سورية

مشاركون اعتبروا أن المرتزقة صيغة جديدة من صيغ المقاولات في الحروب والأزمات … «مداد»: تركيا ستدفع كثيراً ما لم تضمن تفكيك ملف الإرهابيين

| مازن جبور

اعتبرت ورشة نقاشية حول تطورات الوضع في إدلب عقدها «مركز دمشق للأبحاث والدراسات– مداد»، أن ملف الإرهابيين يمثل خطراً على تركيا أكثر مما هو خطر على سورية، وأنه «ما لم تضمن تركيا القدرة على تفكيك هذا الملف من دون أن ينعكس أمنياً في داخلها، فإنها ستدفع كثيراً مقابل ألا تُمتحن في هذا الملف».
الندوة التي حضرتها «الوطن»، اعتبر خلالها الصحفي صهيب عنجريني في ورقة أساسية قدمها خلال الورشة، أن التحركات التي جرت مؤخراً في درعا، واحدة من الارتدادات الهامشية للحدث في إدلب، لأن النهايات تستدعي إخراج كل الأوراق، لافتاً إلى أن الخلايا النائمة هي مسألة أوراق بالمحصلة.
ولفت عنجريني إلى خصوصية إدلب انطلاقاً من أنها تتاخم ثلاثة مدن مهمة أولها حلب بما تمثله من أهمية في الخيال العثماني ومن أهمية اقتصادية، كذلك فإن للتماس مع حماة أهمية باعتبارها مدخل إلى قلب سورية، بالإضافة إلى ما تمثله متاخمة إدلب للاذقية من إمكانية تهديد للمحافظة.
وأكد أن ملف «الجهاديين» يمثل اليوم خطراً على تركيا أكثر مما هو خطر على سورية نظراً للتعقيدات التي تراكمت في هذا الملف، ولارتباط الإرهابيين الأجانب في إدلب بجالية من جنسياتهم موجودة في تركيا، وما لم تضمن تركيا القدرة على تفكيك هذا الملف من دون أن ينعكس أمنياً في داخلها، فإنها ستكون مستعدة لدفع الكثير والذهاب بعيداً مقابل ألا تُمتحن في هذا الملف.
من جانبه، عضو مجلس الشعب صفوان القربي لفت إلى أن قراءتنا للحالة الفكرية في بعض مفاصل إدلب لم تكن ذكية، مشيراً إلى أن تاريخ تركيا مع الجوار يظهر أنها دولة تجميعية قائمة على المد بقدر المستطاع في حالات الضعف السياسي، وهي تستثمر في الفوضى والتخريب لإعادة ترتيب الأوراق.
ودعا إلى الانتباه إلى الحالة الشعبية في المحافظة، وإعطاء رسائل طيبة لأهلها، وعدم وسمها بالإرهاب فتجميع الإرهابيين فيها لم يكن خيارها، بل كان حاجة.
من جانبه، الأستاذ في جامعة دمشق كريم أبو حلاوة، رأى أن ما يحصل في إدلب مشكلة كبيرة تتجاوز سورية، ولفت إلى أن تركيا تهدد دائماً بورقة اللاجئين، وهي تتقن اللعب على الحبال وإثارة مخاوف أوروبا.
وأشار إلى أن هدف أردوغان من «المناطق الآمنة» ومن التمسك بملف اللاجئين هو الحصول على أصوات ذات ولاءات تركية في الانتخابات السورية، بمعنى الحصول على حصة من الكعكة السورية عبر الانتخابات من دون بذل جهد.
الزميل مدير التحرير جانبلات شكاي، اعتبر أن ما يحصل في سورية هو من ضمن مخطط هدفه الرئيس تفكيك الدول المركزية الأساسية في المنطقة، وبدأ المشروع من اتفاق الطائف الخاص بلبنان، إلى دستور بريمر في العراق، والسعي حالياً لنقل المشروع إلى سورية عبر مشاريع من قبيل اللامركزية الإدارية، قابلة للتفجر مستقبلاً، مشيراً إلى أن تركيا ربما بدأت مؤخراً تشعر أنها لن تكون بمنأى عن هذا التوجه، فمساعي إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط قد تصل إليها، وهي انخرطت في ثلاثي سوتشي وأستانا لذلك، لكنها تريد أيضا فرض شروطها غير المقبولة سورياً.
المدير العام للمصرف العقاري في سورية، مدين علي، من جهته، اعتبر أن المرتزقة هي صيغة جديدة من صيغ المقاولات في الوقت المعاصر، وهي المقاولات في الحروب والأزمات.
ولفت إلى أن الرغبة السورية والإيرانية كانت في السابق حاضرة لتحرير إدلب في حين الرغبة الروسية لم تكن حاضرة، معتبراً أن ذلك ربما يكون لاعتبارات دولة أكبر من سورية، وتساءل: هل معركة إدلب في الوقت الراهن معركة تحريك أم تحرير بالنسبة لروسيا؟ لافتاً إلى أن ما يجري هو عملية تحريك بناء على الوقائع نظراً لأن إعادة خلط الأوراق الذي عجزنا عنه بالأدوات السياسية، دفعنا لإعادة خلطها بتكلفة عسكرية باهظة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن