اختلس أكثر من 160 مليون دولار…«Vice News» الأميركية تكشف تفاصيل الفساد المالي لـ«الائتلاف»
وكالات
كشفت صحيفة الـ«Vice News» الأميركية عن أسباب الأزمة والفضائح المالية التي يعاني منها «الائتلاف» المعارض و«حكومته المؤقتة»، والتي تتعلق بقضايا فساد مالي وإداري داخل الائتلاف، إضافة لفضائح ما يسمى «وحدة تنسيق الدعم» والتي كانت ترأسها «سهير الأتاسي» قبل أن تستقيل بعد قضايا فساد لم يكشف عنها من قبل. وفي تقرير نقلته وكالة «أوقات الشام الإخبارية»، قالت الصحيفة: إن المعارضة الخارجية ما زالت تتخبط بعد «سلسلة من الانتكاسات التي أعاقت مصداقيتها كبديل عملي عن الحكومة السورية الحالية وقوضت مكانتها في السياسة الخارجية للولايات المتحدة»، مشيرةً إلى أن أعضاء الائتلاف كانوا يتمنون في العام 2013، أن يحظوا بالدعم اللازم ليتولوا إدارة سورية لكن المعارضة الخارجية ما تزال «غارقة في حلقة مفرغة من عدم الثقة وسوء الإدارة والفساد، وما لبثت أن زاد تهميشها بعد أن جعلت أميركا الأولوية لمكافحة داعش». وتشير المعلومات التي كشفتها الصحيفة إلى أن «الحكومة» التي شكلها الائتلاف أنفقت «68 مليون دولار منحت من قطر في شهر كانون الثاني عام 2014 بعد وقت قصير من بدء عملها، ولم تدفع هذه الحكومة الرواتب لموظفيها منذ منتصف شهر كانون الثاني»، كما أن الائتلاف أنفق «100 مليون دولار من التبرعات التي يشرف عليها مجموعة من 13 دولة، والمساعدات العينية مثل مواد غذائية ومعدات عسكرية».
وكشفت الصحيفة أنه بعد تجميد الرواتب، استقال نحو 200 «موظف» من «المؤقتة» من أصل 530 وبعضهم طلب منهم مغادرة البلاد، وأكدت أن «السوريين في تركيا ينتقدون بشدة الائتلاف لإنفاقه مبالغ كبيرة على مكتب فاخر مكون من أربعة طوابق في مدينة غازي عينتاب، بالإضافة إلى رواتبهم الشهرية التي تبدأ من 2500 دولار لكبار الإداريين وتصل إلى 8000 دولار لرئيس «المؤقتة»، وإدراكاً منها لهذا الغضب، ادعت المؤقتة أنها خفضت نسبة الرواتب بمقدار الثلث في المجلس».
كما كشفت معلومات تؤكد أن «شركتين للسيارات قامتا برفع دعوى قضائية ضد الحكومة الانتقالية بتهمة عدم دفع المستحقات الشهرية والتي تقدر على الأقل بـ26000 دولار لموكب مؤلف من أكثر من 30 سيارة مستأجرة. وأكد موظف سابق في الانتقالية رفض الكشف عن هويته أن المؤقتة اضطرت لإرجاع السيارات وطرد أحد سائقيها»، موضحةً أن «الأزمة المالية التي يعاني منها الائتلاف وحكومته جاءت نتيجة للفساد العلني، فضلاً عن سوء الإدارة واختلاس الأموال وإساءة استخدام أموال بدل السكن من قبل رئيس المؤقتة التابع للائتلاف». وأشارت الصحيفة إلى أن دول الغرب لم تعد تعير بالاً للأزمة المالية التي يعاني منها الائتلاف، وعللت ذلك «بأن الولايات المتحدة الأميركية فضلت أن تزود «المعتدلة» بالدعم بما في ذلك الصواريخ»، مذكرةً بأن الكونغرس الأميركي كان قد وافق في بداية شهر نيسان من العام 2014 على «إنفاق 500 مليون دولار لتدريب وتجهيز قوات المعتدلة، ولكن سرعان ما تحولت الأولوية إلى قتال داعش».
وأوضحت الـ«Vice News» أن شركة «ديلويا» للاستشارات المالية دققت في عمل وحدة تنسيق الدعم، والتي تعد ذراع الائتلاف الذي ينسق العديد من جهود المساعدات الإنسانية، ووجدت أن مليون دولار من الـ26 مليون دولار الممنوحة غير مسجلة، كما أدى مشروع تلقيح قادته وحدة تنسيق الدعم التابع للائتلاف إلى مقتل 15 رضيعاً.
وأكدت الصحيفة: أن الائتلاف المعارض صوت ضد «حكومة طعمة المؤقتة» في تموز من العام 2014 بسبب سجله الضعيف، ولإعادته أعلن عن تصويت جزئي في تشرين الأول بعد عدم موافقة المجموعات المنافسة، لكن المنحازين للسعودية والمنشقين الآخرين عن الائتلاف امتنعوا عن التصويت، الأمر الذي دفع قطر للتهديد بسحب الدعم من الائتلاف إذا لم يتم إعادة انتخاب طعمة. ونقلت الـ«Vice News» عن اثنين من الموظفين السابقين لدى الائتلاف اشترطا عدم كشف هويتهما، تأكيدهما أن «دور قطر باعتبارها الممول الوحيد خلق نفوذاً غير مبرر لها، وأن مسؤولين قطريين وطعمة أذكوا كتلة الناخبين للإخوان المسلمين داخل الائتلاف»، مشيرةً إلى أن أحد شاهديها غادر بسبب تجميد الأجور، في حين أن الثاني غادر بسبب اعتراضه على «هيمنة جماعة الأخوان المسلمين داخل المجموعات المعتدلة».