من دفتر الوطن

النت والضرائب المهضومة!

| عصام داري

.. ويا سيدي (بلا نت بلا بطيخ)، يعني كيف كنا عايشين قبل النت والفيس والتويتر وبقية العصابة إياها المتخصصة بوسائط التواصل الاجتماعي؟
علمت من مصادر مطلعة أن الدولة تدفع بالدولار كي توفر لنا هذه الخدمة «الكمالية»، لذا على من يريد التمتع بهذا الترف الحضاري أن يدفع بالمقدار الذي يستهلكه، والنت كالخبز والخضراوات والفواكه كلها سلع معروضة للبيع، فلماذا التذمر والاحتجاج الذي لن يجدي على الإطلاق؟.
أحد المواطنين حدثني عن تجربته مع النت بعد التعديلات الجديدة والباقات التي ليس فيها ورود فقال: أنا بعد أن خفضت استهلاكي من هذه الخدمة إلى الحد الذي أكاد معه لا أكتب إلا عدداً قليلاً من «البوستات» وتوقفت عن التعليقات والإعجابات وغيره، وضعت عبارة واحدة تعبر عن مشاعري تجاه كل الأصدقاء وهي: (كل عام وأنتم بخير بمناسبة الأعياد التالية: الفطر الأضحى الميلاد رأسي السنة الهجرية والميلادية ورأس السنة السورية، وعيد الأم وعيد الشجرة وعيد جميع القديسين وأعياد ميلاد جميع أصدقائي وجميع الأخوة السوريين والأصدقاء في روسيا والصين وإيران وكل الدول الصديقة، ومن يتعاطف معنا في جميع أرجاء العالم)، ونشرت هذه التهنئة على صفحتي ليراها كل الأصدقاء على مر الأزمان وفي كل الأكوان، وكان ياما كان.
هكذا ارتحت قليلاً، وألغيت كل العبارات الجاهزة مثل: جمعة مباركة وصباح الورد والخير ومساء النور والبركة وسواها، والباب الذي يأتيك منه الريح سده واستريح.
المواطن نفسه قال لنا إنه ابتكر أساليب جريئة ومبتكرة لجمع الأموال لمواجهة الأزمة التي تواجهها سورية والسوريون، ومن هذه الأساليب«المبتكرة» اطلعنا على التالي:
لماذا لا تفرض الحكومة رسم مشاهدة المحطات التلفزيونية الأجنبية، والعربية تعامل معاملة الأجنبية، فكل محطة يرغب المواطن السوري السعيد في مشاهدتها لها تسعيرة، لنفرض مئة ليرة في الشهر، وهناك عرض على هذه الخدمة، شاهد خمس محطات وادفع أربعمئة ليرة فقط، ويا بلاش.
ضريبة على ارتياد المطاعم – جعلنا اللـه من المبشرين بها – وكذلك المقاهي مع توفير أفضل التنباك والمعسل وبأسعار تشجيعية.
ضريبة على ارتياد الحدائق العامة، فالدولة تدفع الملايين لقاء توفير هذه الحدائق من الأشجار والأزاهير والورود والبحرات والنوافير والحراس والـ«الجناينيين» هل يذهب كل ذلك سدى ومن دون دفع أي رسم دخول؟ كفانا دلالاً فنحن في حالة حرب، ومن يريد ترف الجلوس في الحدائق العامة أن يدفع لقاء ذلك، والجهات المعنية ستوفر له كل الراحة وتمنحه جرعة أوكسجين مجاناً!
ضريبة زواج، فالعرسان يدفعون للحلاق والكوافير والصالات والسيارات والورود والحفلات الفخمة والأطعمة الفاخرة والملابس والمبالغ التي تصرف على الأعراس بالملايين، فلماذا لا تفرض الدولة رسوماً على الأعراس وتكون نسبة الضريبة منسجمة مع مستوى العرس، درجة ممتازة أم أولى فثانية وهكذا، ولا نظن أننا نبالغ في ذلك.
ضريبة عزوبية، فالعزاب لا يدفعون مصاريف باهظة في أعراسهم التي لم تحدث، لذا فهم في بحبوحة، وعليهم دعم خزينة الدولة بالفائض من أموالهم المنقولة وغير المنقولة!
ضرائب على دور السينما والمسارح والمسابح والمنتجعات، وربما نستطيع الوصول إلى مرحلة نقنن بها الماء والهواء، والله ولي التوفيق، نقطة أول السطر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن