ثقافة وفن

الهدايا تتنوع مع ثبات اللون الأحمر في عيد الحب … تقليدٌ متبعٌ في الاختيارات منها ما زالت حتى الآن وبعضها جاء بالمصادفة

| سوسن صيداوي

في عيد الحب تكثر الهدايا التي ترمز إلى ما يثيره العشق والهيام من مشاعر تبعث في النفس المتعة واللذة والرغبة في الآخر، لهذا تتنافس المحال التجارية على تقديم كل ما يؤكد على رومانسية الحب وكل ما أمكن في التعبير عن حب الشريك والرغبة في التمتّع بمشاعر حبه ووصاله. وفي الرابع عشر من شباط اعتاد العشاق أن يجعلوا من يوم عيد الحب يوماً مميزاً يليق بكل محب وعاشق، وحتى درجت العادة أن يمتد شعور الحب نحو أشخاص تربطنا بهم مشاعر نقية وصافية من ودّ واحترام ورأفة واليوم وحول الاختيارات المتنوعة نأتي إليكم ببعض مما يختاره محتفلو هذا اليوم من اختيارات للهدايا.

عشق الشوكولا

لطالما حملت الشوكولا تعابير الجاذبية والسحر في اليوم الأكثر رومانسية -عيد الحب- من العام، وفي تقديمها كهدية تكون بوحاً عن مشاعر الحب، كونها غذاء أو بالأصح تحلية هي بمثابة غذاء الحب، فهي تدل على الرغبة، المتعة والشغف، ومذاقها الغني واللذيذ يرفع منسوب السعادة ويزيد في توليد مشاعر الحب والرومانسية، فلا شيء يذوّب القلب كشوكولا عيد الحب، سواء أكانت مصنوعة مع الحليب، أم سوداء داكنة، أم محشوة باللوز أم الجوز أم البندق، ومنها ما تتميز بنكهة النعناع، أو التوت، فبكل أنواعها وأشكالها هي حلوى تبعث برسالة حب، رغم أنها قد لا تدوم طويلاً على اللسان، إلا أن ما تخلّفه من شعور محبب لا يدركه إلا من يعشق هذه الحلوى. وهذا الأمر ليس حديثاً بل يعود إلى عصور قديمة، ففي تاريخ أميركا الوسطى كانت إحدى أهم ركائز الفخامة، وتحظى بتقدير كبير في أوساط الطبقة الراقية والمجتمعات الثريّة، الذين كانوا معروفين بتذوق شراب الكاكاو مع دقيق الذرة والفانيليا والعسل والفلفل الحار، هذا عدا قيمتها حيث بلغت قيمة حبوب الكاكاو بغلاء سعرها لتشبّه بالذهب، وحتى كانت تستخدم لدفع الضرائب المفروضة من قبل الحكام في عهد الأزتيك.
هذا واجتاحت الشوكولا أوروبا، وحتى عندما تزوج لويس السادس عشر في عام 1770 من ماري أنطوانيت، جلب لها صانع الشوكولا الشخصي إلى قصر فرساي وأصبح معروفاً بـ«صانع الشوكولاته الخاص بالملكة».

دبدوب الحب

تنتشر بالأسواق دمية الدب المحشية، وفي يوم الحب تكون أكثر رواجاً وتغص بها كل المحال التجارية وتكون متنوعة بكل الألوان والأحجام، وعن سبب انتشار هذه اللعبة نعود بالزمن إلى ما قبل 114 عاماً، وتحديداً يوم 15 شباط 1903، وهنا كُشف عن أول لعبة من الدب الشهير Teddy bear، التي صممها صاحب محل ألعاب يدعى (موريس ميشتوم) في النافذة الأمامية لمتجره، ومنذ ذلك الوقت اكتسب الدب شهرة عالمية واسعة، ووراء اختراع هذه الدمية المحشوة اللطيفة المشجعة للعناق والباعثة للطمأنينة والحب، قصة اشتُهر بها الرئيس الأميركي السادس والعشرون (ثيودور روزفلت)، الذي كان يقود رحلات صيد دائمة، فخلال إحدى جولاته بجنوب إفريقية قتل أكثر من 6000 حيوان، ولكن وفي إحدى الرحلات لصيد الدببة السوداء، كان روزفلت محبَطاً لأنه لم يجد ما يصطاده في اليوم الأول من الرحلة، ولكن في اليوم التالي، أحضروا له «دبة» كان دليل الصياد الخاص بـ(روزفلت)، قد ضربها بظهر بندقيته وربطها بشجرة، وزمّر مستخدماً بوقاً لإعلام (روزفلت) للعودة لنيل شرف إطلاق النار عليها، لكنّ الأخير رفض إطلاق النار على «الدبة» الأنثى كونه وجدها مجروحة ومصابة بالدوار ومربوطة، نشرت هذه الحادثة في الصحف والجرائد، واعتبر موقف (روزفلت) برفض قتل الدب، موقفاً إنسانياً نبيلاً منه.
وحتى نُشر حينها رسم كاريكاتيري لـ«كليفورد بيريمان» في صحيفة (The Washington Post) تحت اسم «وضع الحدّ في نهر المسيسيبي» وأظهر الرسم (روزفلت)، قد أحنى سلاحه أمام «الدبة» العاجزة الجاثية على ركبتيها بعينيها الكبيرتين الخائفتين، والتي ظهرت في الرسم رقيقة، ومن هنا انتشرت الدمية الدب «دب تيدي» حول العالم وأصبحت مدلولاً للحب والعناق والطمأنينة، وأخيراً اختير اسمها تيمناً بلقب (روزفلت) الذي اشتُهر به.

الوردة الحمراء

درجت العادة بأن يُحتفل بعيد الحب باللون الأحمر، فكل ما سيتم الاحتفال به أو يقدم من هدايا لابد أن تتزين باللون الأحمر، والذي هو من الألوان النارية والتي تُعبّر عن الجرأة والقوة والحب، وبحسب علماء الطاقة هذا اللون له تأثير قوي على الجهاز العصبي، ويعزز روح الانتماء، ولكن عن تبادل الورود الحمراء يعود هذا الربط- كما يقال- إلى القدم، ففي عهد الرومان كانت الوردة المفضلة لـ«فينوس» آلهة الحب والجمال هي الوردة الحمراء، حيث ساد اعتقاد عند الرومان بأن الورود كلها كانت بيضاء، ولكنها تحولت إلى اللون الأحمر بسبب دماء «فينوس»، حيث جُرحت قدماها بأشواك الورد عندما كانت تحمي حبيبها من غضب إله الحرب.
وعبر العصور والحضارات الأخرى بقي للوردة الحمراء مكانتها وشعبيتها، وحتى في الحضارة الفرعونية، فلقد كانت عندهم تمثل رمزاً مقدساً لدى العديد من الآلهة كـ«إيزيس».

عبير العطور

الهدية هي الزينة التي تُدخل الفرحة إلى قلب من نحب، وصحيح أن العطور هدية كلاسيكية، وتكون في معظم الأحيان متوقعة وربما مملة، ولكن إن تم انتقاؤها بدقة وذكاء ورقي فستتحول من هدية فالانتاين تقليدية إلى هدية فالانتاين رائعة تنال إعجاب الشريك وتحرك مشاعره. وهنا لابد من الإشارة إلى أن العطر هو الهدية الأنسب في كثير من دول العالم حيث تتنافس شركات العطور العالمية لطرح أفضل منتجاتها عندهم، بل وتقدم لهم ما يكون أكثر دلالة على الحب والرومانسية وبطريقة مبهرة في طريقة العرض والتغليف باللون الأحمر لتحفيز الشاري لانتقاء العطور المناسبة للشريك.
وبقي أن نذكر هنا بأن اختلاف العطور يعود لاختلاف شخصية مقتنيها، بمعنى أنه عند اختيار العطر كهدية يجب أن يكون المشتري على علم تام بشخصية الشريك الذي سيستخدم هذا العطر الذي يعبر تماماً عن شخصيته وأسلوبه، فمن الجيد معرفة النوع المرغوب كي يكون العطر هدية جذابة ومناسبة لعيد العشاق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن