قوى سياسية تستغل خرافة تدخّلنا المزعوم بانتخاباتهم لأغراض انتهازية … روسيا: لا نخشى العقوبات الأميركية

أعربت السفارة الروسية في واشنطن عن قلقها العميق إزاء مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات التمهيدية في الولايات المتحدة، مؤكدة أن نشر مثل هذه «الأخبار» مع اقتراب موعد الانتخابات يضر بالعلاقات الروسية الأميركية.
وقالت السفارة في بيان لها، أمس الثلاثاء، «إن السفارة الروسية في الولايات المتحدة تعرب عن قلقها العميق حيال الترويج لدوامة جديدة من التكهنات حول تدخل روسيا المزعوم، في الانتخابات الأميركية»، وأضاف البيان «أنه من اللافت للنظر كيفية استغلال القوى السياسية في واشنطن هذه الخرافة لتحقيق أغراضها الانتهازية، واتهام بعضهم البعض بقضايا بعيدة عن الواقع، وبالتحديد «قضية تدخل روسيا» أصبحت تقليداً سياسياً أميركياً سيئاً»، وحثّ البيان «السياسيين على إنهاء هذه المزاعم».
بدوره أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن المزاعم المتكررة حول تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية الرئاسية المقبلة عارية تماماً من الصحة مشدداً على أن هذا الأمر لم ولن يحدث.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن بيسكوف قوله للصحفيين أمس: «في استمرار للهوس الذي تعيشه الإدارات الأميركية تظهر اتهامات جديدة لا أساس لها من الصحة حول قيام روسيا بنوع ما من التدخل، لقد نفينا ذلك مراراً وبشكل مطلق، كما أننا نصر على أن روسيا لا تتدخل في الشؤون الداخلية لغيرها من الدول وهي ترفض بشكل قاطع أن يتدخل أحد في الشؤون الروسية».
كما أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن موسكو لا تخشى التهديدات الأميركية بتوسيع العقوبات فيما يتعلق بـ«التدخل في انتخابات عام 2020».
وقال ريابكوف: «لا نخشى، لأننا انطلقنا في البداية من حقيقة أن التكهنات حول ما يسمى» التدخل الروسي» – الذي لا وجود له – في الشؤون الداخلية الأميركية… لا زالت مستمرة، ونحن ننطلق من هنا»، «عندما لا تمتلك الولايات المتحدة حججاً كافية، ولا توجد أدوات كافية من أجل إدارة الصراع السياسي الداخلي، يظهر (العامل الروسي) وهذه حقيقة محزنة نتعامل معها منذ سنوات عديدة».
في غضون ذلك نقلت وكالة «رويترز» أمس الثلاثاء عن ديمقراطيين أميركيين بارزين قولهم أنه يتعين على إدارة الرئيس دونالد ترامب أن تفرض فوراً عقوبات على روسيا بعد ما ذكره مسؤولون بالمخابرات الأميركية من أن روسيا تحاول على ما يبدو التأثير على انتخابات الرئاسة الأميركية هذا العام.
وكتب ثلاثة أعضاء ديمقراطييون في مجلس الشيوخ هم تشوك شومر وبوب منينديز وشيرود براون رسالة لوزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الخزانة ستيفن منوتشين يطالبون فيها الإدارة بأن تفرض «فورا وبقوة» عقوبات على الحكومة الروسية وعلى أي روس تدخلوا في الانتخابات.
وكان مسؤولو مخابرات أبلغوا المشرعين بأن روسيا منخرطة على ما يبدو في حملات تضليل ودعاية لمساعدة كل من بيرني ساندرز، المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة، وترامب الذي يسعى للفوز بفترة ولاية ثانية في الانتخابات المقررة في تشرين المقبل.
من جانب آخر أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الولايات المتحدة تواصل رفض كل الاتفاقات التي من شأنها أن تعرقل هيمنتها على العالم.
ونقلت «سبوتنيك» عن لافروف قوله في كلمته خلال مؤتمر الحد من التسلح المنعقد في جنيف أن «موسكو لا تزال تنتظر رد واشنطن على مقترح تمديد معاهدة تخفيض الأسلحة الإستراتيجية الجديدة (ستارت) دون شروط مسبقة»، معتبراً أن الغموض حول مصير هذه المعاهدة يشكل «مدعاة للقلق».