قضايا وآراء

وقاحة أردوغان ونفاق الأعراب

| وسام جديد

نشهد هذه الأيام وقاحة تجاوزت في طريقة عرضها وتقديمها واستخدامها كل ما سبقها خلال عقود على الصعيد الدولي خاصة ما يتعلق بالقضايا العربية وقضايا الشعوب التي تريد حريتها من استبداد وظلم دول الاستعمار، حيث كانت ازدواجية المعايير أبرزها.
إننا نعيش حالياً وقاحة وصفاقة لم نشهد لهما مثيلاً ويمكن أن نضعهما في 3 فئات.
أولاها وقاحة زعيم تنظيم الإخوان في تركيا، صاحب الفكر العثماني المجرم، رجب أردوغان، الذي تجاوزت وقاحته وصفاقته كل الحدود، حيث جعل من نفسه في «حرب نضالية بسورية وليبيا والبحر المتوسط والمنطقة كلها» بحسب وصفه وكأنها بلاد من مملكة «يلي خلفوه»، وقاحة أضيفت إلى وقاحة أخرى تجلت بدعمه للتنظيمات الإرهابية في سورية وبشكل معلن دون أن يهتم بأي عواقب أو مساءلة دولية، وذلك بحجة «الديمقراطية في سورية» لكنه نفسه أردى المئات من معارضيه قتلى واعتقل مئات الآلاف منهم بحجة تأييدهم لحزب معارض يتهمه بأنه «حزب إرهابي».
أردوغان اعترف بإرسال جنوده ومرتزقته من عناصر إرهابية كانت تتواجد في إدلب والشمال السوري إلى ليبيا لمواجهة الجيش الوطني الليبي الذي يعتبره يحارب «الحكومة الشرعية» بقيادة فايز السراج، في حين في سورية يدعم تنظيمات إرهابية على رأسها «جبهة النصرة» بل أرسل قواته للدفاع عنها، تلك التنظيمات التي تعتدي على المدنيين وتسلب السوريين الأمان والاستقرار وتسعى جاهدة لإبقاء جزء من الأراضي السورية خارج سيطرة الدولة السورية في مستوى جديد لوقاحة أردوغانية ستنتهي عاجلاً أم آجلا.
الفئة الثانية بالوقاحة كانت من نصيب الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، الذين يتحدثون عن معاناة السوريين الإنسانية في إدلب تاركين خلفهم السبب الحقيقي بذلك ألا وهو وجود التنظيمات الإرهابية التي اتخذت المدنيين دروعاً بشرية، ويتحدثون عن «حمام دم» هم بالأساس من صنعه وأسس له عبر سنوات من دعم تنظيمات إرهابية من بينها «الخوذ البيضاء» التي اتخذت من إدلب مرتعاً لها.
الغرب الذي لم يتحرك قيد أنملة ضد تهديدات أردوغان الموجهة ضده عندما قال إنه سيفتح الحدود أمام اللاجئين القادمين من سورية ليعبروا إلى أوروبا، وهنا كان يقصد بالتأكيد تسهيل العبور أيضاً للإرهابيين إلى أوروبا، بل وجدنا محاولات إرضاء العثماني ومسايرته فيما يحصل بإدلب، وأحياناً كان هناك استفزاز للروسي، كما حال الأميركي الذي يجد بكل ما يحصل حالياً من تصعيد عبارة عن ورقة مساومة يعرضها أمام النظام التركي بعيداً عن أكاذيب «تشريد المدنيين وقتلهم» في سمسرة على حساب الدم السوري.
الوقاحة من أنظمة عربية تأتي ثالثا، هذه الأنظمة التي لم تحرك ساكناً، ولو بتصريح صغير، ضد التهديدات التركية وتحركاتها المعادية لسورية وسيادتها بل ظلت ساكنة، صامتة، عمياء، هذه الأنظمة لم تغب عن الصراع ضد النظام التركي، باعتباره صاحب القوة الدينية التي تهدد قوتهم الدينية، بمعنى آخر الإخوان ضد محور الوهابية وحلفائها.
صمت ليس بغريب عنها، ليس حباً بالنظام التركي وليس خجلاً من أفعالها في سورية وضد الشعب السوري، إنما هو كره بالدولة السورية التي إن انتصرت، وستنتصر، ستبقى تذكرهم بأفعالهم وتحالفهم مع الشيطان ضد الدولة العربية التي لم تبخل يوما بالدفاع عن العرب وقضاياهم، تلك الأنظمة وبكل وقاحة رغم ما سبق فإنها تحاول إيصال رسائل «من تحت الطاولة» عن رغبتهم بإعادة سورية إلى «البيت العربي» ذاك البيت الذي لم تخرج منه سورية إنما خرج عليها منه من خانها وغدر بها وساهم بقتل أبنائها وبتدمير مقومات الحياة فيها.
وقاحة وصفاقة أردوغانية وغربية ونفاق من الأعراب، لكن ذلك لن يغير في المنطق شيئا، فالمستقبل مكتوب لمن يقاتل دفاعا عن الحق مهما حاول تلاميذ الشيطان نسف مفاهيمه لإلغائه وتحويره إلى باطل وظلم وقتل، فالجيش العربي السوري قد أظهر قدرته، والحليف الروسي قد أعلن كلمته، والمعركة مستمرة والقادم لن يعجب بالتأكيد محور النفاق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن