عربي ودولي

بين مجزرة الحرم الإبراهيمي و«صفقة القرن».. الكيان الإسرائيلي يواصل جرائمه … أبو ردينة: بناء 3500 وحدة استيطانية شرق القدس يدفع المنطقة إلى حافة الهاوية

| وفا - سانا - رويترز

أدان الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالموافقة على بناء 3500 وحدة استيطانية جديدة في منطقة (E1) شرق مدينة القدس المحتلة، معتبرا أنه يأتي في سياق السياسة الإسرائيلية التي تعمل على دفع الأمور نحو الهاوية.
وأضاف إن هذا القرار هو نتيجة للسياسة الأميركية المنحازة والخطرة لصالح الاحتلال، والتي أدت إلى وضع يشكل خرقاً للقانون الدولي وتجاوزاً للخطوط الحمر، ومنافياً للقرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي رقم 2334، الذي يعتبر الاستيطان كله غير شرعي، والذي اتخذ بالإجماع.
وأكد الناطق الرسمي، أن قرار نتنياهو يعتبر تحدياً للبيان الذي صدر بالأمس عن مجلس الأمن الدولي وبالإجماع، باعتبار الاستيطان يمس بحل الدولتين، وبالمفاوضات القائمة على قرارات الشرعية الدولية لحل قضايا الوضع النهائي.
وقال أبو ردينة: نحذر الحكومة الإسرائيلية من الاستمرار بهذه السياسة التصعيدية التي لن تجلب الأمن والاستقرار لأحد، بل تعمل على زيادة التوتر والعنف في المنطقة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس: إنه يمضي قدماً في خطة لبناء نحو 3500 منزل لمستوطنين يهود على مشارف القدس في مشروع كان مجمداً بعد أن قوبل بانتقادات دولية.
وأضاف نتنياهو: «أصدرت توجيهات.. بشأن خطة بناء 3500 وحدة سكنية في المنطقة إي-1» مشيراً إلى المرحلة الأولية من الخطة وأضاف «لقد تأخر هذا لمدة ست سنوات ونصف السنة».
وأعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق أمس مخططاً استيطانياً جديداً لإقامة 3500 وحدة استيطانية جديدة شرق مدينة القدس المحتلة.
وذكرت وكالة «معا» أن المخطط الجديد يهدف إلى توسعة مستوطنة مقامة على أراضي الفلسطينيين شرق القدس المحتلة.
من جهة ثانية يستذكر الفلسطينيون مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف التي ارتكبها مستوطن إرهابي في مثل هذا اليوم من عام 1994 وأسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات، في حين تتواصل جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومجازره بحق الفلسطينيين بدعم أميركي غير محدود تجلت آخر فصولها بما تسمى (صفقة القرن) التي أعلن عن بنودها مؤخراً بعد أن كان بدأ تنفيذها فعلياً أواخر عام 2017 بإعلان واشنطن القدس عاصمة للكيان الغاصب ونقل سفارتها إليها في أيار 2018.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان لها: إن مجزرة الحرم وإحراق عائلة الدوابشة والطفل محمد أبو خضير والتنكيل مؤخراً بجثمان الشهيد محمد الناعم ومئات الإعدامات الميدانية واعتداءات الاحتلال المتواصلة على قطاع غزة واستهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك وسلب الأرض الفلسطينية المحتلة تؤكد جميعها عنصرية الاحتلال واستمرار جرائمه بحق الفلسطينيين ما يتطلب من المجتمع الدولي إلزام كيان الاحتلال بتنفيذ القرارات الدولية بإنهاء احتلاله للأراضي الفلسطينية فوراً.
بدوره قال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم في تصريح لمراسل «سانا»: إن مجزرة الحرم الإبراهيمي ذكرى أليمة يجب أن تلفت انتباه العالم للجرائم اليومية التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين، موضحاً أن مشاهد اقتحام قوات الاحتلال ومستوطنيه لمدن وبلدات الضفة الغربية واعتداءاتهم على الفلسطينيين واستيلائهم على أراضيهم وقتلهم بدم بارد والتنكيل بجثامين الشهداء واحتجازها وقصف قطاع غزة المحاصر تثبت كل لحظة للمجتمع الدولي بشاعة ما يتعرض له الفلسطينيون من عمليات تطهير عرقي مطالباً بتحرك دولي عاجل وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
ومن جهته بين مدير الأوقاف في مدينة الخليل جمال أبو عرام أن الفلسطينيين يستذكرون اليوم المجزرة بهدف لفت انتباه العالم لوحشية الاحتلال المتواصلة بحقهم، لافتاً إلى أن الحرم الإبراهيمي لا يزال يتعرض لانتهاكات الاحتلال من خلال منع رفع الأذان فيه مئات المرات سنويا واقتحامات قوات الاحتلال ومستوطنيه اليومية واعتداءاتهم على المصلين الفلسطينيين ومنعهم من دخوله كجزء من مخططات التهويد المتواصلة بحقه.
إلى ذلك أوضح عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني غسان الخطيب أن ذكرى مجزرة الحرم تأتي اليوم في وقت تصعد فيه سلطات الاحتلال عمليات القتل والاستيطان والتهويد والحصار في ظل الدعم المطلق من الإدارة الأميركية التي تعتقد واهمة أنها بإعلانها ما تسمى (صفقة القرن) تستطيع سلب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، داعياً المجتمع الدولي إلى الخروج عن صمته واتخاذ خطوات عملية لوقف جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين.
في حين أشار رئيس لجنة إعمار الخليل عماد حمدان إلى أن مخططات الاحتلال الإسرائيلي لتهويد الحرم الإبراهيمي الشريف ومدينة الخليل مستمرة فهو منذ مجزرة الحرم قبل 26 عاماً لم يتوقف عن عمليات التهويد والاستيطان وحاصر الحرم الإبراهيمي بالبؤر الاستيطانية في انتهاك للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وفي فجر يوم الجمعة الخامس والعشرين من شباط عام 1994 اقتحم المستوطن الإرهابي باروخ غولدشتاين الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي وأطلق النار على نحو 500 فلسطيني كانوا يؤدون صلاة الفجر ما أدى إلى استشهاد 29 منهم وإصابة العشرات بجروح.
ولم يصدر رد فعل قوي من المجتمع الدولي على المجزرة واكتفى مجلس الأمن بإنشاء البعثة الدولية المؤقتة في الخليل (تيف) في الـ 18 من آذار عام 1994 لتوثيق جرائم الاحتلال ومستوطنيه بحق الفلسطينيين واتخاذ تدابير لضمان حمايتهم في جميع الأراضي المحتلة غير أن الاحتلال عرقل قيام البعثة بممارسة مهامها المحددة في قرار إنشائها قبل أن يرفض مطلع العام الماضي تجديد عملها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن