ثقافة وفن

مذاق كل نجاح..

| د. اسكندر لوقا

لا أعتقد أن أحداً منا في وسعه تقديم برهان على أن النجاح يمكن أن يتحقق برغبة من الساعي إليه من دون تعب أو معاناة، ذلك لأن أي نجاح لا بد أن يكون محصلة لجهد بذله أو يبذله الإنسان، هذا إذا لم يرثه – على سبيل المثل – عن ثري أو صاحب نفوذ أو جاه من بين أحد أفراد أسرته!
وفي حال تحقق نجاح كهذا على أرضية كهذه، لا أعتقد أن أحداً منا في وسعه تقديم برهان على أنه يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، لأن من شروط النجاح المستدام أن يرافق مسيرته شيء من القلق على مصيره كما القلق الذي يساور عادة من يقدم على خوض تجربة ما لم يسبق له أن اختبرها من قبل.
وفي حال توافر شروط النجاح القابل للاستمرار يكون له مذاقه الحلو، وإلا افتقر إلى مكونات المذاق من أي نوع كان. وهنا أيضاً من الطبيعي القول بأنه ليس شرطاً أن يحقق أحدنا النجاح في المجالات كافة أو التي يصبو إليها، ذلك لأن ثمة إخفاقات قد تعترض مسيرتنا، ومع ذلك القصد في كل الأحوال، بأن يبقى النجاح هدفاً يجب أن نحققه بالجهد وليس بحكم الوراثة كما في بعض الحالات، وتحديداً في المجتمعات التي تؤمن بقوة المال قبل أي عنصر آخر مساعد على النجاح، وتكون النتيجة تخلخل العلاقات بين أفراد هذا المجتمع أو ذاك.
إن مقاييس النجاح من المهم أن تلقن لأبنائنا وأحفادنا مع بداية تفتحهم على الحياة، بغض النظر عن الثروة أو النفوذ أو الجاه التي يمتلكها أحد أصحاب الأسرة الذين ينتمون إليها بحكم الولادة بين أفرادها، حتى يكون لدورهم في نطاق المجتمع وكذلك في نطاق الأسرة وزنه. ولتحقيق هذه المعادلة في هذا السبيل، مفيد تربية أبناء الجيل على قاعدة أن لا أحد منا يمكنه النجاح في جميع مشاريعه، ولكن الأهم من ذلك عدم التخلي عن المحاولة لأن حياتنا تنطوي على العديد من الإخفاقات ولا يجب أن تقف عائقاً أمام سعينا لتحقيق ما نصبو إليه في نهاية المطاف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن