ثقافة وفن

بعد مشوار حافل في المسرح والإذاعة والتلفزيون مروان قنوع يغادرنا … محمد عنقا لـ«الوطن»: رحيله خسارة للفن فهو قامة استثنائية بتاريخ إذاعة دمشق والفن السوري

| سارة سلامة

فقد الوسط الفني أحد أهم رواد المسرح والإذاعة في سورية الفنان والمخرج مروان قنوع «1946 – 29 شباط 2020»، عن عمر ناهز 74 عاماً، وهو من مواليد مدينة دمشق وعضو مؤسس في نقابة الفنانين بسورية، وعضو مؤسس أيضاً في فرقة «مسرح دبابيس» التي أسسها الإخوة قنوع.
ونعاه ابنه الفنان محمد قنوع عبر صفحته الشخصية على الفيسبوك قائلاً: «والدي وصديقي وحبيبي المخرج مروان قنوع في ذمة الله.. إنا لله وإنا إليه راجعون».

قامة استثنائية
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بين المخرج الإذاعي وصديق الراحل محمد عنقا أن: «رحيل الصديق مروان قنوع خسارة كبيرة لأنه قامة استثنائية بتاريخ إذاعة دمشق والفن السوري، وهو فنان خاص من الدرجة الجميلة عمله العظيم وأخلاقه وإنسانيته وطيب أخلاقه ستتحدث عنه إلى الأجيال القادمة لأن أعماله ستكون رمزاً باقياً بيننا، وهو صاحب الابتسامة الرائعة والنكتة الحاضرة وأقول له «لن ننساك يا من رحلت عن الدنيا جسداً إلا أن أعمالك وإنسانيتك ولطفك وتواضعك خالدة وتركت أثراً طيباً سنحتذي به».
وأضاف عنقا: «الزميل قنوع بدأ العمل عام 1958 في إذاعة دمشق مخرجاً لبرامج عديدة وعملنا مع بعض في برنامج البث المباشر لمدة 10 سنوات ثم انتقلت إلى إذاعة صوت الشعب عام 1979، وبقي مخرجاً لبرنامج «دمشق على الهواء» في إذاعة دمشق البرنامج العام، وهو عضو مؤسس في نقابة الفنانين وعضو مؤسس في مسرح دبابيس التي أسسها الأخوان قنوع، نودعه اليوم بغصة كبيرة فهو الصديق الصدوق والأخ العزيز طيب اللـه ثراه لروحه الرحمة ولآل قنوع ولمحبيه الصبر والسلوان».

مسيرة حياة
بدأ العمل في المسرح عام 1958 في مسرحية «صرخة دمشق» بالفرقة العربية للتمثيل والغناء مع الفنان الراحل صبري عياد، كما عمل في فرقة المسرح الحرّ لمصلحة المجهود الحربي 1969 بعدة أعمال منها «شركة الكل» و«لف ودوران».
وعمل في فرقة المسرح الطليعي مع الكاتب الراحل أحمد قبلاوي والمخرج الفنان طلحت حمدي في عدة أعمال، منها «ليلة ما بتتعوض»، «أول فواكي الشام يا فانتوم»، «طرة ولا نقش».
انتقل بعدها للعمل في مسرح دبابيس سنة 1974 المعروف بفرقة الأخوين قنوع مع الكثير من الفنانين الكبار ومنهم إخوته: أحمد «مؤلفاً»، عمر «مخرجاً»، هاشم «ممثلاً»، رفيق سبيعي، فهد كعيكاتي «أبو فهمي»، أنور البابا «أم كامل»، ميليا فؤاد، يوسف شويري، واستمر في هذه الفرقة مشاركاً بمسرحيات عدة وصل عددها إلى 55 مسرحية منها «العز للرز»، «بين حانا ومانا»، «المنافيخ».

في الإذاعة
كما عمل في إذاعة دمشق مخرجاً للبث المباشر منذ أن أسس برنامج «معكم على الهواء» عام 1982، وعمل مخرجاً لكثير من المسلسلات والبرامج الإذاعية، ومنها البرنامج المسرحي الإذاعي الذي يهتم بالمسرح المحلي والعربي والعالمي «آفاق مسرحية»، والمسلسل الشهير «يوميات عائلية» «تأليف عبد الكريم إسماعيل، بطولة وفاء موصللي وعصام عبه جي»، وامتدت رحلته الإذاعية نحو خمسين عاماً، وبسبب انشغاله في إذاعة دمشق لساعات طويلة ابتعد عن التلفزيون.
وشغل منصب رئيس دائرة التمثيليات في إذاعة دمشق، ورئيساً لدائرة المنوعات، وكان عضواً في لجنة البرامج الإذاعية، وعضواً في اللجان الفاحصة في نقابة الفنانين.

عائلة بجذور فنية
نشأ المخرج قنوع وترعرع في خضم عائلة تتذوق الفن بأشكاله المختلفة فوالده كان عازف «ترومبيت» وخيالاً ماهراً، وأخوه محمد يبرع في فن الخط العربي، وأصبح فيما بعد الخطاط الأول في الدول الإسلامية والعربية، وإخوته هاشم وعمر وأحمد، أسسوا في بداية الخمسينيات من القرن العشرين فرقة فنية تحت اسم «الفرقة الشعبية للتمثيل والموسيقا» في المزرعة بدمشق، حيث قدمت هذه الفرقة عدة أعمال، ليؤسس هاشم المسرح العسكري مع زملائه، «محمد شاهين، يوسف الشويري، أحمد أيوب، منى واصف، أحمد طرابيشي، هيفاء واصف، ونجوم كثر»، في نهاية الخمسينيات، وعمل أحمد بعد أن تخرج في قسم اللغة الإنكليزية مدرساً لهذه المادة، ومن ثم انتقل إلى وزارة الثقافة ليؤسس المسرح الجوال، وأسس عمر المسرح المدرسي، في وزارة التربية، حيث كان مديراً له. ‏

نجاح مستمر
وقدمت هذه الفرقة الشعبية للتمثيل أعمالاً كثيرة وكانت هذه الأعمال تدوم يومين أو ثلاثة، أو خمسة، إلى أن قدموا العرض المسرحي «دبابيس»، وتفاؤلاً بهذا العرض أطلقوا على الفرقة «مسرح دبابيس»، واسم الأخوين قنوع، نسبة إلى أحمد المؤلف، وعمر المخرج، وهاشم كان ممثلاً في فرقة «دبابيس».
وعمل أيضاً مع طلحت حمدي وأحمد قبلاوي في فرقة المسرح الطليعي، وقدموا أعمالاً كثيرة لينتقل بعدها إلى فرقة إخوته في مطلع السبعينيات، وقدمت هذه الفرقة «مسرح دبابيس» مايفوق خمسين عملاً مسرحياً، على مدار ثلاثين عاماً.
ولدى العائلة أيضاً جيل آخر من الفنانين فابنه محمد ممثلا في التلفزيون والإذاعة وابن أخيه أحمد زهير أحمد قنوع يعمل مخرجاً ومؤلفاً تلفزيونياً.
ودخل في خضم العمل المسرحي وقدم ورفاقه لوحات فحواها «الضحك من أجل الضحك»، وأعمالاً تلامس هم المواطن، مثل الغلاء وغيره من الهموم، واستمر عرض «العز للرز» مدة ثمانية أشهر وعشرة أيام متواصلة من دون عطلة، وعرض في مختلف المحافظات وفي دمشق. ‏ وعرفته الناس في المسرح من خلال شخصية «شارلي شابلن»، وقد اشتغل على هذه الشخصية طوال أربعين عاماً في المسرح.

الجوائز
شارك في العديد من المهرجانات العربية، ونال العديد من الجوائز الذهبية والفضية والتقديرية في مهرجانات عربية ودولية. ونال جائزة الإبداع الذهبي في مهرجان القاهرة العاشر للإذاعة والتلفزيون سنة 2004 عن المسلسل التاريخي «المرقش الأكبر» للكاتب خالد حموري. وكرّم في الدورة الرابعة عشرة لمهرجان دمشق المسرحي عام 2008.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن