الأولى

86 شخصاً ضحايا تفجيرين «إرهابيين» في أنقرة

الوطن – وكالات :

شهدت العاصمة التركية أمس تفجيرين انتحاريين في محيط محطة القطارات الرئيسية في أنقرة حيث جاء آلاف الناشطين من كل أنحاء تركيا بدعوة من مختلف النقابات ومنظمات غير حكومية وأحزاب اليسار وفي مقدمتها «حزب الشعوب الديمقراطي»، للتجمع تنديداً باستئناف الحرب بين أنقرة والمتمردين الأكراد ما أدى لمقتل 86 شخصاً على الأقل بحسب حصيلة (قابلة للارتفاع) أوردها وزير الصحة محمد مؤذن أوغلو مساء أمس.
بعض المراقبين رأوا أن التفجيرين ترافقا مع الرفض التركي الشديد للعمليات العسكرية الروسية ضد معاقل مسلحي المعارضة في سورية، التي تسقط حلم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإقامة منطقة «حظر جوي» شمالها، في حين ربط معارضون أتراك بين توقيت التفجيرين والاستعدادات التي يقوم بها أردوغان وحزبه «العدالة والتنمية» لانتخابات تشريعية مبكرة في تشرين الثاني المقبل، في ظل مواجهات دامية ويومية بين قوات الأمن التركية ومتمردي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد المأهول بأغلبية كردية.
ففي رد فعل على التفجيرين قال رئيس حزب الشعوب الديمقراطي، أبرز حزب مؤيد للأكراد في تركيا، صلاح الدين دميرطاش: «إن القوى التي تقف وراء الانفجارين معروفة ونحن الآن أمام مفهوم دولة تحولت إلى مافيا يقودها سفاح يرتكب جرائم قتل متسلسلة»، على حين قال الحزب في بيان إن أعضاء بحزبه استهدفوا بشكل خاص في الانفجارين.
وكان المغرد التركي الشهير على موقع تويتر فؤاد عوني حذر من خطة وضعتها أجهزة استخبارات أردوغان تقوم على تنفيذ تفجيرات إرهابية متنقلة من أجل خلق شعبية لحزب العدالة والتنمية وإظهاره مع زعيمه أردوغان في مظهر المدافع عن تركيا ضد الإرهاب قبل الانتخابات البرلمانية المقررة الشهر القادم.
من جهته اعتبر أردوغان أن التفجيرات تستهدف «الوحدة والسلام في تركيا»، فيما سارع مسؤول حكومي، بحسب وكالة «فرانس برس»، لتبرئة رئيسه بالقول: «نشتبه بوجود خيط إرهابي».
وكان من اللافت تعزية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره التركي ببرقية أعرب فيها استعداد السلطات الروسية للتعاون مع السلطات التركية في مواجهة الإرهاب، واعتبرت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل الهجوم موجهاً ضد «الحقوق المدنية والديمقراطية والسلام».
حلفاء أردوغان المدركون تماماً أنه وراء دعم جانب كبير من الإرهاب في سورية، سارعوا لمسايرته على ما يبدو، إذ ندد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «بالهجوم الإرهابي الشنيع» فيما وصفه سفير الولايات المتحدة في أنقرة جون باس بأنه «مروع»، ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا إلى «البقاء موحدة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن