قضايا وآراء

مخارج أردوغان بعد لقائه بوتين

| ميسون يوسف

ظن رئيس النظام التركي رجب أردوغان أن كذبه سيطول به حتى يحقق أحلامه في سورية، وظن مدعي السلطنة البائدة أن ما حققه من نتائج بمواجهة الجماعات الكردية المسلحة التي حاربها في عفرين وعين عرب وشرقي الفرات، سيشكل النموذج الذي يبني عليه ويتوقع في مواجهة الجيش العربي السوري وحلفائه، ولأنه كان أسير تلك الظنون الخائبة والواهمة أطلق وبكل صلف وفجور ووقاحة العدوان التركي على سورية تحت عنوان «درع الربيع» وهي العملية التي كان هدد بإطلاقها إن لم يستجب الجيش العربي السوري لطلبه بإخلاء المناطق التي حررها خلال الأسابيع الخمسة الأخيرة والتي تكللت بتحرير سراقب وفتح طريقي الـM4 وM5 وربط حلب بدمشق واللاذقية، سراقب التي ظن أردوغان أن احتلالها سيجهض الإنجازات السورية الأخيرة كلها.
لكن أردوغان الذي أعماه الغرور كان بحاجة إلى صفعة تعيد له شيئاً من الرشد والوعي الذي طلقه منذ تحول رأس حربة للعدوان الإرهابي على سورية وكانت قبضة الجيش العربي السوري بالمرصاد إذ بعد المقتلة الكبيرة التي نزلت بالجيش التركي الذي زج به أردوغان في ميدان إدلب، كانت الواقعة الكبرى في سراقب، حيث لم يدرك عسكر أردوغان ما خطط له الجيش العربي السوري في المدينة وحولها، ولم يفهموا طبيعة مناورة جيشنا المحترف الذي نفذ دفاعاً متحركاً اقتاد فيه الإرهابيين وداعميهم الأتراك إلى منطقة تقتيل كانت تنتظرهم فيها حمم النار التي صبت عليهم من البر والجو فجعلتهم أشلاء مقطعة وجعلت أردوغان يصرخ ويستغيث طلباً لوقف إطلاق النار.
نعم تلقى أردوغان صفعة قاسية جعلته يهرع إلى موسكو غداً للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي منّ عليه بهذا اللقاء بعد تردد طيلة أسبوع من الطلبات والإلحاح، والآن يطرح السؤال: ماذا يريد أردوغان من روسيا؟
طبعاً لن ندخل في الفرضيات التي حرقت ومنها طلب أردوغان من بوتين بأن يتنحى عن طريقه في سورية، فقد عرفت الإجابة المؤلمة لأردوغان وأعتقد أنه لن يكرر السؤال، ويبقى أن نتصور أن أردوغان في لقائه مع بوتين سيفكر في مخرج من ثلاثة:
الأول: الالتزام مجدداً وبشكل نهائي لا يحتمل الكذب مجدداً أو اللف والدوران مرة أخرى، بتطبيق تفاهم سوتشي ربطاً بما آل إليه الميدان بعد عمليات الجيش العربي السوري، وهنا يكون عليه سحب نقاط المراقبة التركية المحاصرة ومتابعة العمل في المناطق التي يعمل فيها الإرهابيون.
الثاني: خدعة جديدة تتمثل بطلب وقف إطلاق النار لمدة، ومع وعد بسحب جنوده الـ15 ألفاً الذين أدخلهم مؤخراً، ثم ينقلب على التعهد ويعود إلى سلوكه السابق بعد إعادة تنظيم الإرهابيين لإعادة الكرة والعدوان على الجيش العربي السوري، أي استيعاب الصدمة ثم العودة إلى السلوك الذي أنتجها.
الثالث: أن يفشل اللقاء ويجد أردوغان نفسه مندفعاً إلى الميدان لمواجهة الجيش العربي السوري.
فأي من الخيارات سيرسو عليه أردوغان؟
نعتقد أن الـ24 ساعة المقبلة ستحمل الإجابة من بوتين الذي لن يظهر لأردوغان أنه محل ثقة كما لن يدعه يطمئن إلى إمكانية الخداع والاحتيال مجدداً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن