عربي ودولي

قيادات فلسطينة: هويّة أي حكومة مقبلة لن تغيّر طبيعة الصراع مع المحتل … نتنياهو متقدّم في انتخابات إسرائيل دون تحقيق أغلبية حاكمة

| رويترز - الميادين

أظهرت نتائج جزئية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقدم أمس في الانتخابات العامة بإسرائيل، لكنه لم يتمكن بعد من تحقيق أغلبية حاكمة في ثالث انتخابات عامة في أقل من سنة واحدة.
وأعلن نتنياهو رئيس حزب ليكود اليميني الفوز في انتخابات مساء أول من أمس على منافسه الرئيسي، قائد الجيش السابق بيني جانتس زعيم حزب أزرق أبيض الوسطي، بعدما أشار استطلاع آراء الخارجين من مراكز الاقتراع إلى تصدر حزبه للنتائج.
لكن بعد فرز أكثر من 70 بالمئة من الأصوات، بدا أن نتنياهو يحتاج إلى ثلاثة مقاعد لتحقيق الأغلبية في البرلمان مما يشير إلى احتمال الوصول إلى طريق مسدود مرة أخرى.
وتقدم حزب ليكود على حزب أزرق أبيض، إذ حصل على 35 مقعداً مقابل 32 مقعداً لحزب جانتس. ويستطيع نتنياهو بالتحالف مع أحزاب يمينية ودينية تشكيل ائتلاف يسيطر على 58 مقعداً، أي أقل من تحقيق الأغلبية في البرلمان الذي يضم 120 مقعداً.
وما لم يتغير الوضع مع استكمال فرز الأصوات، فإن من المتوقع بدء جولة أخرى من المفاوضات السياسية المعقدة.
وقال نتنياهو أمام حشد مبتهج من أنصاره بالمقر الانتخابي لحزب ليكود في تل أبيب «يا لها من ليلة بهيجة… هذا الانتصار له حلاوة خاصة لأنه انتصار رغم كل الصعوبات».
ولم يصل جانتس في خطاب ألقاه في مقر الانتخابات في حزبه إلى حد الاعتراف بالهزيمة، إذ قال إن الانتخابات قد تؤدي إلى طريق مسدود آخر.
وأضاف «أقول لكم بأمانة إني أتفهم الشعور بخيبة الأمل والألم وأشاطركم إياه لأن هذه ليست النتيجة التي أردناها».
وبدوره قال متحدث باسم حزب ليكود إنه يتوقع أن يتمكن نتنياهو من تحقيق أغلبية حاكمة وتشكيل حكومة ائتلافية عن طريق اجتذاب نواب من المعسكر المعارض. وقال المتحدث جوناتان أوريتش «سيكون هناك منشقون».
وكانت معركة نتنياهو للفوز معقدة بعدما وُجهت إليه اتهامات بالرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال فيما يتعلق بمزاعم عن تقديمه مزايا دولة تقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات لأقطاب إعلام في إسرائيل مقابل تغطية إيجابية له، وبأنه تلقى هدايا يشكل قبوله لها مخالفة.
ومن المقرر بدء محاكمة نتنياهو في 17 من آذار، في أول محاكمة لرئيس وزراء لا زال في المنصب في إسرائيل. وينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفات.
وخلال الحملة الانتخابية وصف جانتس نتنياهو «بالمتهم»، واتهمه بالسعي للبقاء في المنصب من أجل تمرير تشريع يمنع السلطات من محاكمة رئيس وزراء في السلطة.
أما نتنياهو فقد صوّر جانتس على أنه «رعديد»، وقال إن منافسه سيحتاج إلى دعم ساسة عرب في البرلمان لتشكيل حكومة وإنهم سيكبلون يديه.
وقال يوهانان بليسنر رئيس معهد الديمقراطية الإسرائيلي «بينما يتعين علينا أن ننتظر النتائج النهائية، ما من شك في أن رئيس الوزراء نتنياهو حصل على تفويض سياسي مهم من الشعب الإسرائيلي»، وأضاف «عبر الإسرائيليون عن دعمهم للرجل الذي يرون أنه حقق لهم الأمن والرخاء».
وفي الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية، توقعت استطلاعات الرأي الوصول إلى طريق مسدود جديد، لكن الإقبال على التصويت كان مرتفعاً فبلغ 71 بالمئة على الرغم من المخاوف من فيروس كورونا المستجد.
وأدلى الناخبون الخاضعون للعزل الصحي المنزلي، ومن بينهم الذين عادوا في الآونة الأخيرة إلى إسرائيل من مناطق تفشى بها الفيروس، بأصواتهم في مراكز اقتراع خاصة وهم يضعون كمامات طبية ويرتدون قفازات.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيليّة إلى أن اللجنة الانتخابية «رفضت عدّ أصوات الناخبين في الحجر الصحي بسبب كورونا، على الرغم من الإجراءات الوقائية المتخذة».
ووفق القناة 13 العبرية فإن اللجنة «رفضت الاقتراب من هؤلاء الناخبين، وهناك مسعى لإيجاد حل لهذه المشكلة».
فلسطينيّاً، رأى المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم أن «هوية أي حكومة إسرائيلية مقبلة لن تغيّر من طبيعة الصراع مع هذا المحتل».
وأوضح برهوم أن انتخاب بنيامين نتنياهو «لن يؤثر في المسار النضالي والكفاحي للشعب الفلسطيني حتى دحر الاحتلال».
من جهته، اعتبر أمين سر منظمة التحرير، صائب عريقات، أن فوز نتنياهو في الانتخابات «يعني استمرار الاستيطان والضمّ والأبارتيد».
وأكد عريقات أن نتنياهو «قرر أن يستمر الاحتلال»، معتبراً أن الصراع «هو ما يجلب التقدم والازدهار لإسرائيل».
من ناحيته، شدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، داوود شهاب، على «عدم التعويل على تغيير في السياسة الإسرائيلية».
أمّا القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جميل مزهر، فقال إن «نجاح المجرم نتنياهو أو القاتل جانيس لا يقدم شيئاً للشعب الفلسطيني»، مؤكداً أنهما «وجهان لعملة واحدة، وبرنامجهما الأساسي هو المزيد من القتل والدمار».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن