رياضة

القيادة السياسية والرياضية بحلب مدعوة للتدخل … بعد عملية التحريض واستباحة الأعراض في نادي الاتحاد

| حلب – فارس نجيب آغا

يبدو أن نادي الاتحاد يسير نحو المجهول في ظل ما أفرزته مباراة الاتحاد والساحل بالدوري الممتاز من مشاهد أقل ما يمكن وصفها أنها معيبة ولا ترتقي لميدان رياضي مع تنامي ظاهرة القذف والشتم وتناول أعراض اللاعبين والإداريين في موقف يؤكد أن الوضع يحتاج لتدخل القيادة السياسية والرياضية في حلب، والمؤسف هو تجييش الوضع من قبل لاعبين سابقين كان لهم اليد الطولى عبر تحريض مبطن منذ أسابيع على منصات مواقع التواصل الاجتماعي ويحملون تاريخ يندى له الجبين، معتبرين أنهم أوصياء على النادي وهم معروفون وبالاسم، نحن هنا لسنا ضد التعبير عن حرية الرأي لكن ما تابعه كل من حضر المباراة يفضي لكارثة أخلاقية تحتاج لموقف صارم من أصحاب القرار في المحافظة لأننا سنكون مقبلين على الأسوأ عبر انتهاك أعراض الناس في الملاعب الرياضية التي لم تعد ذات بعد رياضي بل سقوط أخلاقي مشين وباتت تحتضن شريحة يجب اجتثاثها قبل أن تودي بكارثة، ودعونا نؤكد من جديد أن ما يحدث سببه الانتخابات الطاحنة التي جرت منذ أشهر ورجحت كفة فريق على آخر، حيث لم يهضم الطرف الخاسر هزيمته الساحقة رغم حالة الهرج والمرج التي سادت حينها فكانت ضربة قاضية لمن كان لهم نصيب من العمل في سنوات سابقة وخرجوا من الباب الخلفي نتيجة فضائح لصقت بهم عبر توثيقها فلم يوفروا شيئاً من ممتلكات النادي حينها إلا وتم وضع يدهم عليها، ناهيك عن تجاربهم الفاشلة وقرار إقالتهم قبل نهاية دورتهم الانتخابية.
ما يحدث في نادي الاتحاد هو صراع الفرقاء وتلك قصة لم تكون وليدة اليوم بل تعود لسنوات طويلة عبر جبهتين متنازعتين لم يستطع أي عاقل جمعهم على طاولة واحدة والعمل بما فيه مصلحة النادي، والمعطيات تبدو هي ذاتها وتعيد نفسها كل سنة ولكن بأسماء وقوالب ربما منها جديد ومنها قديم في ظل هرولة أسماء مستهلكة انتهت صلاحيتها منذ زمن لكنهم مازالوا يحاربون علهم يصلون للكرسي الذي لفظهم تحت أحجية ونغمة نحن أبناء النادي.

عقلية وكراهية
اشتداد المعارك على منصات المواقع جاء من بعض أعضاء مجلس الإدارات السابقة الذين يعتبرون النادي لهم وهم الأجدر بقيادته مع حالات تخوين نسجوها بغية إيصال الأمور لذروتها في مباراة الساحل والتحضير لشتم اللاعبين والإداريين وهو ما حصل بالضبط، ونعتقد أنه دليل كاف على الضغينة والحقد الذي يحملونه، فمن يحب ناديه يسعَ لمد جسور التعاون بينه وبين الطرف الآخر لكن العقلية المتحجرة والكراهية طغت على كل شيء في نفوسهم والنادي بالمحصلة هو من يدفع الثمن لتلك الدعاية التي يروجونها أن النادي لأبنائه وهي كلمة حق يراد بها باطل، فنحن اليوم في زمن الاحتراف وأبناء النادي هي قصيدة أكل الدهر عليها وشرب لم تعد موجودة في ظل الاحتراف الذي يحصد الأخضر واليابس ويبدو أنهم مازالوا يعيشون زمن الهواية وهو حقيقة الأمر.

قناع رمادي
من يدع حبه للنادي لا يحاول طلب مواعيد لمقابلة رئيس منظمة الاتحاد الرياضي العام بغية تبييض صفحته السوداء ويقدم نفسه على أنه الغيور على مصلحة النادي لأجل الضرب من تحت الحزام لمجلس الإدارة الحالي وهو موقف يكشف عن نفسه وعن القناع الرمادي الذي يرتديه ويتستر خلفه ولا يحتاج لتفسير، والغاية واضحة هي رحيل الأعضاء الحاليين والقدوم مع حاشيته وهذا أمر يبدو بحسب المعلومات المتوفرة لدينا بعيد عن متناوله عند أصحاب القرار لأنه عمل في مناسبات سابقة وفشل ولم يستطع أن يقدم أي شيء لكنه مازال يعيد الكرة عل وعسى يحقق أمنياته في العودة، لذلك ما يحرض به على منصات المواقع سيكون على حساب النادي وسمعته.

استعطاف الجماهير
نعم هناك تراجع في نتائج فريق كرة القدم ولكن هو ليس بمبرر لشتم الناس بهذه الطريقة ونعتقد أنه لو لم يكن هناك عمليات تحريض واتفاقيات مسبقة أبطالها بعض اللاعبين السابقين لما وصلت الأمور لهذا الحد من التدهور والكل بلا شك سيشرب من الكأس نفسه «وتلك الأيام نداولها بين الناس» لكن للأسف لا وجود لشخص عاقل ينهي حالة الفراق الحاصلة في ظل تعنت المهزومين انتخابياً ومن يخرج على شاشات التلفزة ليستعطف القيادة الرياضية يعرف تماماً ما فعله حين كان داخل النادي وكيف تمت إقالته لأسباب معيبة نتحفظ عن ذكرها الآن، أي إنه ليس بأفضل حالاً وليس بيده العصا السحرية لكنه يحاول التأثير وكسب استعطاف الجماهير لغايات شخصية وليس حباً بالنادي كما يدّعي خاصة أنه رفض العمل في ظل أزمة حلب عندما طلبت منه القيادة ذلك معتبراً أن الأجواء غير مثالية فيما يهرول الآن لكسب كرسي داخل مجلس الإدارة، ومن لم يلب طلب القيادة في الأزمات فليس من المعقول أن يكون له محل الآن والوطنيون هم من يلبون نداء الوطن عند المواقف الصعبة وهذا ما يجب أن يصل لرئيس منظمة الاتحاد الرياضي العام، فعندما تم استبعاد عدد من المرشحين لم يكن لعدم امتلاكهم ورقة حسن سلوك بل لعدم استكمالهم للأوراق والمعايير المحددة التي وضعتها القيادة حينها حيث لم تنطبق عليهم وهو شيء يعمل به في كل مؤسسات الدولة، لذلك من خرج في مقابلة تلفزيونية وتحدث أمام رئيس المنظمة وتم منعه من الترشيح لم يكن الأمر متعمداً بل لأنه رفض العمل حينما طلب منه ذلك وحلب تحتاج لمن يقف معها في كل مفاصلها وبعد عملية التحرير ودخول شركة راعية بدأ الكل يهرول عله يحجز مقعداً له هو شيء سيكون بعيداً عن مطامعه.

إلى رئيس المنظمة
نعلم حق اليقين أن هناك مساعي لنقل صورة لرئيس المنظمة شاحبة الألوان عن الوضع في نادي الاتحاد لكن من ينقلها هو أحد مسببيها وهم من يحرضون ويجيشون الجماهير وهم أشعلوا فتيل الشغب وعلى القيادة الرياضية في دمشق الحذر منهم وتوخي الدقة بكل ما ينقل لأنهم فئة تسعى للتشويش وتهرول خلف مكاسبها الشخصية، والذي يروج ويدعي محبته للنادي لا يسعى لافتعال الشغب والتحريض على شتم الناس ومن هنا نعي مقدار العقلية التي يتمتعون بها والتي لا تحمل شيئاً من الاتزان والانفتاح بل مغلفة بالحقد والكراهية وهي الرسالة التي يجب أن تصل لرئيس المنظمة عن هذه الشريحة بالذات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن