ثقافة وفن

اليوم انطلاق انتخابات نقابة الفنانين في دمشق.. أبرز المرشحين سحر فوزي وعارف الطويل وتولاي هارون ومحمد قنوع وأمية ملص.. وفادي صبيح الأكثر شعبية

| وائل العدس

يبدأ اليوم مشوار الانتخابات في مبنى فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي، في الطريق نحو مجلس إدارة جديد لنقابة الفنانين قوامه 11 عضواً ونقيباً واحداً، ابتداءً من انتخابات الفروع ومروراً بانتخاب المجلس المركزي وانتهاءً بمن سيصل إلى المبنى الذي يقع في شارع بغداد بدمشق، خلفاً للمجلس الحالي برئاسة الممثل زهير رمضان الذي تسلم منصبه أواخر عام 2014.
وتضم قائمة المرشحين عدداً كبيراً من المرشحين، لكن أبرزهم والمعروف منهم عارف الطويل وسحر فوزي وفادي صبيح وتولاي هارون وأمية ملص ومحمد قنوع وبسام لطفي وجهاد الزغبي ومالك محمد ورباب كنعان وتماضر غانم وإياس أبو غزالة ورباب مرهج وعلي شاهين ورائد مشرف ومأمون الفرخ وعبد الكريم غميض.
إذاً تبدأ اليوم انتخابات دمشق، يليها في اليوم التالي انتخابات ريف دمشق، ثم انتخابات حلب يوم 25 شباط، فاللاذقية في 26 منه، فطرطوس في اليوم التالي، ثم حماة في الأول من آذار المقبل وفي اليوم التالي في حمص، وفي الثالث من الشهر نفسه في المنطقة الجنوبية، وتختتم الانتخابات يوم 4 آذار في المنطقة الشرقية.

الشعبية الأكبر

في النظرة الأولى، نجد أن الممثل فادي صبيح يحظى بالشعبية الأكبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما يعكس تماماً حجم المحبة واللهفة اللتين زرعها صاحب شخصية «سلنغو» في قلوب كل زملائه.
البعض نصّبه نقيباً للفنانين حتى قبل الانتخابات، وآخرون تمنوا مرحلة جديدة وفعالية للنقابة على يد من سموه «الشخص المناسب في المكان المناسب» في إشارة إلى صبيح نفسه، قبل أن يصرح لـ«شام إف إم» قائلاً إن ما يتم تداوله على بعض مواقع التواصل الاجتماعي حول فوزه بانتخابات نقابة الفنانين غير صحيح»، مشيراً إلى أن مثل هذه الأخبار تشوش على العملية الانتخابية التي تتألف من عدة مراحل وتبدأ مرحلتها الأولى في الـ23 والـ24 من الشهر الحالي. مضيفاً: «لا يجوز استباق النتائج لأننا في عملية انتخاب ديمقراطية تنظمها نقابة عريقة».
وفي بيان نشره على صفحته الخاصة عبر الفيسبوك، نشر صبيح تطلعاته المستقبلية لتطوير الفن ودعم الفنانين فكتب: من موقعي كفنان وإنسان ومواطن سوري، هو الحلم الذي يشاطره العمل والمحبة لسورية الوطن والإنسان والحضارة، لا شعارات ولا وعوداً زاهية، بل هي الرغبة في الدفاع عن خصوصية الفن السوري، وضرورته من موقعي كفنان وإنسان ومواطن سوري؛ ولد وعاش على هذه الأرض الطاهرة التي تعمدت بدماء الشهداء والجرحى وتضحياتهم الجليلة، لطالما كان هذا حلمي وحلم زملائي من الفنانين السوريين الذين ظلوا بفنهم وإيمانهم بالوطن؛ خط دفاعٍ أول عن ثقافة الحياة في وجه ثقافة الموت والتكفير.

من هذا الموقع أجدني منحازاً للعمل النقابي، مؤمناً بدور النقابة في تكريس دور الفنان في الحياة العامة، والبحث عبر الفنون عما يداوي آلام الناس، ويسند آمالها بغدٍ أكثر إشراقاً، ووطن تسوده قيم المحبة والإخاء والمساواة، وليصبح الفن بهذا المعنى المبضع الذي يداوي الجراح ويبلسمها، ويصير الفنان نقطة لقاء لا تفرقة، وصلة وصلٍ لا تقطع بينه وبين مختلف الشرائح الاجتماعية، والتي لولاها لما كان الفن له هذا الوهج، ولما كان للفنان هذا النصيب من الضوء الذي يحمّله المسؤولية، ويرخي على عاتقه المهام الجِسام، سواء في عمله الإبداعي أم النقابي.
أقول هذا وأنا مؤمن تمام الإيمان، ومقتنع تمام القناعة أن الفنان السوري اليوم يعرف أكثر من أي وقتٍ مضى، أن سورية التي أؤمن ويؤمن بها كل الزملاء تنتظر منا العمل، لا الأقوال، وتستحق منا أن نكون على قدر المسؤولية، وأن نسعى دائماً بكل الصدق والمحبة والإيمان بالوطن وأن نحاول بشتى السُبل لتغيير واقعه، وجعله في مناخات أكثر عدلاً وكرامة للفنان السوري على اختلاف اشتغالاته وتطلعاته الإبداعية، والتي نريد لها أن تتقدم رغم كل ما يعترضنا من صعوبات نأمل أن نذللها معاً، ونطوعها يداً بيد لمصلحة قيم الحق والخير والجمال.
وفي الحديث عن مسيرة صبيح الفنية، فقد استطاع أن يحقق حضوراً فنياً لافتاً في أعماله من خلال اجتهاده على أدواره، صغيرة كانت أم كبيرة، وأثبت نفسه في جميع الأنماط الدرامية عامة والكوميدية خاصة، وإذا كنا دقيقين أكثر نستطيع القول إنه من النجوم القلائل الذين يجيدون تقديم كل الأنماط الدرامية من التاريخي، إلى الاجتماعي، إلى الكوميدي وصولاً إلى الشامي.

هو فنان واقعي وطموح وحريص على تطوير نفسه وأدواته، ويسعى إلى تحقيق نقلة نوعية في عمله ترضي ذاته رغم كل ما وصل إليه من نجومية.

هو هكذا إذاً، نشيط لا يقف أمام نصه جامداً، بل يحاول عابثاً الاجتهاد وإغناء الشخصية مضيفاً إلى روحها وحالتها مصطلحات تجعلها مؤثرة تاركة وقعاً في الشارع.
وعلى الصعيد الشخصي هو إنسان وفنان لديه طاقة حب كبيرة ومودة تلف حولها أصدقاءه وأهله وعائلته، ويستقبل بكثير من الحب والتواضع إطراء الناس ويتحدث إليهم إنساناً وفناناً، ويتمتع بشخصية لطيفة ومحبوبة، ويُعدُّ وجوده في كواليس أي عمل فني مصدراً من مصادر السعادة لزملائه، لما يمتلكه من خفة ظل وسرعة بديهة.
إطلالة فادي صبيح الأولى كانت في مسلسل «الموت القادم من الشرق» مع المخرج ​نجدة أنزور​ عام 1997، ثم قدم مشاهد قليلة في عدد من الأعمال قبل أن يصبح أحد أهم النجوم في ​سورية​، وبات يحتل اليوم مساحة يستحقها بجدارة بعد سيل عارم من الاجتهاد.

كثير من النجوم أبدوا دعمهم الكامل لصبيح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع التأكيد أن الدعم الإلكتروني غير كاف وحده، وإنما يحتاج إلى دعم فعلي على أرض الواقع بالمشاركة في الانتخابات وإعطاء الصوت لمن يستحق.
وممن أبدى دعمه لصبيح الممثلون كاريس بشار وباسم ياخور وخالد القيش والمخرجون عبد اللطيف عبد الحميد ورشا شربتجي وأحمد إبراهيم أحمد وزهير قنوع ومحمد عبد العزيز والكتّــاب ديانا جبور ونور شيشكلي وعثمان جحى والموسيقار طاهر مامللي.

خدمة الفنانين

الممثلة سحر فوزي قالت إنها قدمت ترشحها لتكون ضمن فريق عمل لخدمة الفنانين في سورية، والسعي وراء أهدافهم وأحلامهم وطموحاتهم واستقرارهم المهني والمادي.
وأضافت: إنه في حال انتخابها للمجلس سيكون من أولوياتها العمل على حل مشكلة رواتب المتقاعدين، وعقود الفنانين، ومنع استغلالهم، والمساهمة بدعم الحركة الفنية والارتقاء بها إلى المستوى الذي يستحقه الفنان السوري.
وأضافت إنها ستسعى أيضاً إلى العمل على تكريم الفنان السوري بضمان صحي يليق به، إضافة إلى توفير فرص عمل متكافئة للفنانين.

فتح الأبواب

الممثل والمخرج عارف الطويل، أعلن في وقت سابق عبر «المدينة إف إن» أنه سيترشح لمنصب نقيب الفنانين في سورية، باعتبار أن انتخابات النقابة صارت وشيكة، موضحاً أن النقابة الآن في أسوأ فتراتها بعدما ابتعدت عن الفنانين وتجاهلت دورها في تطوير العمل الفني.
وكشف أنه كان قد فُصل منها سابقاً لأنه لم يدفع اشتراكاته حين كان خارج سورية، قائلاً: إن هذه الإجراءات معيبة لأنها تحوّل النقابة إلى جابي ضرائب.
وأضاف الطويل: إنه في حال أصبح خلفاً للنقيب الحالي الفنان زهير رمضان فستكون أولوياته هدم الأسوار، وفتح الأبواب وإعادة النظر بقرارات الفصل التي أصدرها رمضان، معتبراً أن فصل أي فنان بناء على الرأي السياسي أمر يخالف الدستور.
عارف الطويل الذي أقام في الخليج العربي لعشرين عاماً أخرج فيه عشرات الأعمال، لم يغب يوماً عن ذاكرة الجمهور، وعاد إلى دمشق خلال الحرب على سورية تاركاً كل نجاحاته هناك ليستقر في بلده، قبل أن يعلن عودته الدرامية السورية عبر مسلسل «روزنا» الذي أخرجه عام 2018.

تصحيح المسار

بدورها، فإن الممثلة تولاي هارون حظيت بعدد كبير من دعم المحبين، داخل وخارج الوسط الفني، وقد أشارت إلى أنه لم يسبق لها أن رشحت نفسها، وهذه المرة الأولى التي تقدم بها على هذه الخطوة.
وأوضحت أنها ترشحت بعد متابعتها لمشاكل الفنانين والمتقاعدين ومشاهدتها الواقع السلبي الذي وصلت إليه النقابة قائلة: «قررت برفقة مجموعة من الفنانين دخول الانتخابات لإعادة تصحيح مسارها».
ولفتت إلى أنها وحدها كفرد لا تستطيع تقديم شيء مشددة على وجود صيغة تشاركية. واعتبرت وجود عدد كبير من المرشحين للانتخابات هذا العام حالة صحية يعيشها المجتمع، متمنية أن تكون مجموعتها «ظريفة وبتبيض الوجه».
حول فتح الباب أمام الفنانين السوريين الراغبين في العودة إلى سورية في حال فازت بالانتخابات، قالت إن النقابة جزء من مؤسسات الدولة تسير حسب توجهاتها والدولة فتحت الباب لعودة المواطنين فمن الطبيعي أن تحذو النقابة حذو الدولة.
كما أوضحت أن خطة فريقها تخلو من القيود، والقيود ليست في عمل مجلس نقابة الفنانين، إنما في بعض العقول.
وتساءلت: «لماذا تم التعتيم على الانتخابات ولمصلحة من؟ لماذا منع المرشحون من استخدام صفحة نقابتهم للترويج لأنفسهم ولمشاريعهم الانتخابية؟ لماذا لم نر حملة ترويجية محفزة للفنانين للمشاركة في هذه الانتخابات بكثافة؟
وتابعت: «كان يجب أن يسلط الضوء بشكل كبير على انتخابات النقابة لا التعتيم عليها، كان ينبغي نشر جميع المعلومات الخاصة بالانتخابات، من أسماء المرشحين وفروعهم ومكان وموعد الانتخاب لكل الفروع بشكل مكثف وليس كمن يرفع العتب عن نفسه، على حين تتفرد بعض صفحاتنا الشخصية لمهمة الترويج للانتخابات.
وختمت: ألا يعتبر هذا التعتيم بحد ذاته تلاعباً مسبقاً بنتائج هذه الانتخابات قبل حدوثها؟ ثم من سيحضر الانتخابات لينتخب ويحدث التغيير وسط هذا التعتيم الممنهج بشكل فاقع؟ كم صوتاً سنخسر بسبب هذا التعتيم والتنافس غير العادل؟ وهل يحق لمن مارس هذا التعتيم أن يرشح نفسه أصلاً؟

التطوير والتحديث

أما الممثلة أمية ملص، فأكدت أن الهدف من ترشحها هو إعادة إعمار الدراما السورية والاستمرار بنهج التطوير والتحديث، برؤية واقع ومستقبل درامي أفضل يليق بنا ويساهم في خدمة الوسط الفني.
وأوضحت أن ما دفعها للترشح ضرورة تغير الواقع المرير رغم عمل النقابة سابقاً، ولكن لم يكن على المستوى المطلوب، ولم تنجز مهامها المأمولة وعززت الانقسام، مشيرة إلى أن بابها سيكون مفتوحاً على مصراعيه وستذهب بنفسها إلى من يحتاجها.

وكشفت أنها في حال فوزها ستقوم بعدة جولات وزيارات عمل للمؤسسات والشركات وتفهم وجهات النظر ووضع خطة عمل تلائم الواقع وتسخير كل الإمكانيات لدعم العمل النقابي وبالأخص رفع الحدود الدنيا للتعويضات التقاعدية والوفاة وزيادة الأجور ووضع صحي لائق خاص للفنان وأسرته، والتشاركية مع جهات القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية ولجنة صناعة السينما والتلفزيون.

12 بنداً

الممثل محمد قنوع كان صاحب الخطط الأكبر والأطول، محدداً الخطوط العريضة لخطة عمله بـ12 بنداً، أهمها عقد لقاءات تشاورية موسعة ومتلاحقة مع أكبر عدد ممكن من الفنانين السوريين، للاستفادة من آرائهم والاستماع لمشكلاتهم لتكون البوصلة التي تقودنا لوضع الأسس الصحيحة للتطوير، والعمل وبشكل فوري مع خبراء قانونيين وماليين لاقتراح تعديلات مهمة على النظام الداخلي للنقابة بما يخدم ويتماشى مع الواقع والظرف الحالي والمستقبلي وليكون أكثر واقعية وشمولية لخدمة النقابة وأعضائها ويعزز مكانة الفنان وقيمته ويحسن من وضعه بتجاوز بعض المعوقات المسيئة.
كما أكد العمل على تقديم خدمات صحية أعم وأشمل للفنانين وتوسيع دائرة خدمات الضمان الصحي، والعمل على تفعيل المشاريع والقروض السكنية والشخصية بضمانات واقعية غير تعجيزية، إضافة إلى العمل على دعم المنتجين السوريين وتسهيل معاملاتهم وتذليل العقبات أمامهم.

كما تضمنت خططه تنشيط عمل المهرجانات الموسيقية والغنائية السورية لدعم واقع الموسيقيين الحالي والعمل على إعادة المبادرات الفنية في القطاع الموسيقي بعد أن تأثرت بشكل كبير خلال المرحلة الماضية نتيجة الظروف الصعبة التي ألمت بالقطر، إضافة إلى عمل مسابقات للنصوص المسرحية والسينمائية والدرامية والقصة والرواية بهدف إغناء المحتوى وخلق أفكار جديدة تغني الإنتاج الدرامي بمحتوى جديد مهم ومتطور وتسليط الضوء إعلامياً على المبدعين الفائزين لتسويق أعمالهم.

وأيضاً السعي لفتح الباب أمام جميع الفنانين الراغبين في تسوية أوضاعهم والعودة إلى سجلات النقابة لخدمة وطنهم والفن السوري وابتعاد النقابة عن توجيه الاتهامات وتركها لأصحاب الاختصاص في مؤسسات الدولة السورية مع المساهمة في حل كل الإشكاليات التي تعترضهم، وتحديداً الراغبين في العودة للإقامة والعمل داخل الوطن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن