رياضة

كورونا يضرب من جديد في إيطاليا ويؤجل الديربي الكبير … رائحة لقب الليغا تفوح من الكلاسيكو 

| خالد عرنوس

تتجه الأنظار الليلة إلى ملعب سانتياغو برنابيه الذي يستضيف إياب الكلاسيكو بين الريال والبرشا في موقعة ربما كانت فاصلة في الطريق نحو اللقب، حيث الفارق بينهما لا يتجاوز نقطتين لمصلحة الكاتالوني بعد جولتين كارثيتين للملكي خسر خلالهما خمس نقاط ومعهما الصدارة قبل أن يسقط أوروبياً على أرضه أمام السيتي في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال ليدخل القمة المحلية بكامل حظوظه لاستعادة اللقب، على حين يبدأ الكاتالوني المواجهة من الموقع المثالي كمتصدر وعقب تعادل جيد على أرض نابولي على المستوى القاري، وبعيداً عن أحلام اللقب يسعى أتلتيكو مدريد وإشبيلية لاستعادة مركزيهما الثالث والرابع بعد دخول سوسيداد على الخط بفوزه على بلد الوليد أمس الأول في افتتاح الجولة 26، ويلعب الأتلتي الكلاسيكو الصغير على أرض إسبانيول متذيل الترتيب في حين كبير الأندلس يستضيف أوساسونا.
وضرب فيروس «كورونا» في صميم الكالشيو فبعد قرار السلطات الإيطالية إقامة بعض المباريات من الجولة 26 خلف أبواب مغلقة أمام الجماهير جاء القرار الأقسى بتأجيل عدد من المباريات وأهمها الديربي الكبير بين يوفنتوس وإنتر والمرتقب جماهيرياً على اعتبار أنه سيكون مؤثراً على صعيد الصدارة، وعليه تقام اليوم مباراتان تتعلق نتيجتهما بالمنافسة بين أتلانتا وروما على المركز الرابع المؤهل إلى الشامبيونزليغ، ويحل الأول ضيفاً على ليتشي في حين الثاني يرحل نحو سردينيا لمواجهة كالياري.

أفضلية البرشا
قبل كلاسيكو الذهاب كانت الأمور في مصلحة البرشا الذي لم يقدم الكثير في مباراة أدارها زيدان بكفاءة وانتهت بالتعادل الذي أبقى على الصدارة الكاتالونية وإن بفارق الأهداف، وجاءت الهزيمة على أرض فالنسيا لتلغي هذا الفارق وتهدي الصدارة للملكي بفارق النقاط، وعلى أبواب الإياب لم تجر الرياح بما تشتهي سفن الريال فقبل جولتين خسر الميرينغي نقطتين بالتعادل مع سلتا قبل أن يسقط في الجولة الفائتة على أرض ليفانتي ما أفقده الصدارة وأعادها على طبق للبرشا، وتأتي كل هذه المقدمة لتؤكد أفضلية البرشا قبل القمة المنتظرة وزاد عليها النتيجة الإيجابية للبرشا بالتعادل مع نابولي والسلبية للريال بالخسارة أمام السيتي.

في الهم سواء
ومع استعادة شريط مباريات الفريقين بالليغا هذا الموسم نرى أن الكفتين متوازنتين خاصة أنهما لم يقدما مستويات باهرة بل على العكس ظهرا في كثير من المباريات بشكل أقل من عادي بالنسبة لعملاقي الليغا حتى أن صارا مضرب مثل على تراجع أسهم الدوري الإسباني مقابل نظرائه في إنكلترا وإيطاليا وحتى ألمانيا، ولو أن هناك نادياً ثالثاً يسير بخطا ثابتة لأطاح بهما خارج سباق المنافسة منذ أسابيع، فالبرشا بدا عاجزاً عن إيجاد الحلول الإبداعية المتنوعة التي عودنا عليها منذ حقبة المدرب غوارديولا مع دفاع سهل الاختراق وهوية تائهة في عهد المدرب سيتين، على حين تحسن وضع النتائج قليلاً بالنسبة للريال في عهد زيدان إلا أن الفريق عجز عن موازاة تلك النتائج بالعروض الكبيرة مع ثغرة دفاعية واضحة وعقم هجومي ظاهر للعيان، وبالنهاية يمكن القول إن تألق تير شتيغن وكورتوا لعب دوراً كبيراً في إبقاء الفريقين متقدمين على بقية الأندية، مع التأكيد على أن البقية لم تكن في وضع أفضل بطبيعة الحال.

تقدم طفيف
حتى مطلع الألفية الثالثة كانت الكفة الراجحة في الكلاسييكو مدريدية بشكل واضح ومؤثر ومنذ موسم 2009 تحديداً بدأ البرشا برأب الصدع حتى استطاع قلب الأرقام لمصلحته ففي إياب نصف نهائي كأس الملك في الموسم الماضي حقق فوزاً كبيراً في برنابيه حمل الرقم 96 في المواجهات الرسمية مقابل 95 انتصاراً للفريق الملكي، وتتساوى الأرقام حالياً على مستوى الليغا بواقع 72 فوزاً لكل منهما مقابل 35 تعادلاً والأهداف 288 مقابل 286 لمصلحة البرشا، وعلى صعيد المواجهات الرسمية (الدوري وكأس الملك وكأس السوبر والمواجهات الأوروبية) فإن الأرقام تقول إن البرشا يتقدم بواقع 95 فوزاً مقابل 94 للريال و52 تعادلاً، علماً أن الأرقام ترتفع إلى فارق 15 فوزاً عند الحديث عن المواجهات الودية والمسابقات غير الرسمية، بقي التذكير بأن البرشا خسر 18 نقطة خارج نيوكامب (5 انتصارات و3 تعادلات و4 هزائم) في حين الريال لم يخسر على أرض برنابيه (10 انتصارات و4 تعادلات)، والأخير لم يفز بالكلاسيكو منذ كأس السوبر المحلية عام 2017 عندما فاز مرتين ذهاباً وإياباً ولم يخسر البرشا بالليغا في مدريد منذ 2014.

رغبة ملحة
وبعيداً عن التفكير بمنافسة القطبين (حالياً) ينصب اهتمام أتلتيكو مدريد وإشبيلية على استعادة موقعيهما بالمركزين الثالث والرابع على التوالي بعدما خطف سوسيداد المركز الثالث بفوزه على بلد الوليد بهدف في افتتاح هذه الجولة والفارق بين ثلاثتهم لا يتجاوز الأهداف، ويرحل الأتلتي لمواجهة إسبانيول متذيل الترتيب والباحث عن طوق نجاة، كان الأتلتي فاز ذهاباً 3/1 وهو الخاسر في زيارته الأخيرة إلى ملعب باور بثلاثية نظيفة، أما كبير الأندلس فيستقبل أوساسونا ثاني عشر اللائحة وقد حقق إشبيلية نتائج أفضل خارج أرضه حيث جمع 23 نقطة بعيداً عن سانشيز بيزخوان مقابل 17 نقطة فيه، كان الفريقان تعادلا 1/1 ذهاباً علماً أن إشبيلية سبق له الفوز في أربع مواجهات سابقة بين 2013 و2017.

محطة فاصلة
تراجع اليوفي كثيراً وتوقف في بعض المحطات وتجاوز أخرى بصعوبة لكنه غادر الجولة 25 من الكالشيو متصدراً على حين كانت التوقعات تشير إلى إنتر على اعتباره بأنه القادم لإنزال الزعيم التوريني عن عرشه وبدا لمراحل عديدة قادراً على هذا الأمر إلا أنه تراجع، لكنه لم يفقد الأمل تماماً عند الحديث عن الحظوظ للظفر بالسكوديتو، ولن يجد لاعبو كونتي المنتشون بتأهلهم إلى دور الـ16 في اليوروباليغ أفضل من الديربي الكبير وعلى أرض البيانكونييري لرد الدين وإثبات إمكانية منافسته حتى نهاية الموسم ولاسيما أن الفارق مازال بالمتناول، وعاش اليوفي أسبوعاً سيئاً عاد في وسطه بهزيمة أولى هذا الموسم بدوري الأبطال على أرض ليون بعدما أخفق نجومه بالتسجيل وهذه الخسارة على ضآلتها وإمكانية تعويضها إلا أنها قد تؤثر سلباً في لاعبي ساري صاحب النصيب الوافر من الانتقادات قبل الرحلة الفرنسية وبعدها، وإذا كانت الهزيمة الأوروبية مؤثرة فربما كان لغياب الجماهير الممنوعة من الحضور بفرمان «كورونا» أثر آخر في القمة المنتظرة، وربما تفقد شيئاً من بهجتها إلا أنها بالتأكيد لن تفقدها الإثارة وقد يكون حرمان اليوفي من جمهوره سلاحاً لمصلحة الإنتر.

تفوق أبيض
تاريخياً لا يمكن مقارنة إنتر باليوفي عند الحديث عن المواجهات المباشرة فتفوق البيانكونيري كبير وواضح على حساب النييرازوري وعلى الصعد كافة، فقد تقابلا 236 مرة على المستوى الرسمي ويتقدم اليوفي بـ107 انتصارات مقابل 71 للإنتر و58 تعادلاً والأهداف 337 مقابل 291، ومنها 200 مرة في الدوري المحلي بكل مسمياته والغلبة لليوفي بـ91 فوزاً مقابل 58 للإنتر و51 تعادلاً، ومنها 173 مواجهة بالسييرا A فاز التوريني في 83 منها 4 مرات في آخر 6 مواجهات لم يعرف خلالها الهزيمة، وبالمقابل فاز أزرق ميلانو 48 مرة آخرها بأرضه عام 2016، أما فوزه الأخير في تورينو فيعود إلى عام 2012، وتعادلا 44 مرة، والأهداف على هذا الصعيد 249/201، وبالعودة إلى نتائج الفريقين هذا الموسم فلم يخسر اليوفي خلال 12 مباراة خاضها على أرضه مسجلاً 11 فوزاً، في حين الإنتر خاض العدد ذاته خارض أرضه ففاز بتسع منها مقابل تعادلين وهزيمة واحدة.

إثبات ذات
حقق أتلانتا ما هو مطلوب منه حتى الآن هذا الموسم فقد حافظ على مكانه في مربع الكبار وها هو يحقق نتيجة رائعة في ذهاب دور الـ16 بالشامبيونز، وعلى الرغم من تأجيل مباراته الجولة الفائتة إلا أنه مازال متقدماً بفارق 3 نقاط عن أقرب منافسيه (روما) ويبدو ممثل برغامو سيحافظ على هذا الفارق عندما يواجه ليتشي سادس عشر الترتيب، وحقق النييرازوري الصغير نتائج أفضل قليلاً خارج أرضه فسجل 7 انتصارات و4 تعادلات وخسارة واحدة وهو ما تميز به ليتشي الذي حصد 11 نقطة من ملعبه مقابل 14 نقطة خارجه، وسجل أتلانتا فوزين على ليتشي مقابل ثلاثة تعادلات في آخر خمس مواجهات جمعتهما من الفوز الأخير لليتشي عام 2005.
من جهته تجاوز روما عقبة دور الـ32 في اليوروباليغ ويسعى محلياً للعودة إلى مقاعد دوري الأبطال وعليه أن يتجاوز كالياري في سبيل الاقتراب من أتلانتا مجدداً، وخاض الجيلاروسي 12 مباراة خارج أرضه ففاز بنصفها وتعادل بربعها وخسر ربعها، في حين كالياري الذي لم يعرف الفوز في آخر 11 جولة فقد خاض العدد ذاته على أرضه مسجلاً 5 انتصارات ومثلها هزائم وتعادلان، ولم يخسر روما أمام مضيفه منذ 2013 لكنه تعادل وعرف التعادل 4 مرات نصفها في روما وآخرها في ذهاب الموسم الحالي, وفيما يلي مباريات اليوم وغداً:

الإسباني – الأسبوع 26
– اليوم: إشبيلية * أوساسونا (1.00)، بلباو * فياريال (3.00)، إسبانيول * أتلتيكو مدريد (5.00)، مايوركا * خيتافي (7.30)، ريال مدريد * برشلونة (9.45).

الإيطالي – الأسبوع 26
– اليوم: ليتشي * أتلانتا (4.00)، كالياري * روما (7.00).
– غداً: سامبدوريا * هيلاس فيرونا (9.45).
– وتأجلت مباريات: يوفنتوس * إنتر ميلانو، بارما * سبال، ميلان * جنوا، ساسولو * بريشيا، أودينيزي * فيورنتينا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن