قضايا وآراء

بعد «الثلاثاء الكبير».. مآلات سباق الرئاسة الأميركي

| دینا دخل اللـه

قد تبدو الانتخابات الحزبية أو الرئاسية لأي بلد شأناً داخلياً، إلا أن الحال يختلف في الولايات المتحدة، إذ يرقب العالم أجمع الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي التي بدأت منذ نحو الشهر.
أتى «الثلاثاء الكبير»، اليوم الذي يقرر من سيبقى في السباق لنيل ترشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة ومن سيغادر هذا السباق. وقد أظهرت استطلاعات الرأي الأميركية فوز جو بايدن نائب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في ثماني ولايات على منافسه السيناتور بيرني ساندرز الذي فاز في أربع ولايات منها كولورادو وفيرمونت وكاليفورنيا، أما رجل الأعمال مايكل بلزمبرغ عمدة نيويورك السابق فقد حصل على المركز الأول في منطقة ساموا الأميركية.
لكن ما الانتخابات التمهيدية المباشرة للحزب؟ وكيف تتم حسب النظام الانتخابي الأميركي؟
نظام الانتخابات التمهيدية المباشرة في الولايات المتحدة هو عبارة عن عملية حزبية داخلية تجري لاختيار مرشح من حزب سياسي للمشاركة في الانتخابات الرئاسية العامة، وذلك عن طريق عقد انتخاب داخل الحزب نفسه. ومن خلال هذه العملية الانتخابية الأولية يتم اختيار المرشح للمنصب الانتخابي من الناخبين وليس من قادة الحزب. وبما أن الانتخابات التمهيدية تجرى وفقاً لقوانين الولايات الاتحادية، فإنه من الممكن أن تكون هناك بعض الفوارق من ولاية إلى أخرى في عملية الانتخابات التمهيدية.
يتم اختيار المرشح الديمقراطي، الذي سيواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة في تشرين الثاني القادم، في مؤتمر الحزب الذي سيعقد في تموز، ويتألف مؤتمر الحزب الديمقراطي من مندوبين يتم انتخابهم في الانتخابات التمهيدية عن كل ولاية، ويرتبط عدد المندوبين بعدد سكان الولاية، فولاية كاليفورنيا مثلاً لديها 415 مندوباً وتكساس 228 مندوباً على حين ولاية نيوهامشير لديها 24 مندوباً.
ويبلغ عدد المندوبين المؤهلين للتصويت في مؤتمر الحزب 3979 مندوباً، ويحتاج المرشح للفوز 1991 صوتاً. في حال لم يحصل أي من المرشحين على هذا الرقم يصبح لدينا ما يسمى «بمؤتمر مواجهة» أو «مؤتمر توافقي»، عندها سيصوت جميع المندوبين مرة أخرى لكن سينضم اليهم هذه المرة «المندوبون الكبار» super delegates وهم من كبار مسؤولي الحزب السابقين والحاليين وعددهم نحو 766، وللجميع هنا مطلق الحرية في التصويت لمن يرغبون.
ما «الثلاثاء الكبير» super Tuesday؟
يأتي الثلاثاء الكبير في الثالث من آذار وهو اليوم الذي تصوّت فيه 14 ولاية معاً لانتخاب مرشحهم المفضل، وبهذا يرسل 1357 مندوباً إلى مؤتمر الحزب، أي 34 بالمئة من مندوبي الحزب الذين سيختارون مرشح الحزب القادم للانتخابات الرئاسية. الثلاثاء الكبير ليس مصطلحاً رسمياً بل درج على استخدامه النقاد والصحفيون للإشارة إلى يوم الانتخابات الذي يجري في عدد كبير من الولايات، ويعود استخدام هذا المصطلح إلى ثمانينيات القرن الماضي حين حاولت الولايات زيادة نفوذها في التأثير على عملية الترشح.
بعد الثلاثاء الكبير وفي العاشر من آذار تقوم 6 ولايات أخرى بالتصويت ما قد يحدد بوضوح أكبر من سيكون منافس ترامب للانتخابات الرئاسية المقبلة؟
فهل يستطيع الحزب الديمقراطي المنقسم على نفسه بين جيل الشباب الداعم لساندرز وسياساته الاشتراكية، والتيار التقليدي الداعم لبايدن على لمّ صفوفه والوقوف في وجه منافس قوي كترامب؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن