هذه العملية الانتخابية أجواء من الديمقراطية وحرية الترشيح وحق الاختيار، وعكست وعياً نقابياً رفيعاً أفرز قيادات نقابية جديدة، وجدد الثقة بقسم من القيادات الخبيرة التي أثبتت أهليتها لثقة العمال من خلال عملها المثابر ونضالها المتواصل للدفاع عن حقوق عمالنا ومصالحهم وانشغالاتهم.
وبين القادري أن القراءة الموضوعية للانتخابات العمالية وفقاً للمعطيات التي أفرزتها تؤكد على قدرة تنظيمنا النقابي على التجدد والتجديد واستمرار العطاء وفق أسس ثابتة تقوم على ديمقراطية تشكل المرتكز الأساسي لحركتنا النقابية، وتؤكد أيضاً حيوية وتماسك حركتنا النقابية وقدرتها على ضخ دماء جديدة ومواكبة روح العصر مع التمسك بالثوابت الطبقية والوطنية، حيث بلغت نسبة التجديد في هذه الانتخابات 65 بالمئة في المؤتمرات الانتخابية لاتحادات عمال المحافظات، ونحو 80 بالمئة في انتخابات متممي النقابات إلى مؤتمرات اتحادات المحافظات، في حين تجاوزت 50 بالمئة في مكاتب النقابات، وصولاً إلى أكثر من 55 بالمئة باللجان النقابية، في حين بلغت النسبة المئوية للمرأة العاملة في مجمل هذه العملية أكثر من 23 بالمئة.
وأوضح القادري أن المؤتمر العام السابع والعشرين يأتي ليتوج العملية الانتخابية المتواصلة منذ أيلول الماضي، في ظل تمثيل واسع لمختلف قطاعات عمال الوطن حيث يشارك فيه نحو (479) مندوباً من اتحادات عمال المحافظات والاتحادات المهنية من نقابيي ونقابيات سورية وتحضره وفود عربية وأجنبية، إضافة إلى شخصيات نقابية وحزبية وإعلامية وسياسية، حيث سيشكل هذا التمثيل الواسع في المؤتمر تظاهرة حاشدة داعمة لصمودنا الوطني. مضيفاً: كذلك سيكون المؤتمر منبراً للنقاش والحوار الشفاف والبناء لكل القضايا العمالية والوطنية المطروحة على جدول الأعمال، وهي القضايا التي تتناول هموم العمال ومشاكل الإنتاج واستنهاض الطاقات الوطنية في معركة إعادة الإعمار والبناء ودعم الصمود الوطني وتعزيز القدرات الذاتية في مواجهة الأخطار والتحديات والحرب الإرهابية العدوانية التي تشن على وطننا منذ أكثر من تسع سنوات، والحصار الاقتصادي الجائر المفروض على شعبنا وغيرها من الحروب متعددة الأشكال التي تستهدف وعينا ووجودنا في ظل ظروف بالغة الدقة والحساسية، واستمرار تكالب قوى العدوان وأدواتها الإرهابية على وطننا الصامد، مع استمرار حربنا على الإرهاب وتطهير أجزاء واسعة من الأراضي السورية من رجس الإرهابيين بفضل بطولات وتضحيات جيشنا الباسل وصمود أبناء شعبنا خلف القيادة الحكيمة والشجاعة للسيد الرئيس بشار الأسد.
وأشار إلى أنه سوف يتم مناقشة التقارير الاقتصادية بحضور أعضاء الحكومة، والتقارير النقابية والخدمية المقدمة من المكتب التنفيذي، وقال: لذلك يجب أن نضع على سلم أولوياتنا قضايا أساسية تتمثل في المساهمة الفاعلة في حماية الاستقلال والسيادة الوطنية، كذلك التصدي للحصار الاقتصادي الجائر والإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تستهدف شعبنا، من خلال الاستمرار بالعمل وإنتاج مقومات الصمود ومتطلبات الحياة للشعب السوري، ومواصلة الدفاع عن القطاع العام والعمل لإصلاحه وتطويره وتوسيعه وتخليصه من كل المعوقات والعراقيل التي توضع في طريق نهوضه من جديد، إضافة إلى دعم القطاع الخاص الوطني وتيسير أعماله والتعاون مع الجهات المعنية في إزالة كافة المعوقات التي تعترض العملية الإنتاجية فيه.
وأكد القادري أنه لا بد لنا جميعاً من العمل بكل الوسائل لإعادة إعمار سورية بشكل يعيدها إلى ما كانت عليه من ازدهار ونهضة وتطور قبل الحرب القذرة على وطننا وشعبنا، وإعادة بناء ما دمره الإرهاب من مواقع عمل في القطاعين العام والخاص، وتحسين ظروف وشروط العمل لعمال الوطن في مختلف القطاعات وتعديل الأنظمة والقوانين الناظمة للعمل.
وأضاف: إن الطبقة العاملة السورية وحركتها النقابية التي بقيت طوال تاريخها تفدي الوطن بالأرواح فساهمت في صنع الاستقلال وقدمت آلاف الشهداء في السنوات القليلة الماضية، ستبقى كما عرفها شعبنا تدافع عن الوطن بيد وتبني باليد الأخرى، والمؤتمر العام السابع والعشرون سيكون محطة نضالية جديدة لعمالنا وحركتنا النقابية تغني هذا الإرث النضالي وتدعمه بالجديد من المهام والمسؤوليات في افتداء الوطن وتمثل قيم وتوجيهات قائد مسيرتنا المفدى الرئيس بشار الأسد الذي يقود سورية بحكمته وشجاعته من نصر إلى آخر ضد أعتى حرب كونية استعمارية صهيونية إرهابية رجعية عرفها التاريخ المعاصر.
وشدد القادري على أن المرحلة المقبلة تتطلب تقديم الأفضل، فليكن مؤتمرنا وما سيتمخض عنه من نتائج وقرارات واقتراحات مثال وأنموذج يحتذى نحو انطلاقة جديدة في شتى المجالات… فإلى نجاح المؤتمر العام السابع والعشرين نتطلع ونبذل كل جهد للوصول إلى ما نبتغيه ونريده، ما يعبد الطريق والسبل أمام نضالات جديدة تدعم مصالح عمالنا والمصلحة الوطنية العليا.
في اليوم الثاني هناك وقفة تضامنية مع عمال وشعب فلسطين بحضور جميع أعضاء وضيوف المؤتمر، وهذه الوقفة لمواجهة صفقة القرن، ولتوجيه التحية لأبناء الجولان العربي السوري المحتل لصمودهم في مواجهة الاحتلال الصهيوني ورفض الهوية الصهيونية التي تصادف ذكراها الرابع عشر من شباط وهو الموعد المحدد ذاته لهذه الوقفة التضامنية. وينبثق عن المؤتمر عدد من اللجان لمناقشة كافة التقارير ومشاريع القرارات التي سيتخذها المؤتمر، وفي الختام يتم انتخاب المجلس العام للاتحاد العام لنقابات العمال، والمكتب التنفيذي لمدة خمس سنوات قادمة.