من دفتر الوطن

فيروس أردوغان!

| عبد الفتاح العوض

أي منا في هذه المنطقة على وجه التحديد وصل إلى العشرين ولم يدرك أن ما يطلق عليه المجتمع الدولي مجرد نماذج مكبرة عن النفاق والكذب، فإن لديه مشكلة حقيقية في الإدراك.
أردوغان بسياساته المغرورة كان سبباً رئيسياً في وفاة مئات الآلاف من البشر، وهو المسؤول الأول عن فوضى الربيع العربي التي تعيشها المنطقة على اعتبار أنه قائد الإسلام السياسي الذي يريد أن يقفز على الكراسي بالدماء.
ولو أن العالم استنفر لفيروس أردوغان كما استنفر لفيروس كورونا لكان العالم أكثر أمناً وأماناً.
من حيث الجوهر فإن تقلب العداوات والصداقات بين الدول هو أمر طبيعي، وكذا فإن الصراعات بين الدول هي حالة خبرها وعاشها الناس منذ بدء الخليقة.
وقد مرّ في التاريخ القريب والبعيد خيانات من أنواع مختلفة، حيث يقاتل بعض من الخونة لمصلحة دول أخرى، لكن أبشع الخيانات أن يكون القتال ضد الوطن تحت إمرة الأعداء.
وفي بلدنا يتمثل هذا النموذج بأتباع أردوغان، أو أن نطلق عليهم التسمية المناسبة «أحذية أردوغان»، ولا أحد منهم يمتلك أي دافع شريف ليكون من أتباع أردوغان لكن دوافعه الحقد.. أو الارتزاق!
سأكتفي هنا للحديث عن فيروس أردوغان كي أنتقل إلى الحديث عن فيروس كورونا.. وهو انتقال غير كبير فما زلنا في عالم الفيروسات.
فحتى الآن والحمد لله البلد خالٍ من فيروس كورونا، لكن في هذه المرحلة لدينا دروس يمكن النظر إليها من زوايا مختلفة.
لعل من أولها إصابة مسؤولين في إيران بالفيروس، ولهذا قراءة تعني أن الفيروس لا يعرف ولا يعبأ بذوي المناصب، لكن الشيء الذي يعنينا أكثر هنا مدى تقارب المسؤولين مع عامة الشعب، وحتى يمرض المسؤول بمرض معدٍ يعني أنه انخرط مع عامة الناس.
الدرس الثاني ما حدث في تجارة الكمامات، وكيف للتجار دوماً قدرة على استثمار الأزمات ليصبحوا أكثر ثراءً.. وكي لا نظلم تجار سورية فقط بل هو أمر حدث في معظم دول العالم بما فيها الدول الأوروبية.
الدرس الثالث كيف يمكن بناء مشفى خلال أيام، على حين نحن لدينا أبنية عمرها نصف قرن ولم تكتمل حتى الآن.
الدرس الرابع له علاقة بفكرة أن الفيروس صناعة بشرية أم هو فعلاً صناعة الطبيعة.. أصحاب عقل المؤامرة يظنون أنه صناعة بشرية، وأن الولايات المتحدة استخدمته سلاحاً بيولوجياً ضد الصين لكثير من الأسباب أبرزها الأسباب الاقتصادية.
أياً كانت الدروس التي وصلتنا من فيروس أردوغان أو فيروس كورونا فإننا بحاجة ماسة للمناعة.
فيما يخص كورونا فالأمر في انتظار لقاح، وكما يقولون هو قيد التجربة، وما عدا ذلك ليس لنا إلا الوقاية.
أما فيما يخص فيروس أردوغان فنحن بحاجة ماسة للمناعة الوطنية.. يؤلمني جداً أن يكون لأردوغان مرتزقة سوريون وأتباع سواء عبدة مال أم أسرى حقد.
لكن صناعة المناعة الوطنية لا يمكن أن تستورد، هذه لا تُصنع أبداً إلا منّا وفينا.

أقوال:
– لستَ مضطراً للدخول في كل جدال تدعى إليه.
– كن نفسك فلا أحد غيرك يحسن هذا الأمر.
– عند تقديمك للنصح فلتسع إلى مساعدة صديقك لا إلى إرضائه.
– الغرور هو الرمال المتحركة التي يغرق فيها المنطق.
– ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً وما تواضع أحد لله إلا رفعه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن