سورية

بوتين بحث مع رئيس كازاخستان الأوضاع في سورية وسبل تسوية الأزمة … بكين ترحب بالاتفاق الروسي التركي: يتطلب الاحترام الكامل لسيادة سورية ووحدتها واستقلالها

| وكالات

في وقت حضرت الأزمة السورية في اتصال بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والكازاخي السابق نور سلطان نزارباييف، رحبت بكين بالاتفاق الروسي التركي حول إدلب، وشددت على أن تنفيذه يتطلب الاحترام الكامل لسيادة سورية ووحدة أراضيها واستقلالها السياسي، على حين حاولت باريس التشكيك فيه.
وتوصل الرئيس الروسي ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، الخميس الماضي إلى وثيقة مشتركة تتضمن الاتفاق على وقف إطلاق النار وإنشاء ممر آمن على جانبي الطريق الدولية «إم 4» في شمال غرب سورية.
وأول من أمس، جرى اتصال هاتفي بين الرئيس بشار الأسد والرئيس الروسي تطرق إلى تطورات الأوضاع في سورية، وهنأه خلاله بوتين بالإنجازات التي تحققت في المعارك الأخيرة بإدلب وأطلعه على ما تم التوصل إليه خلال اجتماعه والمسؤولين الروس مع المسؤولين الأتراك الخميس، وفق ما ذكرت وكالة «سانا».
وعبر الرئيس الأسد خلال الاتصال عن ارتياحه لما أنجزته القيادة الروسية خلال اللقاء مع التركي في موسكو وما يمكن أن تحمله من انعكاسات إيجابية على الشعب السوري على مختلف الصعد بما في ذلك الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في حال التزام الجانب التركي بها.
وتم التأكيد خلال الاتصال على أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها تصب في إطار الجهود الرامية إلى ضمان سيادة سورية ووحدة أراضيها إضافة إلى أنها يمكن أن تساعد في تهيئة الأجواء لإعادة إطلاق العملية السياسية.
بدورها، أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية، بثينة شعبان، في مقابلة تلفزيونية أول من أمس أن سورية مستمرة في حربها على الإرهاب وأن الاتفاق جاء نتاج تضحيات وبطولات الجيش العربي السوري، وأن هذا الاتفاق مؤقت ولمنطقة معينة وهو لمصلحة سورية وجيشها وشعبها في حربها ضد الإرهاب واستكمال لتنفيذ اتفاق سوتشي، وأكدت أن التنسيق الروسي السوري مسبق ودقيق كما أن هناك مصداقية وثقة متبادلة ومطلقة بين البلدين.
وأمس بحث الرئيس بوتين في اتصال هاتفي مع رئيس كازاخستان السابق نزارباييف وفق ما أعلن الكرملين في بيان نشر على موقعه الالكتروني، ونقلته «سانا»، الأوضاع في سورية وسبل تسوية الأزمة فيها.
في سياق متصل، قال مبعوث الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جيون، في تصريحات عقب اجتماع لمجلس الأمن بشأن سورية، أمس، حسب موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري: «بالنسبة للصين، نرحب بالاتفاق الذي جرى توقيعه بين الاتحاد الروسي وجمهورية تركيا، ونرحب بالجهود الدبلوماسية في هذا الاتجاه».
وأضاف جيون: إن توقيع الاتفاق «يفضي إلى إيجاد ما كنا نتوق إليه دائما، وهو حل شامل للقضية السورية»، مشيراً إلى أن الاتفاق خطوة للأمام في دعم العملية السياسية السورية التي تبذل الأمم المتحدة جهودها في سبيل تيسيرها.
وأعرب جيون عن أمله في تنفيذ هذا الاتفاق على نحو شامل، مؤكداً أنه في إطار عملية تنفيذ الاتفاق، يتعين الاحترام الكامل لسيادة سورية ووحدة أراضيها واستقلالها السياسي، ولفت إلى أن الصين تأمل أن يواصل المجتمع الدولي الالتزام بمكافحة الإرهاب خلال تلك العملية.
في المقابل، الرئاسة الفرنسية، أشارت في بيان للإليزيه، حسب مواقع إلكترونية معارضة، إلى أن الاتفاق «أنتج وقفاً لإطلاق النار لكنه لم يترسخ جيداً بعد»، إذ إنه «رغم خفض التصعيد العسكري لا تزال عدد من التحركات الميدانية مستمرة».
ولفت البيان إلى وجود عدد من النقاط الغامضة في الاتفاق، والمسائل التي يصعب التعامل معها، بما في ذلك، «الانسحاب من الطريقين الدوليين (M4 وM5)، والحديث عن دعم سياسي وإنساني لا وضوح بشأن ترتيباته».
وفي محاولة من النظام التركي للتغطية على الإذلال التي شوهد فيه أردوغان خلال محادثاته مع الرئيس بوتين والاستسلام الذي أبداه، ذكر فؤاد أوقطاي، نائب أردوغان، حسب وكالة «الأناضول» أنه إذا استمر ما سماه «سفك الدماء في المنطقة، فلن نتردد في تضييق الخناق على مسببي الأزمة بعزيمة أقوى من أي وقت مضى».
بموازاة ذلك، نقلت «الأناضول» عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قوله أمس: إن وقف إطلاق النار لم يشهد أي انتهاكات، مشيراً إلى أن وفداً عسكرياً روسياً سيزور أنقرة هذا الأسبوع وأن تركيا بدأت العمل على إرساء قواعد الممر الآمن حول طريق «إم4» في منطقة إدلب، في حين نقل موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني عنه إعلانه تسيير دوريات مشتركة روسية وتركية اعتباراً من 15 آذار الجاري.
وبما يعكس الانزعاج الأميركي من وقف إطلاق النار في إدلب، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية، جيمس جيفري، يوم الجمعة الماضي، وفق «الأناضول»: «لا أعتقد أن يكون النصر حليفًا للروس، والنظام في إدلب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن