رياضة

حصاد هزيل لكرة الاتحاد في ذهاب الدوري الممتاز … فريق متواضع فنياً ومشكلات عاصفة بين المدرب ولاعبيه!؟

| حلب – فارس نجيب آغا

لم تحمل نهاية مرحلة الذهاب من بطولة الدوري الممتاز ما كانت جماهير الاتحاد تتمناه لفريقها، ولم تشفع ملايين الشركة الداعمة التي فعلت ما عليها وزيادة بأن تخرج كرة (الأهلي) بموقع يليق بها عطفاً على ما أنجز خلال الأشهر الماضية وإن كنا نضع إشارة استفهام حول الوضع الإداري الهش الذي أدى لنشوب صراعات داخلية بين المدرب ولاعبيه في ظل غياب الفكر الاحترافي والتعامل بطريقة شعبية بين الجانبين!؟ مع فراغ كبير خلفه عدم وجود شخصية قيادية مرجعية تنهي حالة الجدل الحاصلة وتكون جسر تواصل في كثير من القضايا والتراكمات التي أفرزتها المباريات ونحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن أحد، فالكل ملام والكل يتحمل والفريق بكامل أفراده لاعبين وطواقم فنية وإدارية تتحمل النتيجة كونها منظومة عمل واحدة لا يمكن تجزئتها.
كرة الاتحاد خرجت من القسم الأولى لبطولة الدوري متأخرة عن المتصدر تشرين بفارق ثماني نقاط مع لاعبين كلفوا الملايين ومدرب قيل إنه عالي الجودة فنياً لكن لم يظهر ذلك على الأرض مع الكثير من النقاط التي أثيرت حول أسلوبه وعقلية شابها الكثير من الحدة عبر تعامله بطريقة غريبة مع الأحداث أدت لصدامات عنيفة مع اللاعبين، ناهيك عن الطلبات التعجيزية مطالباً بفسخ العقود كلما حدث صدام مع اللاعبين وهو شيء تعدى حدود المنطق وظاهرة غريبة لم نعتدها لكنه بالمقابل عرف كيف يتفوق إعلامياً لكنه خسر بالمقابل ميدانياً وهو نتاج ما زرعه، فعندما تغيب الثقافة ويحل مكانها القدح والذم لمعظم كيان نادي الاتحاد عبر تطاوله على المسؤولين لنعلم إلى أين وصلت حالة التدهور؟! كل ذلك بل وأكثر دون أي ردة فعل من قبل مجلس الإدارة التي بادرت للطلب من اليعقوبي بتقديم تقرير فني عن المرحلة الماضية، علماً أن المرحلة ليست بحاجة لشرح وافٍ وكل شيء مكشوف والنتائج تتحدث وحدها لكن المذكور رفض تسليم التقرير إلا بوجود رئيس النادي وهو شيء فيه قلة احترام للمسؤولين، والسؤال المطروح الآن: لو كان المدرب وطنياً ابن جلدتنا هل كان سينعم بهذه المعاملة والحنان وهل سيتم الصبر والحفاظ عليه مع تحفظنا على أشياء كارثية حدثت لن نتناولها اليوم؟!
وفي مقارنة بسيطة نجد أن الفريق أنهى مرحلة الذهاب من الموسم الماضي متخلفاً عن المتصدر بفارق سبع نقاط مع الكابتن أحمد هواش ولم يكن حينها ذلك الوفر المالي والدعم الكبير وتمت إقالته بحجة تردي النتائج على عكس الموسم الحالي الذي أبرمت فيه عقود بالملايين مع تكلفة للمدرب تصل لما يقارب ثلاثة عشر مليون ليرة سورية شهرياً لينهي مرحلة الذهاب متخلفاً عن المتصدر بفارق ثماني نقاط مع حزمة من الخلافات والجدل الذي أثاره شخصياً على منصات مواقع التواصل من خلال مبرراته التي ساقها، ولا يمكن لعاقل أن يأخذ بها ويتعاطف معها؟! فماذا استفادت كرة الاتحاد وهل الحفاظ على هذا الواقع سيعيد لها هيبتها وستتحسن نتائجها في مرحلة الإياب؟

فقدان للثقة

لن نخلي ساحة اللاعبين من النتائج المسجلة ولن يكونوا خارج سهام النقد فهناك عدد لا بأس به يغرد خارج السرب، بمعنى لا يؤدون مقابل ما نالوه من مبالغ ضخمة جداً ونعتقد أن التعاقدات التي أبرمت معهم كانت مبالغ فيها من حيث القيمة التي لا يستحقونها عطفاً على الأداء الهزيل الذي ظهروا به وكانوا أشباحاً في أرض الملعب!؟ لذلك مجلس الإدارة مطالب بقرارات أشد حزماً وخاصة بعد الهزيمة من الجزيرة والتي نزلت كالصاعقة على الجماهير وهو نتاج الصدام الحاصل بين اللاعبين والمدرب ومن هنا كانت تصفية الحسابات بين الطرفين مع غياب المتابعة والحزم وترك الأمور تسير دون حسيب أو رقيب من قبل مجلس الإدارة فضاعت هيبة النادي، وأهم ما ميز بعض لاعبي الاتحاد ولن نقول الأغلبية هو الهرولة خلف المال ولا شيء سواه دون النظر للمستوى الفني المتراجع وهو شيء يسأل عنه المدرب أيضاً الذي ترك لاعبيه على راحتهم مع زيادة في معدل الوزن وخاصة ضمن معسكر حلب المغلق الذي كان (شوربه) وهو أقرب للتوصيف مع هبوط كبير للبعض الآخر من الناحية الفنية وتقلبات في التشكيل من مباراة لأخرى بحسب الحالة النفسية للمدرب ومدى تأثير الخلافات التي كان لها حيز للأسف عبر تصفية حسابات مع عناصره وغياب تام للروح الجماعية والحالة الانضباطية وشرخ كبير بين الجانبين أدى لفقدان الثقة بين الطرفين.

نصيحة مجانية

عملية اختيار اللاعبين والتوقيع معهم قبل بداية الموسم صحيح أن المدرب لم يكن حاضراً حينها وهو شيء تطرق له اليعقوبي في معرض ما نشره عبر صفحة مساعده صابر بن جبرية مدعياً أنه لا يملك صفحة خاصة عبر بنود عديدة فيها الكثير من الخروج عن الاحترافية لمدرب ينشر الغسيل دون أي اعتبار لاسم النادي ومكانته هو تقليل من الاحترام وغياب للثقافة والمهنية عبر رمي الكرة بملعب الآخرين وننتظر ما ستخرج به إدارة النادي حيال هذا التصرف وما ستفرضه من عقوبات يجب أن تطوله وتطول اللاعبين وأن تخلو من الشفقة وتكون بذات الوقت رادعة وعلى قدر الحدث وحالة الفلتان وقلة الاحترام للقميص الأحمر للجميع دون استثناء، وكل ذلك يحتاج بلا شك لشجاعة وتحلٍ بالمسؤولية والتصدي من قبل مجلس الإدارة الذي بات حديث الشارع الرياضي في الأيام الأخيرة بشكل كبير، لذلك القضية تحتاج لاجتماع عاجل وتصدير قرارات تكون على قدر الحدث والأهمية.
أخيراً هي نصيحة مجانية نقدمها للمسؤولين في النادي متمنين منهم الإقدام على تشكيل لجنة كرة قدم تضم خبرات النادي وإطلاق الصلاحيات لها وتكون هي المسؤول الأول والأخير عن الفريق والجهاز الفني أيضاً الذي لا يوجد له مرجعية من حيث المتابعة والمحاسبة دون أي تدخل بعملها بدلاً من حالة الفوضى والفلتان التي تتصدر المشهد منذ أشهر وربما القادم أعظم عبر ما نسجله من مشاهد معيبة بين اللاعبين والجهاز الفني وعدم وجود أحد يردع الطرفين.
يذكر أن الاتحاد حل في المركز السادس بـ 22 نقطة من 6 انتصارات و4 تعادلات و3 خسارات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن