رياضة

الحكام أيضاً!

| غانم محمد

تكاد لا تخلو جولة من منافسات الدوري الممتاز أو حتى البطولات الكروية الأخرى من عتب أو نقد للتحكيم، ويعتبره كثيرون مؤثراً على نتائج الفرق، ولعل جمهور الوحدة وكوادره هم الأكثر شكوى في الفترة الأخيرة، حيث عانوا ما عانوه من قرارات مؤثرة أثّرت على ترتيب فريقهم.
للأمانة، واعتماداً على ما قاله المحلل التحكيمي لمباراة تشرين والوحدة فإن لكلّ فريق ضربة جزاء، ولو احتسبتا لبقيت النتيجة فوز تشرين، هذا الكلام نظرياً، لكن في الملعب، فإن توقيت كل ضربة جزاء منهما يغيّر كثيراً، ولست هنا بصدد مناقشة هذه المباراة، وإنما لتكون بوابة للحديث عن التحكيم في قادم المنافسات، واحتدام المنافسة على المراكز الأولى أو للهروب من ذيل اللائحة، وما قد تفعله صافرة متسرّعة على أكثر من صعيد.
الحكام بشر، وليسوا ملائكة، أي إنهم سيقعون في الخطأ، وكلّ ما نطلبه منهم التروّي في قراراتهم، وتأخير القرار لبضع ثوانٍ خير من التسرّع فيه واحتمال الانزلاق إلى الخطأ.
الفرق تعبت ودفعت وتكلّفت، ولا يجوز أن تحدد مصيرها صافرة غير صحيحة أو راية متسرّعة، والأهمّ من ذلك أننا لا نمتلك ثقافة «التسامح» وأنّ ذلك الخطأ هو من طبيعة الإنسان.
لذلك نخشى أن تتوتّر الأجواء بسبب التحكيم، ويحدث ما لا يُحمد عقباه، لذا فإنه يتوجب على اتحاد الكرة أن يوجّه حكامه ويحفّــزهم على بذل ما عندهم من تركيز وإمكانيات للتقليل من الأخطاء المؤثرة بشكل مباشر على نتيجة المباريات وخاصة ضربات الجزاء والكرات المباشرة على حدود منطقة الجزاء والتي يلجأ الحكام لمساعدة بعض الفرق من خلالها، فسلامة الدوري وعدم خروج جمهوره على المألوف، والثقة بـ«المنافسة الحقيقية» هي بيد اتحاد الكرة وحكامه والدراسة العميقة قبل التعيين قد تكون سبيلاً للوصول إلى الهدف المنشود، ولا بأس بإقامة ندوة يحاضر فيها خبراء متمرسون وما أكثرهم في بلدنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن