رياضة

زهرة إلى العالمية..

| مالك حمود

التكريم العاجل لبطلة كرة الطاولة السورية الواعدة هند ظاظا جاء في وقته، فالبطولة يجدر أن تأخذ حقها من التقدير والتكريم والتعامل معها آنياً ومستقبلياً.
استقبال رئيس الاتحاد الرياضي العام للبطلة وتكريمه لها كان مهماً، لكن الأهم الآفاق التي رسمها رئيس المنظمة لسفيرة كرة الطاولة السورية في طوكيو 2020.
فالمعسكرات الخارجية التي وعد بها (معلا) هي دعم من القيادة الرياضية الكامل لهذه البطلة، والتأكيد على أن يكون استعدادها للأولمبياد جله خارجياً مهما كلف ذلك.
هذا الكلام فيه الحكمة والواقعية والوفاء، فالحكمة في البحث عن الطرق المثلى للتحضير لبطلة يعول عليها الكثير ليس في طوكيو فحسب، وإنما في المستقبل الواسع، والواقعية في التعاطي مع البطلة كمشروع رياضي إستراتيجي من منظور بنائي قادر على تحقيق البطولات على النفس الطويل، والوفاء لإصرار رئيس الاتحاد الرياضي العام على وجود مدرب لها تتلمذت على يديه في محافظتها، ومن باب الوفاء والحق أيضاً القول: إن هند لو لم تكن لاعبة نادي المحافظة لما وصلت إلى ما وصلت إليه، مع الدعم الذي قدمه ذلك النادي لهذه الطفلة من دعم ورعاية لها ولمدربها ليكون العمل الجاد والصادق على هذه الخامة وتحويلها إلى لاعبة مبدعة وبطلة متفوقة ومتألقة.
ما حققته هند بداية لمشروع بطل وبطولة، فالمؤشرات والمعطيات الفنية والرقمية تؤكد أن المتفوقة في بطولة سورية لكل الفئات العمرية بما فيها السيدات، قادرة على احتلال أحد المراكز الثلاثة الأولى على مستوى آسيا في فئتها وهي الشبلات أو (الأمل) كما يطلق عليها رسمياً في البطولات الدولية، ووجودها بين المراكز الخمسة الأولى على مستوى العالم في الفئة المذكورة.
هذا الكلام بالنسبة لوقتنا الراهن، ولكن كيف سيكون حالها عندما تترفع إلى الفئات العمرية الأعلى؟ فالتأهل إلى طوكيو نجاح وإنجاز لكنه حقيقة هو بداية الإنجاز، وعلينا التعامل معه على هذا الأساس، فالطفلة التي سبقت عمرها بسنوات يفترض أن تكون مشروعاً إستراتيجياً ضمن رياضتنا، وأن يتم التعاطي معه بعيداً عن العاطفة والانفعال والفرح ببطولة آنية، فنحن أمام مشروع بطلة أولمبية يمكن أن تستثمر حالتها لكسب دعم اللجنة الأولمبية الدولية لتبنيها كبطلة مستقبلية، وحتى لو لم يتم الحصول على ذلك الدعم المنشود، فالأجدر أن يستمر التعامل معها كحالة بطولة قادمة وقادرة على رفع علم الوطن في الميادين الأولمبية، فهل يكون العمل على هذا الهدف بالسبل الكفيلة من دعم واهتمام إضافة إلى المعسكرات والمشاركات الخارجية ووضعها ضمن الحاضنة الرياضية المتكاملة القادرة على توفير كل المعطيات الرياضية والدراسية والمادية، فالزهرة الناعمة قادرة على أن تتفتح أكثر ويفوح عبقها في العالمية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن