رياضة

منتخبنا بكرة السلة يعوّض خسارته ويحقق فوزاً غالياً على السعودية بجدة

| مهند الحسني

قلب منتخبنا الوطني بكرة السلة كل التوقعات والأمور رأساً على عقب، وحقق فوزاً غالياً وجديراً على نظيره السعودي ضمن مباريات النافذة الأولى من التصفيات الآسيوية في المباراة التي جمعت المنتخبين مساء يوم الأحد الفائت في مدينة جدة، وقدم منتخبنا مستوى جيداً ورائعاً منذ بداية اللقاء، وظهر لاعبونا بروح قتالية عالية، وتصميم كبير على تحقيق نتيجة إيجابية توازي طموح عشاق ومحبي السلة السورية المتعطشين لطعم الفوز منذ سنوات طويلة، وبدا واضحاً أن مدربنا الدرويش أجاد هذه المرة قراءة مقدرات لاعبي المنتخب السعودي، وتعامل معها بحرفية عالية، ونجح في توظيف إمكانيات لاعبيه حسب مجريات اللقاء، وكانت تبديلاته سريعة وليست متسرعة، فكانت نتائجها إيجابية في فرض السيطرة لمنتخبنا وتوسيع الفارق.
لاعبونا وضعوا خسارتهم أمام إيران خلف ظهورهم واستعادوا ثقافة الفوز والانتصارات، ولعبوا برجولة من أجل سمعة الوطن، ووصلوا لمرحلة الإقناع والإمتاع، وحققوا معادلة الأداء والنتيجة، ذكرونا بسلتنا أيام الخوالي، وعوضوا خسارتهم المؤلمة أمام المنتخب الإيراني.

بهذا الفوز أنعش منتخبنا آماله بالتأهل للدور الثاني، وبقي ضمن دائرة المنافسة، هذا الفوز أكد بالدليل القاطع أن سلتنا السورية ما زالت حاضرة وقوية رغم الظروف التي مرت بها منذ تسع سنوات.
المباراة كان عصيبة وقوية، وشهدت تقلبات في مجرياتها وتمكن السعوديون من تقليص الفارق الذي كان لمنتخبنا، ومن ثم التعادل بنتيجة 63-63 ليلجأ المنتخبان لحصة إضافية تمكن خلالها منتخبنا من استمرارية تألقه ومن ثم التقدم، وتحقيق فوز غالٍ للسلة السورية، حيث انتهت المباراة بنتيجة 75-70، وتفوق منتخبنا في الربعين الأول والثاني بواقع 17-8 و16-12 فيما تفوق المنتخب السعودي في الربعين الثالث والرابع 23-20 و20-10 وفي الوقت الإضافي تفوق منتخبنا 12-7.
سجل لمنتخبنا: رامي مرجانة (17)، جميل صدير (13)، وائل جليلاتي (13)، عبد الوهاب حموي (7)، هاني دريبي (6)، طارق الجابي (7)، عمر الشيخ علي (5)، شريف العش (4)، مجد عربشة (3).
مرحى للاعبي منتخبنا الذين تجاوزوا كل ظروفهم الصعبة، وحققوا فوزاً نحن بأمس الحاجة إليه في الفترة الحالية.

ماذا بعد؟

انتهت مباريات النافذة الأولى من التصفيات وخرجنا منها بفوز وخسارة، وتفصلنا أشهر طويلة عن انطلاقة مباريات النافذة الثانية، وهي مدة كافية ووافية لاتحاد السلة والجهاز الفني للمنتخب من أجل الجلوس بهدوء وترو من أجل إجراء تقييم شامل لرحلة المنتخب في النافذة الأولى على الصعيدين الفني والإداري، والعمل على تصحيح جميع الأخطاء التي وقع بها اللاعبون خلال مباراتي إيران والسعودية، ووضع تصورات جديدة للمرحلة القادمة، مع إمكانية وضع خطة إعداد جيدة وقوية مفعمة بالمباريات الودية والمعسكرات الخارجية للمنتخب تكون على فترات زمنية تتناسب مع مباريات الدوري المحلي، خاصة أننا بصدد استضافة مباريات الجولة الثانية على أرضنا وبين جمهوره، وهذا يتطلب تحضيراً جيداً واستعداداً مثالياً حتى يكون المنتخب بصورة جميلة على أرضه، ويحقق ما تصبو إليه جماهيرنا.

مقومات وتجهيز

يجب أن يكون لهذا الفوز صدى إيجابي عند القيادة الرياضية الجديدة، وأن تسرع في إعادة تأهيل صالة الفيحاء حسب شروط الاتحاد الآسيوي الذي زار العاصمة دمشق العام الفائت، ووضع العديد من الشروط الواجب توافرها في الصالة حتى يقرر إقامة مباريات النافذة الثانية على أرضنا وبين جمهورنا، ورغم التكلفة المادية العالية لإعادة تجهيز صالة الفيحاء، غير أننا كعشاق للسلة السورية ما زلنا نتوق إلى إعادة استضافة مباريات هامة وقوية تعيدنا لأيام الزمن الجميل، وكلنا أمل بالقيادة الرياضية الجديدة بأن تضع صالة الفيحاء ضمن أولوياتها وتعيد الحياة لها، وتكون بمواصفات عالمية تتناسب مع التطور الذي تشهده سلتنا الوطنية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن