سورية

التقى وفداً أممياً.. وأكد ضرورة مواجهة الآثار غير الإنسانية للإجراءات أحادية الجانب … المعلم: أهمية مضاعفة جهود المنظمات الدولية لمواجهة تداعيات الحرب الإرهابية

| وكالات

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، أمس، أهمية مضاعفة الجهود التي تبذلها منظمات الأمم المتحدة العاملة بالشأنين الإنساني والتنموي لمواجهة التداعيات والآثار السلبية التي خلفتها ولا زالت تخلفها الحرب الإرهابية المفروضة على الشعب السوري والتي توضحت في الفترة الأخيرة بالعدوان التركي المباشر على الأراضي السورية، إضافة إلى ضرورة مواجهة الآثار غير الإنسانية للإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب المفروضة على معيشة السوريين.
والتقى المعلم وفداً أممياً مشتركاً برئاسة كل من المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي والمديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» هنريتا فور، وجرى خلال اللقاء وفق وكالة «سانا»، بحث علاقات التعاون المتميزة بين الحكومة السورية وكل من برنامج الأغذية العالمي ومنظمة «اليونيسيف» وسبل تعزيز هذه العلاقات بما يتناسب مع التحديات الإنسانية التي تواجه السوريين في مختلف المناطق.
وأكد المعلم «أهمية مضاعفة الجهود المبذولة من منظمات الأمم المتحدة العاملة بالشأنين الإنساني والتنموي وذلك بهدف مواجهة التداعيات والآثار السلبية التي خلفتها ولا زالت تخلفها الحرب الإرهابية المفروضة على الشعب السوري والتي توضحت في الفترة الأخيرة بالعدوان التركي المباشر على الأراضي السورية وخرق النظام التركي لكل القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة وقيامه باستغلال الوضع الإنساني المتردي الناتج عن عدوانه ودعمه المتواصل للمنظمات الإرهابية إضافة لضرورة مواجهة الآثار غير الإنسانية التي تنتج عن الإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب المفروضة على معيشة السوريين والتي تمنعهم من تأمين أهم مستلزمات حياتهم».
وأشار المعلم إلى أن مواجهة هذه التداعيات السلبية تتم من خلال مساهمة الأمم المتحدة ومنظماتها في تنفيذ المشاريع التنموية المختلفة التي تخدم احتياجات السوريين وكذلك من خلال قيام المنظمات الأممية بتضمين تقاريرها المقدمة للمجتمع الدولي حقيقة الآثار السلبية التي يخلفها هذا الإرهاب الاقتصادي على الوضع الإنساني في سورية وغيرها من الدول وكذلك على حقوق الإنسان.
وشدد على أن الحكومة السورية كانت دوماً ولازالت مستعدة لتقديم كل ما يلزم من دعم وتسهيلات لعمل المنظمات والوكالات الأممية وغيرها من المنظمات العاملة في سورية وذلك بما يتناسب مع الاحتياجات والأولويات الفعلية للسوريين في مختلف المناطق دون أي تمييز أو تسييس.
ونوه المعلم بالتعاون القائم حالياً بين برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» ومختلف الشركاء الوطنيين في القطاعين الحكومي والأهلي، مجدداً الترحيب بكل المشاريع والمبادرات التي تخدم السوريين وتحقق لهم التنمية التي يطمحون لها وبشكل خاص في المناطق التي تم تحريرها مؤخراً من الإرهاب والتي تقوم الحكومة السورية فيها عبر مختلف المؤسسات بتقديم الخدمات الممكنة التي يحتاجها المواطنون ليعودوا إلى منازلهم وبلداتهم، وداعياً الوكالات الأممية للمساهمة الإيجابية في المناطق المحررة لتخديم السوريين العائدين بكل ما يحتاجون إليه بالتعاون مع الشركاء الوطنيين والحكومة السورية.
من جهتهما، عبر كل من بيسلي وفور عن الشكر الكبير للحكومة السورية على دعمها وتسهيلها لعمل المنظمات الإنسانية في سورية وعلى كل الدعم الذي قدمته عبر السنوات الماضية ولازالت تقدمه لدعم تنفيذ مختلف البرامج والمشاريع الإنسانية التي يقوم بها برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» في سورية، مؤكدين استمرارهما بالتنسيق والتعاون مع الحكومة السورية بما يضمن التنفيذ الأفضل لكل الخطط والمشاريع التي تهدف إلى مواجهة الآثار السلبية التي يعاني منها السوريون.
وقدم بيسلي عرضاً موجزاً عن المشاريع والخطط التي يعتزم برنامج الأغذية العالمي العمل عليها في سورية خلال الفترة القادمة بالتنسيق والتعاون مع الشركاء الوطنيين، مشيداً بالدعم الذي يحظى به برنامج الأغذية العالمي من قبل الحكومة السورية، ومعبراً عن اعتزازه بهذه العلاقة التي بنيت بين الجانبين على مدى السنوات الماضية.
بدورها أشادت فور بجهود الحكومة السورية في مجال دعم الأطفال ورعايتهم، مؤكدة استمرار منظمتها بالتعاون مع الجانب السوري لتنفيذ المشاريع التي تعنى بالأطفال، ومشيرة إلى التقدم الكبير الذي حققته منظمتها بالتعاون مع وزارة التربية السورية في هذا المجال وخصوصاً في مجال عودة الأطفال للمدارس، ومشددة على أن دعم الأطفال في سورية يجب أن يستمر دون أي شروط وبما يضمن تمتعهم بحقوقهم وفي مقدمتها الحق بالتعليم.
حضر اللقاء نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد ومدير إدارة المنظمات الدولية والمؤتمرات عبد المنعم عنان ومدير إدارة المكتب الخاص في وزارة الخارجية والمغتربين محمد العمراني.
وفي الإطار ذاته بحث المقداد خلال لقائه في وقت سابق من يوم أمس مع بيسلي وفور والوفد المرافق لهما القضايا المتعلقة بالتعاون المشترك بين الحكومة السورية وكل من برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» بما يساعد في تحسين الوضع الإنساني وتلبية الاحتياجات الأساسية الإنسانية والمعيشية للمواطنين السوريين المتضررين من الأزمة الناتجة عن الحرب الإرهابية على سورية.
وأعرب المقداد عن تقدير سورية للجهود التي يقوم بها كل من برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» في المجال الإنساني، مؤكداً استعداد الحكومة السورية لتعزيز التعاون مع المنظمتين بعيداً عن أي أجندات سياسية يحاول بعض الأطراف فرضها.
وأوضح المقداد، أن سورية تسعى جاهدة بمساعدة من منظمات الأمم المتحدة ذات الصلة لتأمين متطلبات ومستلزمات الشعب السوري بشكل مباشر في جميع أنحاء سورية وبشكل خاص في الأماكن التي حررها الجيش العربي السوري مؤخراً وإعادة المنشآت الصحية والتعليمية والخدمية الأخرى التي دمرتها التنظيمات الإرهابية في هذه المناطق إلى العمل بأقصى سرعة.
ولفت المقداد إلى أهمية رفع الصوت دولياً إزاء الجرائم التي تقوم بها قوات النظام التركي في شمال شرق سورية والتي تستهدف عشرات النساء والأطفال دون أي احترام للمواثيق الدولية، مؤكداً ضرورة مواجهة آثار الإجراءات القسرية الأحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية التابعة لها على الشعب السوري والتي تخالف القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
من جهتها طرحت «فور» عدداً من القضايا ذات الصلة بمجالات التعاون الثنائي الحالي والمستقبلي واطلعت على وجهة النظر السورية في بعض المسائل المتعلقة بعمل المنظمة، مشيدة بالتعاون القائم مع الحكومة السورية والذي أسهم في تعويض الأطفال الذين حرمتهم ظروف الحرب الإرهابية من متابعة تحصيلهم العلمي.
بدوره أكد بيسلي أن برنامج الأغذية العالمي يبذل قصارى جهده لرفع مستوى التمويل لنشاطاته في سورية، معرباً عن تقديره للعلاقة القائمة مع الحكومة السورية حيث تسهم هذه العلاقة في تذليل العقبات التي تعترض العمل الإغاثي والإنساني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن