سورية

كشف عن تحضيرات لعقده في آذار الجاري … مرعي: «القاهرة 3» قد يفجّر «هيئة المفاوضات» المعارضة في ظل الخلافات السعودية التركية

| موفق محمد

وسط توارد الأنباء عن تحضيرات تجري لعقد ما يسمى مؤتمر «القاهرة 3»، لـ«المعارضات»، اعتبر أمين عام «الجبهة الديمقراطية السورية» المعارضة محمود مرعي، أن هذا المؤتمر قد يفجر ما تسمى «الهيئة العليا للمفاوضات» في ظل الصراع القائم بين النظامين السعودي والتركي على كسب أكبر عدد ممكن من «المعارضات».
مرعي الذي تنشط جبهته في الداخل وفي تصريح لـ«الوطن»، أوضح أن هناك «تحضيرات لعقد مؤتمر «القاهرة 3»، حيث عقدت عدة اجتماعات تحضيرية بحضور «منصة القاهرة» و«مجلس سورية الديمقراطية– مسد»، وتنسيق مع «منصة موسكو»، إضافة إلى إمكانية دعوة قوى سياسية من الداخل السوري للمشاركة في المؤتمر»، مشيراً إلى أن المؤتمر يمكن أن يعقد في آذار الجاري، ولكن حتى الآن لم يحدد الموعد بشكل رسمي».
ولفت مرعي إلى أنه وخلال «لقاء القاهرة التحضيري طرح اسم «الجبهة الديمقراطية السورية» للحضور لكن حتى الآن لم يتم الاتصال معنا بشكل رسمي.
وأعرب مرعي عن اعتقاده بأن «القاهرة والسعودية وأميركا يهدف من وراء عقد مؤتمر «القاهرة 3» إلى تقوية «الهيئة العليا للمفاوضات» أي «منصة الرياض» على حساب التيارات المعارضة الموالية لتركيا وقطر، ولذلك هي ترغب بأن تضاف «مسد» للهيئة العليا أي إلى «منصة الرياض» لكن حتى الآن هذه الأمور غير محسومة».
وسبق أن قام وفد من «مجلس سورية الديمقراطية– مسد» المدعوم من قبل الاحتلال الأميركي والنظام السعودي قبل عدة أشهر بزيارة إلى القاهرة، وبحث هناك مسألة إشراكه في العملية السياسية في سورية.
وتأسست «الهيئة العليا للمفاوضات» في العاشر من كانون الأول 2015 خلال اجتماع عقدته أطراف «المعارضات» في العاصمة السعودية وأطلق عليه «الرياض1»، وتم خلاله الاتفاق على أن تكون تشكيلتها من 32 عضواً، بينهم تسعة مما يسمى «الائتلاف» المعارض، وعشرة من الميليشيات المسلحة، وخمسة من «هيئة التنسيق الوطني» الناشطة في الداخل بزعامة حسن عبد العظيم، وثمانية مستقلون.
وفي مؤتمر «الرياض 2» الذي عقد يومي 22 و23 تشرين الثاني 2017، اختارت الهيئة أعضاء النسخة الجديدة من «الهيئة العليا للمفاوضات»، وضمت خمسين عضواً، من بينهم عشرة من «الائتلاف» وستة من «هيئة التنسيق» وأربعة مما يسمى بـ«منصة القاهرة»، وأربعة آخرون من «منصة موسكو»، إضافة إلى عشرة عن الميليشيات المسلحة و16 من المستقلين.
«الهيئة» التي تتخذ من الرياض مقراً لها، تضمنت تشكيلتها معارضين موالين للنظام التركي أبرزهم المنتمون لـ«الائتلاف» ذي الأيديولوجية «الإخوانية» والذي يتخذ من إسطنبول مقراً له، وآخرين من الميليشيات الموالية لنظام أردوغان والتي أيضاً ذات أيديولوجية «إخوانية»، إضافة إلى معارضين موالين للنظام السعودي المناهض لـ«الإخوان المسلمين»، والذي ساءت علاقاته مع النظام التركي بسبب دعمه لهم.
كما عقد في القاهرة مؤتمران للمعارضات السورية في 2015 شاركت فيهما تيارات وشخصيات معارضة عديدة.
وأوضح مرعي أنه وفي فترة انعقاد مؤتمر «القاهرة 1» كان هو في اللجنة التحضيرية للمؤتمر ممثلاً لـ«هيئة التنسيق» حينها وبعد فترة انسحب من «هيئة التنسيق»، ولم تكن جبهتنا مشكلة أثناء انعقاد مؤتمري «القاهرة 1 و2».
وأوضح مرعي أنه وفي حال توجيه الدعوة للجبهة «سوف ندرس الموضوع بجدية ونحدد موقفنا حسب مصلحة الوطن».
وعما يمكن أن يتمخض عن هذا «القاهرة 3» في ظل الصراع التركي السعودي على اجتذاب المعارضات، أعرب مرعي عن اعتقاده بأن «الهيئة العليا، أي منصة الرياض، سوف تنتهي وتتلاشى لأن الصراع السعودي المصري الإمارتي ضد محور تركيا قطر سوف يفجر هذا التشكيل، ولأن تركيا لديها ممثلون عن المجموعات المسلحة إضافة لـ«الائتلاف» و«الإخوان المسلمين» ولذلك توجد تحضيرات سعودية للسيطرة على الهيئة العليا بدأت بإضافة ثمانية مستقلين لكن الإخوان والائتلاف وتركيا لم يقبلوا بذلك»، في إشارة إلى مؤتمر المعارضات الذي عقد العام الماضي في الرياض وتمت خلاله زيادة عدد المستقلين في الهيئة واستبعاد الموالين لتركيا.
وحول رأي جبهته بعقد مؤامرات كهذه في الخارج، والصراع الدولي الدائر على الاستحواذ على «المعارضات»؟ قال مرعي: «نحن نعمل من أجل مؤتمر وطني بحضور المعارضة الداخلية والدولة السورية ونعلم أن المعارضات الخارجية تعمل لصالح الدول التي تدعمها وتمولها، لذلك نحن لا نعول على المعارضة الخارجية التي ترفع علم الانتداب والعلم التركي أو الممولة من الغرب أو الخليج ونريد التعامل مع قوى وطنية تعمل من أجل سيادتها واستقلالها ومن أجل قرارها المستقل عن الخارج».
وأضاف: «لكن هذا لا يمنع من وجود بعض الشخصيات الوطنية في الخارج ممكن أن ننسق معهم وفقاً للمعايير والثوابت الوطنية».
وتابع: «تصوّر معارضة تريد أن تضع دستوراً لسورية لا تقبل بإدانة الاحتلال التركي والأميركي للأرض السورية».
وحول مكان انعقاد المؤتمر الذي تسعى جبهته لعقده قال مرعي: «طبعاً دمشق أو سوتشي لأننا نريد لمؤتمر سوتشي أن يتحول إلى مسار».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن