ثقافة وفن

انطلاق انتخابات مجلس نقابة الفنانين في دمشق … الانتخاب واجب والتغيير مطلب حقيقي.. والهدف إعادة الألق للنقابة … دريد لحام: النقابة مرت بفترة ذهبية بداية تأسيسها ولكن هنالك أموراً تراكمت مع مرور الزمن

| سارة سلامة- جمان بركات - تصوير: طارق السعدوني

بدأ يوم أمس مشوار الانتخابات في مبنى فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي، في الطريق نحو مجلس إدارة جديد لنقابة الفنانين قوامه 11 عضواً ونقيباً واحداً، ابتداءً من انتخابات الفروع ومروراً بانتخاب المجلس المركزي وانتهاءً بمن سيصل إلى المبنى الذي يقع في شارع بغداد بدمشق، خلفاً للمجلس الحالي.

ففي جو تنافسي يحمل روح المبادرة من كثير الفنانين، وروح التشكيك من آخرين، أقيمت يوم أمس انتخابات فرع دمشق لمجلس إدارة نقابة الفنانين صباح أمس في مدرج السابع من نيسان في فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي.
ومارس فنانون كثر من مختلف الأعمار من مخرجين وممثلين وفنيين حقهم الانتخابي بغية تفعيل دور النقابة.
وشأنها شأن كثير من اللقاءات، لم تخل الجلسة من بعض الخلل في تنظيم الأسماء وتقديمها لصندوق الاقتراع، فشهدت إقبالاً لافتاً من كبار الفنانين، في حين لوحظ عزوف معظم الفنانين الشباب عن الحضور.
وتكونت لجنة مجلس النقابة المركزي من عبد اللـه بيطار ومحمد غزاوي ومحمد فلفلة، في حين تألفت اللجنة العليا من توفيق اسكندر وعاصم سكر.
إذاً بدأت أمس انتخابات فرع دمشق، يليها اليوم انتخابات ريف دمشق، ثم انتخابات حلب يوم 25 شباط، فاللاذقية في 26 منه، فطرطوس في اليوم التالي، ثم حماة في الأول من آذار المقبل وفي اليوم التالي في حمص، وفي الثالث من الشهر نفسه في المنطقة الجنوبية، وتختتم الانتخابات يوم 4 آذار في المنطقة الشرقية.

تكامل أجيال
قال الفنان الكبير دريد لحام إن النقابة مرت بفترة ذهبية بداية تأسيسها وكان لدى أعضائها حماس كبير، ولكن هنالك أمور تراكمت مع مرور الزمن، والآن لدينا أمل كبير بالشباب لينقلوا النقابة من وضعها الحالي الذي أسمع أنه ليس بخير، والمفروض أن جيلي يستند إليها، ويفترض أن يكون هنالك تكامل أجيال وليس صراع أجيال، وبالتأكيد فإن كل جيل يؤمن بالجيل الآخر، ويحق لنا انتقاد النقابة عندما نتشارك في صياغتها وصناعة مجالسها مثل الكثير من الناس، وممارسة الحق في الانتخابات تعطينا صلاحية للمحاسبة.

خلية عمل فنية
بدوره بيّن الممثل والمخرج عارف الطويل أن اليوم شهد على الخطوة الأولى لانتخابات نقابية، وفي الأيام اللاحقة سيتم بالتتالي انتخابات باقي الفروع، وبعدها سيكون لدينا 86 مرشحاً سيتم انتخابهم وبعد شهر من اليوم سيجتمعون وينتخبون 11 ليكونوا أعضاء مجلس النقابة، ونحن نأمل أن يكون هنالك مجلس جديد لنقابة الفنانين، بعد أن ابتعدت النقابة عن الفنانين ولم تعد بيتاً لهم. في القديم كنا نجتمع ونخصص قاعة لإجراء بروفات لمسلسل أو مسرحية ما، وكانت عبارة عن خلية عمل اجتماعية وفنية ومنبر ثقافي، كل هذه الأدوار فقدتها نقابة الفنانين وصارت بعيدة عن الجميع، وأصبح الفنان يتحاشى المجيء إليها بسبب الجفاء، ونحن نتمنى إعادة الرابط بين الفنانين وبيتهم.

واجب وطني
أما الممثل سلوم حداد فقال إن الانتخاب واجب وطني وإنساني وموضوعي، ومشاكل النقابة يحلها المسؤولون فيها، وما يقرره مجلس إدارة النقابة هو الذي يتم، ونتأمل التغيير للأفضل طبعاً.
وأردف: هناك من قال «إذا بقيت النقابة على ما هي فإنه سيقاطعها»، وأنا ضد هذا الكلام، وما يقرره الزملاء ضمن الانتخابات هو الذي يسود، أما الانسحاب فهو مشكلة شخصية، أما الفنان فيريد لقمة عيش كريمة والقليل من الكرامة ليضمن لقمة أولاده، وأنا لا أستطيع تحديد مشاكل النقابة بسبب السفر، ولكن هنالك فنانون جائعون، والمطلب الأساسي هو عودة النقابة لأيام سورية ما قبل الأزمة حيث كان الوضع أفضل.

نوع من الحب
وقال الممثل فادي صبيح إن وجودي اليوم في انتخابات دمشق يأتي كنوع من الحب والمؤازرة ومن باب الود والحب وخاصة أنني مرشح لانتخابات فرع ريف دمشق التي تقام اليوم، وانتخابات اليوم ستكون المفصل المهم لخلق الفارق.
وتابع: أؤكد أن لدينا شهية للعمل، وأتمنى أن أُحدثَ فرقاً مع كل هذه الضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومع كل هذا الحب الذي يعتبر أعلى قمم النجاح، على أمل أن أكون بقدر المسؤولية، أما الشعار الذي أعمل به فهو «العمل من أجل نقابتنا»، وأتمنى أن أصل لهذا الموقع حتى أمسك بيد رفاقي وزملائي.

الطرح بجرأة
وأوضحت الممثلة تولاي هارون أنني أتحدث بجرأة لأن هناك الكثير من الفنانين الموجوعين والمكسورين والمهانين، عكس ما يروج له البعض لأننا في الحقيقة لسنا بخير، فعندما يكون المجلس بخير فنحن بخير. وإن لم يكن بخير وغير متكاتف بعضه مع بعضٍ فكيف بدك يشعر بأوجاعنا؟.
وعن خطتها كشفت: أتمنى نجاح مجموعتنا، ورؤية الأفكار على أرض الواقع، وهناك الكثير من الخطط أهمها إعطاء فرص عمل للشباب وإشعار المتقاعد بالأمان، والاهتمام والوقوف بجانب المريض.
وأكدت أن الشعار العريض لحملتها الانتخابية يتلخص بمقولة «بكرا أحلى» بانتخاب مجلس جديد، وبوجود رفاق متميزين كفادي صبيح وعارف الطويل ومحمد قنوع.

ضخ دماء جديدة
وأفاد الممثل محمد قنوع أننا نسعى إلى إعادة الألق للنقابة لتكون بيت الفنانين، وليكون القرار والسلطة للفنانين جميعهم وليس بيد شخص واحد، إضافة إلى تحسين الضمان الصحي وفرص الاستثمار ليزيد دخل الفنان المتقاعد، وزيادة فرص عمل لكل الفنانين الموجودين بالنقابة وخاصة المنسيين، إلى جانب تفعيل دور النقابة والربط بين الفنان وشركات الدوبلاج والإنتاج، وهناك مطالب خاصة من بعض الشباب الذي يطالبون بعد التخرج للنظر بموضوع الخدمة الإلزامية، والسعي لعقد اتفاقية لخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية لتكون خدمتهم في المسرح العسكري ليبقوا على تواصل ويطوروا حركة المسرح العسكري لأنه منسي، وبرأيي هم قادرون على تقديم مسرح حقيقي مثل المسرح القومي. وعلى المرشحين ضخ دماء جديدة، وسيتم التعامل مع الفنانين خارج البلد بشفافية، ليس من باب الدعوة إنما أي فنان يريد العودة يتقدم بطلب للنقابة ونحن نتواصل مع الجهات المسؤولة مثله مثل أي شخص قام بتسوية أوضاعه.

حرفية عالية
وكشفت الممثلة رباب كنعان أن التغيير مطلب حقيقي وله علاقة بهيكلية عمل النقابات وبالشيء القانوني والرغبات والطموح والأمل الكبير، لتكون البداية مع تغيير قانون النقابة الرقم 40، ونحن مجموعة تعمل بدقة شديدة وبحرفية عالية وتجمعنا رغبة جديدة بإحداث فارق، ونحن كفنانين مثل الجميع طالتنا الحرب أيضاً وبعد الانتصار توجهنا إلى المؤسسات لدعم الفن الذي يعتبر من أهم الصناعات في اقتصاد سورية.

قوة حقيقية
بدورها قالت الممثلة أمانة والي إن النقابة بحاجة إلى فنانين يحملون الراية ويقدمون أنفسهم، وأنا كفنانة عتبي كبير لأن المعهد العالي للفنون المسرحية خرّج 37 دفعة ولا يوجد منها اليوم إلا القليل، وعند سؤالهم عن التغيب عن الانتخابات أجابوا أنها انتخابات وهمية، ولكن أقول لهم أنتم تشكلون قوة حقيقية، وأنا في هذه الانتخابات أعطيت صوتي للذين أعرف أنهم يعملون بصدق، والمطلوب من النقابة هو الاهتمام بالشباب وتشغيلهم لأنهم بحاجة لرعاية وحماية واهتمام، وأن يكونوا في المواقع الصحيحة.

الذهاب تجاه الشباب
من جهته أشار الممثل يوسف المقبل إلى أن الأمل يكمن في التغيير، وعندما يصل أحدهم في السنة الأولى يجب أن يستطلع المكان ويعرف القوانين الناظمة ويحاول استكشاف الواقع الموجود والتعرف عليه، وفي السنة الثانية يعمل، وخلال الثالثة تظهر النتائج وفي السنة الأخيرة يستقر، ويجب أن يأتي غيره لتعاد الكرّة مرة أخرى، ونحصل على حالة إبداعية بالعمل النقابي، وأنا لستُ ضد أي أحد، وفي نقابة الفنانين هناك 1700 عضو من حقهم أن يكون بينهم 200 صالحون للقيادة، وقد صوتت لمجموعة أسماء أشعر أنها في المرحلة القادمة قادرة على أن تُحدث التغيير، ومن وجهة نظري جميل أن نذهب تجاه شباب تخلوا عن انفعالية المرحلة السابقة، التي وضعت فيتو على الكثير من الأسماء الفنية التي خرجت من سورية، وليس كل من خرج عدواً للبلد، ونريد مجموعة من الأسماء متصالحة مع الجميع حتى ينطلق العمل النقابي.
وعن حادثة مرّ بها قال: «كنتُ قد وقعت مع شركة إنتاج على عمل، لأفاجأ في التصوير بوجود ممثل بدلاً مني، فأخذت العقد وتوجهت إلى النقابة لتحصيل حقي، لكنها لم تفعل أي شيء، وقلت لهم لا أريد حقي ولكن سجلوا لأنفسكم أنكم نصرتم فناناً عضواً عندكم منذ 35 سنة وحققوا لي هذه الرغبة، وسأتبرع بمبلغ العقد لصندوق النقابة، لكن للأسف لم يقدموا على أي خطوة. كما أن هناك فنانين متقاعدين كانوا من مؤسسي الدراما السورية والعربية مثل نهاد قلعي، فهل يعقل أن يأتي ورثتهم كل شهر ليقبضوا مبلغاً قدره 5000 ليرة ويبصموا على ذلك.
وختم: حقيقة أرى أن من واجب النقابة الذهاب إلى بيوت هؤلاء الفنانين وتكريمهم، حتى إذا مرض فنان لا نستطيع استقباله في المستشفى من دون توقيع من النقيب شخصياً.

الأمل في التغيير
وبينت الممثلة تماضر غانم أن سير العملية الانتخابية لم تسر بالشكل الصحيح، لأن عدد الحضور يفوق 300 واللجنة تريد عدّ الأسماء اسماً وراء اسم، وهذه العملية كانت خاطئة ولكن في التصويت بدأت الأمور تسير بشكل صحيح، والأمل الآن في التغيير.

بداية ولاية جديدة
وبيّن المطرب والممثل محسن غازي أن الانتخابات هي استحقاق مرتبط بانتهاء ولاية وبداية ولاية جديدة، ومفهوم التغيير رغم ضرورته ليست حالة نتباهى بها، والوعي الانتخابي هو الذي يحدد خيارات أشخاص قد يكونون فاعلين لخلق آليات أو تفعيل قانون نقابي باتجاه تحصين النقابة وأعضائها من خلال ما يتعرضون له في الحياة، واليوم مع بداية العملية الانتخابية أطمح بأن تكون الخيارات مستندة إلى قناعتنا بأشخاص يمثلون كل الفنانين بعيداً عن الولاءات والتحزبات التي حصلت خلال فترة الانتخابات.

وضع الفنانين
وتحدثت رنا العضم عن مشاركتها في الانتخابات حيث قالت: «صوتت لأصدقائي الذين وقفوا معي في السنوات الماضية، وأتمنى رؤيتهم داخل النقابة، وهم أشخاص أعرفهم عن طريق الأصدقاء وكيف يساعدون الجميع، ولم أصوّت للشخص الذي لا أعرفه، وأتيت لأمارس حقي الانتخابي، وفي حال حدثت أي مشكلة في النقابة من دون أن أنتخب لا يكون لي حق بالانتقاد، ومن المفروض أن ننتخب وبعد الانتخابات نتمنى أن يتحسن وضع الفنانين.

مصرون على التغيير
وقال المخرج زهير قنوع أن هناك أموراً روتينية غير منطقية، ففي القاعة فنانون كبار بالسن، وهناك فنانون آخرون لديهم أعمال ومواعيد، والناس أتت لتنتخب ونحن لسنا معنيين لنقرأ التفقد للأعضاء، هذا كلام غير منطقي، ومن غير المفهوم استخدام هذه الآليات الغريبة والمستفزة، والمفروض تسهيل العملية الانتخابية وتبسيطها، والفنانون اليوم ينتخبون نقيباً ومجلساً جديداً لأن الجميع من دون استثناء مصرون على فكرة التغييب، فالتقصير قلع الأعين، ونقول للشباب «يجب أن تكونوا موجودين وتغيروا الواقع لأنه دون انتخاب لن نستطيع أن نغير».

خير الفنانين
بدوره بيّن الممثل والمخرج مأمون الخطيب أن لدينا أملاً كبيراً أن يكون هناك مؤسسة نقابية تعمل لخير الفنانين، وخاصة أن الدراميين لهم عتب كبير عليها لأنها لا تلتفت لأوضاعهم ولا تدافع عن حقوقهم، ونحن بالفعل لدينا أمل لتحسين الوضع النقابي وأن تكون سنداً لكل فنان تحت أي ظرف من الظروف، ونقابة الفنانين مازالت محافظة على ماء وجهها بالنسبة لنقابات الدول الأخرى.

نقابة مختلفة
وأكد المخرج يمان إبراهيم أننا أقمنا ندوة بهدف تقريب الفنانين بعضهم من بعضٍ، ولكن للأسف كان هناك توجه من إحدى الجهات لزيادة التفرقة، ومنعوا بطريقة ما من الدخول للمشاركة في الندوة، ونحن بدورنا نريد من نقيب الفنانين أن يكون موظفاً وخادماً للفنانين وليس مديراً عاماً عليهم، وأتوقع أن النقابة القادمة ستكون مختلفة تماماً عن النقابة الحالية.

شيء من الأمل
بدوره أوضح المخرج وضاح شاهين أننا أعطينا أصواتنا لأشخاص كفوئين ولا ننكر أنهم موجودون على الخريطة الفنية، ونحن للأسف تعرضنا للكثير من المشاكل، وكان هناك القليل من التقصير، ولكن أعطينا أصواتنا للأشخاص الذين نرى فيهم شيئاً من الأمل، وهم قادرون على قيادة النقابة بسلبياتهم وإيجابيتهم.

الفنان لا يتقاعد
ومن جانبه قال الممثل إياس أبو غزالة أنه يجب أن يكون هناك جيل جديد يدخل إلى النقابة يحمل أفكاراً جديدة تطور آلية العمل الفني والحالة المعيشية والاقتصادية، وأعطيت صوتي لأشخاص يمثلونا في الانتخابات بصورة جيدة، وأبرز مطالبنا خلق استثمارات جديدة تدخل إلى النقابة ودفع الضرائب لنقابة الفنانين والمتقاعدين، وأنا ضد أن يكتب على هوية المتقاعد أنه متقاعد فهو فنان خبرة، والفنان لا يتقاعد، وأتمنى تحسين رواتب المتقاعدين وحل مسألة الضمان الصحي.

الفائزون

ترشح عن فرع دمشق 58 عضواً (23 عضو مجلس فرع، 35 عضواً متمم للمؤتمر العام)، نجح منهم 5 أعضاء لمجلس الفرع، و 10 أعضاء متممين للمؤتمر العام.
وأدلى أكثر من 360 عضواً بأصواتهم من أصل 830 عضواً نقابي يحق لهم الانتخاب.
وفاز بعضوية مجلس الفرع تماضر غانم بـ 269 صوتاً، سيمون خوري بـ 219 صوتاً، تيسير علي بـ 181 صوتاً، منذر فارس بـ 149 صوتاً، أحمد الحلبي بـ 143 صوتاً.
أما الفائزون المتممون للمؤتمر العام فهم عارف الطويل بـ 242 صوتاً، محمد قنوع بـ 191 صوتاً، تولاي هارون بـ 191 صوتاً، علي القاسم بـ 170 صوتاً، رباب كنعان بـ 159 صوتاً، جهاد عازار بـ 157 صوتاً، محمد السمان بـ 156 صوتاً، بسام حسن بـ 150 صوتاً، ماجد شيخ الأرض بـ 145 صوتاً، سحر فوزي بـ 136 صوتاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن