سورية

موسكو أعلنت اتفاقها مع أنقرة للسعي لخفض التوتر في إدلب والمضي في مواجهة الإرهاب … بوتين وروحاني: ضرورة التنفيذ الشامل لاتفاقات «أستانا»

| وكالات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني حسن روحاني ضرورة التنفيذ الشامل لاتفاقات أستانا حول سورية، بعد ساعات من إعلان الخارجية الروسية، أن موسكو وأنقرة أكدتا سعيهما لنزع فتيل التوتر «على الأرض» في إدلب مع المضي قدماً في مواجهة العناصر الإرهابية.
وأعلن الكرملين، وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، أن الرئيس الروسي بحث في اتصال هاتفي تطورات الوضع في إدلب مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأضاف الكرملين: إن بوتين أبلغ ماكرون أن جميع جوانب التسوية السورية ستخضع للبحث خلال القمة المرتقبة مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في موسكو.
وفي وقت سابق من يوم أمس بحث بوتين مع نظيره الإيراني، الوضع في إدلب، وقال الكرملين: إن بوتين وروحاني أكدا ضرورة التنفيذ الشامل لاتفاقات أستانا.
وقبل مباحثاته مع بوتين، بحث روحاني مع أردوغان الوضع في إدلب أيضاً، وأكد أن «التصعيد في المحافظة لن يكون لمصلحة أي دولة»، مشيراً إلى أن «حل الأزمة في إدلب يكون عبر الحوار السياسي ولا ينبغي إضعاف عملية أستانا».
وأكد روحاني «استعداد طهران لعقد قمة ثلاثية بين إيران وروسيا وتركيا في إطار عملية أستانا» للتسوية في سورية.
من جهته، قال أردوغان: إنه «لا يمكن أن يستمر الوضع في إدلب كما هو عليه الآن، وأنقرة قلقة على إنجازات عملية أستانا»، وزعم أنه يعتبر الحوار السياسي الحل الوحيد للأزمة السورية، وطالب إيران بالتعاون مع بلاده باعتبار أن لها دوراً مؤثراً في سورية.
جاء ذلك بعد ساعات قليلة من بيان نشرته وزارة الخارجية الروسية، في أعقاب مشاورات أجراها المبعوث الرئاسي الروسي الخاص إلى سورية ألكسندر لافرنتييف ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين ضمن وفد روسي يضم ممثلين عن وزارة الدفاع، مع وفد تركي برئاسة نائب وزير خارجية النظام التركي سيدات أونال في الفترة بين 26 و28 شباط الماضي في أنقرة.
وقال البيان، حسب «روسيا اليوم»: إن الطرفين «واصلا بحث الخطوات العملية التي تساهم في فرض استقرار ثابت في منطقة إدلب لخفض التصعيد على أساس ضمان تنفيذ مذكرتي 4 مايو (أيار) للعام 2017 و17 سبتمبر (أيلول) للعام 2018 بالكامل».
وأضاف البيان: إن كلا الطرفين أكدا السعي لخفض حدّة التوتر «على الأرض» مع الاستمرار في محاربة الإرهابيين المصنفين على قوائم مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى العمل على حماية المدنيين داخل منطقة خفض التصعيد وخارجها، وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لجميع المحتاجين.
وأشار الموقع إلى أنه بعد هذه الجولة من المباحثات، تبقى أزمة إدلب بانتظار لقاء قد يجمع بوتين وأردوغان الأسبوع المقبل.
على صعيد متصل، علّق رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما دميتري نوفيكوف، على طلب أردوغان من روسيا الابتعاد، وترك بلاده «وجهاً لوجه» مع سورية، بالقول وفق «روسيا اليوم»: «فيما يتعلق بادعاءات أردوغان حول تحديد مصير سورية، فإن القيادة التركية ليس لها صلاحية أو حق في ذلك. السلطات السورية لم تخوّل الجانب التركي بذلك، ولم تمنح أي قرارات من الأمم المتحدة، تركيا مثل هذه الصلاحية».
وأضاف البرلماني الروسي: «تحاول القيادة التركية في الوقت الحالي الحصول على احتكار حق التدخل في الشؤون السياسية الداخلية لسورية، والبدء بشكل عشوائي في إملاء إرادتها على الدول الأخرى. مثل هذه الأعمال غير مقبولة على الإطلاق».
وفي وقت سابق من يوم أمس قال أردوغان: إنه طلب من بوتين، أن تتنحى روسيا جانباً وتترك لتركيا التعامل مع سورية بمفردها.
يأتي ذلك، في وقت واصل رئيس النظام التركي ممارسة سياسة التضليل والكذب لتبرير عدوانه على الأراضي السورية ودعم مرتزقته من التنظيمات الإرهابية فيها.
وذكرت وكالة «سانا»، أن «رئيس النظام التركي يمارس سياسة التضليل والكذب ويدّعي تدمير منشآت للأسلحة الكيميائية في سورية»، لافتة إلى أن «الجميع يعلم أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أكدت في تقاريرها أن سورية لا تمتلك أي منشآت كيميائية».
وأكدت الوكالة أن مبالغات النظام التركي عن إلحاق خسائر بالجيش العربي السوري هدفها التغطية على الهزائم الكبيرة التي لحقت بأدواته الإرهابية وبمخططه الإجرامي ضد الشعب السوري.
من جانبه، ذكر وزير خارجية النظام التركي، مولود تشاووش أوغلو، للصحفيين الأجانب في الدوحة أمس، على هامش مشاركته في مراسم توقيع اتفاق سلام بين واشنطن وحركة «طالبان»، بحسب «روسيا اليوم»، أن روسيا تدعم الجيش السوري بشكل صريح، إلا أنه «من غير الممكن القول بأنها تستهدفنا بشكل مباشر»، مشيراً، إلى أن أنقرة وموسكو تعملان على وقف إطلاق نار دائم وملزم في إدلب السورية.
كما طالب تشاووش أوغلو، بعد اجتماعه مع نظيره الأميركي مايك بومبيو، الولايات المتحدة بإرسال صواريخ باتريوت لدعم جيش الاحتلال التركي في إدلب
في غضون ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب أيّد في اتصال هاتفي مع أردوغان خفض مستوى العنف في شمال غرب سورية، حسب «روسيا اليوم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن